سياسةمقالات

الهزات الزلزالية عطّلت المواعيد الرسمية والحكومة قررت الإعتمادات المالية المطلوبة

سيطرت الزلازل وارتداداتها التي ضربت تركيا وسورية، وصولا إلى السواحل اللبنانية شمالا وجنوبا، على الجو الشعبي والسياسي العام في لبنان، وغيبت العاصفة القطبية التي انحسر زخمها اعتبارا من ظهر أمس، بعدما أغرقت طرقات سواحله بسيولها الجارفة، ومع ذلك لم تسجل أضرارا مادية جسدية أو مادية، إنما تسببت في تعطيل المدارس واحتجاز بعض الناس مع سياراتهم في زحمة الطرق أو تحت الأنفاق الغرقى بمياه السيول المتدفقة.

ويبقى هول الكارثة، حيث استيقظ آلاف اللبنانيين خصوصا في طرابلس وعكار، وحتى في قلب بيروت وجبل لبنان، جراء اهتزاز بيوتهم بهم وقد هرعوا إلى الشوارع المفتوحة، تحت ثلج العاصفة ومطرها، وانطلقت التكبيرات في شوارع طرابلس ولجأ سكان الأحياء المكتظة والمتداعية الى المساجد، والكنائس، وهذا حصل في بيروت، حيث أطلقت النداءات من المآذن بطلب الرحمة من الله. وقد استمرت الهزات الارتدادية طوال يوم امس.

وبالحصيلة، لقد عطلت الهزات الزلزالية الكثير من المواعيد الاستحقاقية الملحة أمس الاثنين، عدا جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بالسراي الحكومي، وكانت مخصصة للبنود التربوية والصحية، وقد استهلها الرئيس نجيب ميقاتي بتهنئة اللبنانيين بالسلامة من الزلازل.

وهذه الجلسة الثالثة لحكومة تصريف الأعمال وقد تأخر اجتماعها الصباحي بسبب دعوة ميقاتي هيئة مواجهة الكوارث للانعقاد، برئاسة اللواء محمد خير، الذي دعا رؤساء الهيئات الإنسانية إلى الالتحاق بمراكزهم ومواجهة تداعيات الهزات الأرضية، إضافة الى أضرار العاصفة القطبية، وطلب ميقاتي من وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية التواصل مع الجانب السوري من أجل تقديم الدعم والمساندة. كما كلف ميقاتي وزير البيئة ناصر ياسين الاتصال بالجانب التركي لتقديم المساعدة. وفي كلمته، أمل رئيس الحكومة ان يوفق مجلس النواب الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وتقدم بالتهنئة الى الطائفة المارونية بحلول عيد القديس مارون وخص بالتهنئة بشكل خاص الوزراء الذين حضروا الجلسة والغائبين أيضا، وجدد دعوته للجميع للتعاون والتلاقي في سبيل معالجة الملفات الكثيرة والداهمة التي تتطلب ان نكون معا لتمرير هذه المرحلة الصعبة. وتابع ميقاتي: «يبدو أن الشغور الحالي لا أفق واضحا لإنهائه بعد، وهانحن بدأنا الشهر الرابع من شغور في منصب رئيس الجمهورية، يتزامن مع واقع مالي واقتصادي واجتماعي في غاية الخطورة».

وقال: «من غير المنطقي ولا الأخلاقي أن ننكفئ عن المهمات المطلوبة منا أو نتعمد الاستقالة العملية من مسؤولياتنا. من هنا أجدد دعوتي الى جميع الوزراء للعودة الى المشاركة في الجلسات الحكومية، كلما اقتضت الحاجة لعقدها. ونحن في هذا الصدد لا نتحدى أحدا ولا نصادر صلاحيات أحد، بل نلتزم بأحكام الدستور وروحيته.

وبالعودة الى مقررات الجلسة، يقول وزير التربية ان مجلس الوزراء وافق على جميع البنود التربوية، وقد حصر بدل نقل لجميع موظفي وأساتذة الجامعة والتربوية وسيخصص مساهمة من الدولة بصندوق تقاعد معلمي المدارس الخاصة.

في هذه الأثناء، ترأس رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع اجتماعا لتكتل «الجمهورية القوية» في معراب أعلن بعده، «اذا أراد كل منا التصرف على أنه لا دستور في لبنان، فهذا يعني نهاية الجمهورية».

وأضاف عبر إذاعة «لبنان الحر»: هناك من يعطل جلسات انتخاب الرئيس، والبعض يقدم له المساعدة، بينما المفترض من هؤلاء ان يكونوا الساهرين على حسن سير العمل في المجلس النيابي».

وأوضح جعجع «ان حزب الله بعدما تأكد من ان جبران باسيل لن يصوت لسليمان فرنجية، الآن يجول على النواب المستقلين الآخرين كافة، موزعا الأدوار بينه وبين الرئيس نبيه بري، محاولا لملمة الأصوات من هنا وهناك، من أجل إيصال سليمان فرنجية، لكن مشاوراتهم حتى الآن لم تؤد الى نتيجة، وأعتقد انها لن تؤدي الى أي نتيجة.

المصدر
عمر حبنجر - الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى