سياسة

لقاء باريس الخماسي انتهى دون بيان وآلية دعم قواتية لاجتماع بكركي وستريدا جعجع تحيي مبادرة جنبلاط

على الرغم من خفوت الهزات الأرضية الارتدادية المتصلة بالعواصف الزلزالية السورية والتركية، ما زالت مناطق لبنانية وتحديدا في طرابلس وعكار، تعيش كابوس عودة الزلزال في أي لحظة، على الرغم من تأكيدات الخبراء الجيولوجيين على أنه لا شيء ينبئ بموعد الهزة أو قوتها، وأن كل ما على المواطن فعله هو اعتماد الحذر، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وهو ما يحصل عمليا في مناطق الشمال، حيث العديد من المواطنين أمضوا ليلهم خارج بيوتهم، داخل السيارات على الطرق المفتوحة، أو في خيام عشوائية في الحقول المكشوفة، حيث يبقى الثلج والمطر، أرحم وأقل ضررا.

عمليا، الرعب الذي عاشه اللبنانيون على وقع ارتدادات الزلزال، اقتصرت تداعياته على تعميق الشعور بانعدام الطمأنينة والأمان في لبنان، في ضوء انهيار البنى التحتية والخدماتية للدولة، واهتراء مؤسساتها، العاجزة حتى عن تصريف مياه الأمطار، وقد جنب الله الأبنية المتصدعة في طرابلس القديمة، ومحيط مرفأ بيروت كارثة مؤكدة في 6 فبراير.

وسارعت السلطات البلدية والهندسية المختصة الى إجراء الكشوفات الملحة، تحسبا واستدراكا، وأعلن مستشار الهيئة العليا للإغاثة من السراي الحكومي د.ضومط كامل، ان هناك أبنية مهددة بالسقوط في حال تخطت الهزة الدرجة 6 خصوصا في طرابلس.

قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التوجه الى دمشق اليوم الاربعاء، على رأس وفد وزاري لعقد لقاءات مع مسؤولين سوريين تتناول الشؤون الإنسانية المتصلة بتداعيات الزلزال.

أما لبنان الواقع على «فالق» الأزمات السياسية في المنطقة، فيبدو انه سيهتز وحيدا، الى ما شاء الله، بعدما خاب رهانه على اللقاء الخماسي في باريس، الذي اجتمع وتفرق ولم يصدر بيانا، معلنا تأجيل صدوره الى وقت لاحق.

ولاحظت المصادر المتابعة ان الفريقين الأميركي والفرنسي، لا يريدان الالتزام بتوصيف الرئيس الذي على اللبنانيين انتخابه، ولكل أسبابه وأهدافه، في حين أن أطرافا أخرى عربية تفضل الخروج بالوضع اللبناني من نفق الغموض والمناورة ومدارات المصالح الإقليمية الأخرى، ومن هنا فإنهم يردون الكرة باتجاه الداخل اللبناني المكبل بارتباطاته السياسية والفئوية، والعاجز عن التوافق على كلمة سواء، بسبب اختلاف التوجهات والمشارب.

وآخر المساعي المبذولة لاجتماع النواب المسيحيين في بكركي، اصطدم برغبة البعض استغلال هذه المناسبة، لتعويم طروحات وأفكار، تجاوزتها الأزمات والتطورات.

وبعد لقائها البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي أمس، على رأس وفد من نواب «تكتل الجمهورية القوية»، قالت النائبة ستريدا جعجع من بكركي: «من كانوا ممسكين بالسلطة في الفترة السابقة، يفعلون المستحيل اليوم ليستمروا في القبض على رقاب اللبنانيين».

وأضافت: وضعنا آلية بين يدي البطريرك حول الاجتماع المطروح، ونتمنى أن يحصل اللقاء في أسرع وقت، وكل نائب ينتخب المرشح الذي هو برأيه المناسب. وطبعا المرشح الذي يأخذ أكثر أصواتا، يفترض أن يكون هناك اتفاق مسبق على المسير به. فننزل الى مجلس النواب ونؤمّن النصاب وننتخب الرئيس.

وشكرت جعجع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على مبادرته، وتمنت في الوقت عينه لو أن التنسيق كان أكبر في هذا المجال لإنجاح المبادرة. فهو قال دعونا نسقط خيار سليمان فرنجية ونسقط ميشال معوض، ونذهب الى خيار ثالث، لكن الرئيس نبيه بري لم يمش بإسقاط مرشحه سليمان فرنجية، لذلك كنت أتمنى أن ننسق أكثر مع الأفرقاء المعارضة. وردا على سؤال، اكدت جعجع أن مرشحنا حتى اليوم هو ميشال معوض.

الى ذلك، استقبل رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل، امس، القائم بأعمال سفارة الكويت، الوزير المفوض عبدالله سليمان الشاهين، وجرى البحث في العلاقات الثنائية. وشكر باسيل للكويت موقفها الداعم للبنان، وكذلك تخصيصها القرض لإنشاء واستكمال شبكات ومحطات الصرف الصحي في قضاء البترون بقيمة 60 مليون دولار، وشدد باسيل على أهمية العلاقة بين لبنان ودول الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى