سياسة

لبنان على خط الزلازل السياسية وتراجع المبادرات الدولية

سجل المجلس الوطني للجيوفيزياء التابع لمعهد البحوث العلمية 250 هزة ارتدادية على الأقل، وتوقعت مديرة المركز مارلين البراكس المزيد من الهزات الخفيفة. ما يعني ان لبنان، مازال على الخط الزلزالي السوري – التركي، جيولوجيا، والسياسي إقليميا ودوليا وحتى مصرفيا، حيث الإضراب مستمر في وجه الأحكام القضائية.

وثمة مصادر عليمة تعتقد، ان الزلزال، أرجأ المزيد من الاختناق الذي كان سيستهدف اللبنانيين ضمن إطار الضغط، لاستيلاد رئيس للجمهورية، يمسح الغشاوة التي اكتست وجه لبنان منذ العام 2016، وهذا ما يفسر عدم صدور بيان من لقاء باريس الخماسي، فالعالم مشغول بالنكبة المزلزلة، وكان قبلها مشغولا ومازال بحرب أوكرانيا.

بدوره، لبنان لم يكن خارج الفزعة الدولية باتجاه سورية وتركيا، حيث أوفد رجال إنقاذ ومساعدات إنسانية. وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي شكل وفدا وزاريا غادر إلى دمشق أمس، وضم وزراء من مختلف الحقول الإغاثية، وترك للجانب السوري، إعداد ترتيبات ولقاءات الوزراء اللبنانيين، الذين وصلوا دمشق نهار أمس.

وضم الوفد وزراء الخارجية عبدالله بوحبيب، والشؤون الاجتماعية هكتور حجار والزراعة عباس الحاج حسن، والأشغال علي حمية، إضافة الى الأمين العام لهيئة الإغاثة العليا اللواء محمد خير، وغاية الزيارة التضامن وعرض المساعدة.

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نشر صورا عن المأساة السورية جراء الزلزال عبر حسابه في تويتر وكتب قائلا: ساعدوا الشعب السوري المنكوب في محنته، من كل الجهات، واضغطوا لفتح ممرات آمنة للجهات الدولية، بعيدا من ابتزاز النظام وأصدقائه».

وفي متابعة لاجتماع مجلس البطاركة المسيحيين الذي فوض البطريرك بشارة الراعي جمع القيادات المسيحية في محاولة لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي من حالة الشغور المتمادي، بدا البطريرك الراعي حذرا، حيال دعوة الكتل السياسية المارونية للاجتماع قبل اتخاذ أي موقف من الدعوة المسيحية العامة.

ويقول النائب فريد البستاني، عضو تكتل لبنان القوي، ان التكتل لم يبلغه قرار بشأن الدعوة للاجتماع العام في بكركي، انما أنا أعلم ان جبران باسيل حريص على كل أمر تقوم به البطريركية.

وردا على سؤال لـ «صوت لبنان» حول ما يتوقع ان يقوله النواب المسيحيين الـ 64، وهل سيتفقون على اسم الرئيس، أم يمنعوا تعطيل النصاب في الجلسة الانتخابية؟ قال البستاني: بكركي لا تسمي، وأتصور انه سيتم الاتفاق على آلية الانتخاب.

وعن قول القوات اللبنانية ان اجتماع بكركي مطلب للنائب باسيل ويقصد تعويمه مع تكتله، أجاب: «البطريرك لا أحد يملي عليه شروطا، هو صاحب القرار، لكن باسيل وكل القيادات المسيحية لها رأيها».

وأشار إلى تقاطع بين جبران باسيل ووليد جنبلاط، وقال: «هناك تواصل مستمر بينهما. وأنا كنائب عن الجبل أعتبر التواصل بين الرجلين كبير ومهم للعيش المشترك في الجبل».

وردا على سؤال: لماذا التحفظ على قائد الجيش، علما ان العماد جوزاف عون، عين في منصبه من قبل الرئيس ميشال عون؟ أجاب البستاني: بداية أداء قائد الجيش جيد، لكن الوزير باسيل يرى ان سوء أداء حصل في محطات معينة، ولكن عون قائد عسكري ولم يرشح بعد ولم يظهر برنامجه الاقتصادي الاجتماعي، وهناك حذر من جنب الفرقاء، الذين يتداولون باسمه، وأنا أحترمه كثيرا.

على أي حال، الأزمة الرئاسية مستمرة، في ظل عدم صدور أي بيان عن اللقاء الخماسي في باريس. والمصادر المتابعة قلقة في لبنان، حيث تراجعت مختلف المبادرات العربية وحتى الفرنسية، وإن بدت مازالت تتحرك، لاعتبارات سياسية فرنسية، انما بدون جدوى؛ لأن هناك واقعا ضاغطا على الدولة اللبنانية يجب معالجته أولا وقبل كل شيء، حتى لو اقتضى الأمر إلى المزيد من الاختناق الاقتصادي والمعيشي!

رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد، وخلال زيارته بطريرك الأرمن الكاثوليك رفاييل مياناسسيان في الأشرفية صباح أمس، سئل عن رأيه بلقاء باريس الخماسي الذي لم يصدر أي بيان رسمي فأجاب: لا أعرف قراءة كتب من هذا النوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى