مقالات

من العاصفة إلى الهزّة: أهالي الشمال يُحصون أضرارهم

شكّل هدوء العاصفة «فرح» أمس فرصة لمزارعي عكار والمنية بشكل خاص ومزارعي الشمال بشكل عام لتفقّد مزروعاتهم ليجدوا أنّها تسبّبت بالمزيد من الخسائر عليهم، ككلّ سنة. إلى ذلك، يتكشّف المزيد من الأضرار في البيوت والمصالح لدى العديد من أبناء الشمال وعكّار نتيجة الهزّة الأرضية التي وقعت قبل أيام. وينتظر اصحابها أن تبدأ الجهات الرسمية المعنية بالكشف عليها وتحديد حجمها. وفي هذا السياق، قال المزارع خضر خشفة لـ»نداء الوطن»: «لقد قضت السيول على مساحات واسعة من مزروعاتنا لا سيّما الشتول ونحن نمرّ في أصعب الأوضاع المعيشية والإقتصادية، ومن استطاع منّا زراعة أرضه هذه السنة فإنّ ذلك حصل بعدما استدان المبالغ المطلوبة لذلك».

وأضاف: «هناك العديد من المزارعين لم يبادروا هذه السنة إلى زراعة أراضيهم من الأصل لأنهم كانوا يتحسّبون لمثل هذا الوضع وأخشى ما أخشاه ألا نجد في العام مزارعين ولا من يزرع بعد الآن».

وفي المنية أيضاً أحصى المزارعون الكثير من الأضرار لا سيّما في البيوت البلاستيكية إذ أدّت السيول والرياح إلى تخريبها من جهة وتلف جزء كبير من المحاصيل من جهة ثانية. المزارع هيثم م. لم يشأ أن يطالب الدولة وأجهزتها المعنية بأيّ شيء ويقول لـ»نداء الوطن»: «لو كانت هناك دولة تعنى بالمزارع وبأوضاعه لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولما وصل القطاع الزراعي اللبناني إلى هذا الحضيض».

في السياق جاءت دعوة النائب وليد البعريني إلى المعنيين في رئاسة الحكومة والهيئة العليا للإغاثة ووزارة الزراعة مذكّراً بأنّ سهل عكار بات منطقة منكوبة جرّاء السيول التي تغمره، وناشدهم «التحرّك الفوري والنظر بوضع هذه المنطقة وأهلها، فالسيول قضت على المنازل والمزروعات ولقمة عيش الناس. والدعوة إلى الإسراع في تعويض الخسائر، والبتّ بمعالجة نهائيّة لموضوع النهر الكبير كي لا تتكرّر المآسي كلّ سنة».

تجدر الإشارة إلى أنّ عكار أيضاً تعاني من انقطاع متواصل للتيار الكهربائي، وقد أسفرت العاصفة عن أعطال إضافية طالت الشبكة العامة، حتّى ساعة التغذية الوحيدة التي تُنعم بها الدولة على أهل هذه المناطق في اليوم، ويستخدمونها لتعبئة خزانات المنازل بالمياه، بات العديد من القرى خارج دائرة الإستفادة منها.

في سياقٍ متصل أعلن المكتب الإعلامي للنائب محمد سليمان عن اتصالٍ أجراه الأخير مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، للإطلاع على الإجراءات التي ستتخذها الحكومة في شأن أضرار الهزة الأرضية من جهة ومطالباً بضرورة العمل على حل أزمة الكهرباء القاسية خصوصاً في المناطق الشمالية وعكار، بعدما باتت مناطق عديدة شبه معزولة بسبب العاصفة والأعطال التي نتجت عنها؛ عدا عن الحرمان من حقها في ساعات التغذية، من جهة أخرى.

المصدر
مايز عيد - الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى