عربي ودوليمحلي

هلع في طرابلس وألاف العائلات هربت باتجاه ساحات المعرض..خطر يهدد الابنية المتصدعة، ومناشدات لتجنب الكوارث…

عاش الطرابلسيون فجر أمس لحظات من الرعب والهلع جراء الهزة الارضية التي ضربت المنطقة عند الساعة الثالثة وعشرين دقيقة فجر الاثنين واستغرقت 40 ثانية متواصلة كانت كافية لبث الهلع لدى سكان الابنية الذين سارعوا الى مغادرة منازلهم واتجهوا نحو باحات معرض رشيد كرامي الدولي والشوارع المحيطة به الاكثر امانا، رغم الطقس العاصف الممطر والرياح الشديدة وبدرجات حرارة متدنية، وباتت العائلات اكثر من خمس ساعات في محيط المعرض خشية ترددات الهزة، ووسط موجات من الشائعات التي غرقت بها مواقع التواصل الاجتماعي وزادت من رعب المواطنين وخوفهم، وفاقم من الهلع والرعب هزة ثانية وقعت ظهر امس عند الساعة الثانية عشرة والنصف، فارتفعت اعداد العائلات الذين إحتشدوا في المعرض ومحيطه بسياراتهم خشية وقوع زلزال مدمر.

لحظة وقوع الهزة، سمعت في جميع انحاء المدينة رشقات كثيفة من الرصاص، بهدف ايقاظ المواطنين وانذارهم بخطر الهزة ولاخلاء منازلهم، وظن البعض منهم ان اشتباكات تحصل الى حين تنبههم ان الرصاص هو انذار للمواطنين، وقد خرجوا الى الشوارع التي ازدحمت في كل انحاء المدينة من القبة الى ابي سمراء ومحيط المعرض.

وفق كبار السن في المدينة، ان الهزة الارضية التي شعر بها الطرابلسيون لم تحصل منذ اكثر من ثلاثين عاما، والبعض اكد ان طرابلس لم يحصل فيها زلزال بهذه القوة التي وصلت الى (٤.٨) درجات منذ اكثر من خمسين عاما، ولذلك كان مستوى الهلع كبيرا مترافقا مع ظروف مناخية عاصفة زاد الطين بلة، خاصة لدى العائلات التي غادرت منازلها بالبسة النوم متوجهين الى المناطق الآمنة.

سكان محلة القبة عاشوا الهزة الارضية بالعويل والصراخ، خاصة سكان الابنية المتصدعة، والآيلة للسقوط اساسا، وباتت هذه الابنية عقب الهزة اكثر خطرا مما يستدعي تدخلا سريعا ومباشرا من هيئة الاغاثة العليا لاخلاء هذه المنازل وتأمين اماكن سكنية بديلة.

فقد اعادت الهزة الارضية ملف الابنية المتصدعة الى الواجهة والتي يبلغ عددها قرابة الستة آلآف بناء في القبة والتبانة وابي سمراء وباب الرمل والزاهرية وضواحي المدينة، وهو ملف ملح يفترض معالجته بالسرعة القصوى قبل وقوع الكوارث..

لم تسجل اضرار بشرية، سوى ان منزلا متصدعا في محلة التربيعة شهد انهيارات في بعض جدرانه، وابنية قريبة من الساحل شهدت اضرارا مادية في الطبقات العليا منها، تصدعات في جدران، وتحطم ثريات وادوات منزلية.

وكشفت مصادر ان منطقة جبل محسن خسرت السيدة سوسن الهضام وابنتها في زلزال اللاذقية حيث كانوا هناك في زيارة عائلية.

وأسفت نقابة المالكين “لأن تكون المباني القديمة مرة جديدة عرضة لكارثة نجا منها لبنان بأعجوبة بفعل العناية الإلهية، فيما كادت الهزات الأرضية المتتالية أن تتسبب بدمار كبير نتيجة وجود أكثر من عشرة آلاف مبنى مهدد بالانهيار في بيروت فقط عدا طرابلس وصيدا والمدن الأخرى، والمالك القديم عاجز عن ترميمها”.

وتوجهت النقابة الى المسؤولين في بيان، قائلة: “ماذا تنتظرون لإخلاء هذه المباني؟ أن تسقط على رؤوس قاطنيها؟ ونسأل القضاة رؤساء اللجان: تتركون ثغرة في القانون فتمنعون المالك من استعادة القدرة على الترميم! ماذا تنتظرون؟ أين مسؤوليتكم بتطبيق قانون نافذ لتفادي الكوارث؟ لتمكين المالك من الترميم؟ التشققات كبيرة في المباني في بيروت وطرابلس وتستدعي كشفًا سريعًا من المعنيين وقرارات عاجلة بإخلائها، مع العلم أن هذا الإجراء كان يجب أن يتم من قبل المعنيين في الدولة في وقت سابق، تفاديا لما قد لا يحمد عقباه”.
وختمت: “من هنا وبعد الهزات العنيفة فجر اليوم، نحذّر مرة جديدة من الاستمرار في السكن في المباني القديمة المؤجرة، ونطلب إخلاءها فورا، ونرفع مسؤوليتنا عن أي كارثة تحصل فيها في الساعات المقبلة لا سمح الله، ونناشد المعنيين إخلاءها بشكل سريع حفاظا على أرواح المالكين والمستأجرين على السواء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى