سياسةمقالات

بعد انحسار مؤقت لـ”عاصفة” الدولار وإنفراج موعود في جلسة الحكومة.. ترقّب لمخرجات “خماسي باريس”

لبنان بين العاصفة القطبية والاستحقاقات العاصفة. وإذا كانت الأولى أخذت بالانحسار نسبيا، زارعة الفرح في صدور رواد رياضة التزلج بعد طول انتظار، فإن اليوم الاثنين حافل بالملفات العاصفة، من جلسة مجلس الوزراء التي تقرر عقدها بقليل من الممانعة مرورا بحلحلة مشكلة القضاء المرتبطة بجريمة تفجير المرفأ، ومصير السياسيين والقياديين الذين تنسب اليهم مسؤولية ما في كل ما حصل، وصولا إلى لقاء باريس الخماسي الذي يشكل العنوان لمختلف الأنشطة في هذه المرحلة.

واستبق اليوم الاثنين «بأحد اسود» بالنسبة للصرافين والمضاربين على الليرة والذين جرى اعتقالهم بالجملة بدءا من مساء السبت، الأمر الذي انعكس هبوطا مريحا بسعر الدولار الذي انخفض إلى ما دون الـ 60 ألفا دفعة واحدة، ويتوقع ان يستمر هذا التراجع في سعر الدولار اليوم الاثنين أيضا على وهج الانفراج الموعود والمرتبط بالمقررات التربوية والصحية التي ستصدر عن جلسة حكومة تصريف الأعمال، علما ان ثمة من يقرأ في الحملة على الصرافين او المضاربين، كما يوصفون رسميا، محاولة لجعلهم كبش فداء اللعبة الدولارية، تمهيدا لخطوات تتعلق بالبنك المركزي وحاكمه.

وتبقى الأبصار شاخصة إلى اللقاء الخماسي الذي يضم ممثلين عن فرنسا وأميركا والسعودية ومصر وقطر، وما يمكن ان ينتج عنه، وان كان ما يتوافر من معطيات في العاصمة اللبنانية لا تجزم بالتوصل إلى ما هو مأمول منه، مع عدم إقفال الباب أمام «شيء ما»، قد يخرج به. وأغلب الظن أنه سيكتفي بإعطاء الانطباع بما على اللبنانيين ان يعتمدوه للخروج من ازمتهم الرئاسية مع العودة الى توفير المناخ الملائم لاتصالات حتمية توفر جوا يسمح بتسريع وتيرة انعقاد الجلسة رقم 12 لمجلس النواب، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

المصادر المتابعة تؤكد ان عدم صدور بيان عن مؤتمر باريس بأسماء رئاسية والاكتفاء بمواصفات الرئيس هو من الأمور الطبيعية، خصوصا ان بعض الدول الأساسية لا تريد القيام نيابة عن اللبنانيين بما هو من شأنهم. وفي معلومات موقع لبنان 24 ان اجتماع باريس كان سيؤجل لولا زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى الرياض وتأكيدها على الموعد من هناك.

وقالت المصادر ، ان بيان المؤتمر يمكن رصد أهدافه الخفية على صعيد الأشخاص من خلال المناحي التي سيركز عليها، فالإضاءة على الاقتصاد ومصاعبه لها معناها، والإضاءة على الاستقرار وجبه الفوضى لها معناها، ومن هنا لا أحد ينتظر ان يسمع مقترحات اسمية لأن ذلك يبقى بنظر المجتمعين في باريس، شأنا لبنانيا خالصا.

ويراهن البعض هنا على الحوار المسيحي – المسيحي الجامع الذي دعت إليه بكركي ضمن إطار البحث عن فرص للدفع باتجاه انتخاب رئيس، لكن هذا الحوار مازال يواجه بتحفظات.

ويقول مصدر نيابي في القوات اللبنانية: «نحن لسنا ضد دعوة بكركي للحوار، لكن لسنا مع أي دعوة، فالدعوة للحوار التي لن تؤدي إلى نتيجة إيجابية يمكن ان تسيء لبكركي وللوضع بشكل عام». وأوضح المصدر انه سيكون لتكتل الجمهورية القوية موقف واضح في حال وجهت بكركي الدعوة للحوار المسيحي، مع العلم اننا نتعامل مع هذا الاستحقاق من منطلق ومعيار وطنيين، باعتبار ان الأزمة ناجمة عن خلاف بين من يريد إعادة الاعتبار للدولة ومن يتجاوزها، ونحن مرتاحون لطروحاتنا وموقفنا من الاستحقاق الى جانب حلفائنا المسيحيين والمسلمين. ونرفض تصوير الأزمة على انها ناجمة عن الخلاف المسيحي – المسيحي.

من جهته، نائب رئيس القوات اللبنانية د.جورج عدوان أعلن رفضه التطبيع مع «الشغور»، كما أعلن عدم حضور نواب القوات أي جلسة تشريعية لمجلس النواب قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

وكان السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا زار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع وتباحث معه بالأوضاع الراهنة. ويتعرض جعجع بمواقفه الواقعية إلى تهجمات من جانب التيار الحر وخصوصا على صعيد المزايدة بالتقرب الى بكركي الأمر الذي يتفهمه البطريرك الراعي.

على صعيد الإشكالية القضائية كان ينتظر ان يكون هذا اليوم الاثنين يوما قضائيا على مستوى التناقض الذي حصل بين النائب العام التمييزي غسان عويدات والمحقق العدلي في تفجير المرفأ طارق بيطار، لكن مساع استجدت بالأمس أصدر بنتيجتها النائب العام عويدات بيانا أكد فيه شرعية وقانونية الإجراءات التي اعتمدها المحقق العدلي البيطار. وأوحت تلك المساعي بمعالجة الأمور ضمن بيت القضاء وبالتي هي أحسن.

المصدر
عمر حبنجر - الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى