سياسة

الحزب يجعل من الرئاسة ورقة بيد إيران

يعكس ميزان القوى النيابي الذي يتسم بتوازنٍ سلبي، حجم واتساع المأزق السياسي في زمن الشغور الرئاسي، بحيث يبدو التحرّك الذي أطلقه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الوحيد على الساحة الداخلية، التي تفتقد إلى مبادرات تتعلق بالإستحقاق الرئاسي. إلاّ أن الحراك الجنبلاطي، يضعه الكاتب والمحلّل السياسي نبيل بومنصف، في إطار “المحاولة لصياغة دورٍ في هذه المرحلة، فإذا نجح سيكون قد حقّق هدفاً، وإن لم ينجح، فهو لن يخسر أيضاً، بل على العكس يكون قد قام بحركة ما في الملف الرئاسي”.

ومن هنا، فإن الكاتب بومنصف، يكشف بأن “جنبلاط، وكما هو معروف، لا يتحرك إلاّ بعد دراسة المعطيات السياسية في الداخل والخارج، وجوهر حراكه اليوم، يقترب كثيراً نحو الوصول إلى حالة شبيهة بالحالة التي سبقت انتخاب الرئيس ميشال سليمان”، موضحاً أن معطيات زعيم المختارة، هي واضحة للجميع، ولكن “رادارات جنبلاط حسّاسة، وقد التقطت مناخاً خارجياً مؤيداً لانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وبأن أسهمه مرتفعة في الخارج، وهي مرشّحة للإرتفاع أكثر”. 

وعن شريك جنبلاط في هذه المبادرة، يؤكد الكاتب بومنصف، بأنه طرحها “منفرداً ومن دون التنسيق مع أي طرف، بعدما كان شريكاً مع قوى المعارضة في ترشيح النائب ميشال معوض، لكنه انفصل عنها، واتخذ قرار الخروج من ترشيح معوض بعد الوصول إلى حائط مسدود معه، وبالتالي، ذهب إلى خيار قد يشكّل طرحاً للتسوية، وعرض لائحةً من 3 مرشحين والمتقدِّم بينها هو قائد الجيش”.

وحول حجم التأييد لهذ المبادرة، يرى بومنصف، أن “الثنائي الشيعي رفضها كلها، لأن قرار حزب الله هو بعدم التخلّي عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حتى حلول لحظة المساومة على رئاسة الجمهورية، وذلك ليس فقط خلال المساومة مع الحزب، بل حتى خلال المساومة بين إيران وعواصم القرار العربية والغربية، لأنه من الواضح أن الحزب يطرح سليمان فرنجية كخيارٍ تعجيزي، إذ أنه يدرك أنه لن يصل إلى الرئاسة، لكنه يريد أن يغطي قراره بعدم انتخاب رئيس الجمهورية”. وبالتالي، يؤكد بومنصف أن “الثنائي الشيعي، لا يريد انتخاب الرئيس قبل حصول بازار إقليمي تكون إيران جزءاً منه”. 

ورداً على سؤال عن اجتماع باريس الخماسي حول لبنان، يكشف الكاتب بومنصف، أن المجتمعين “لن يخرجوا بأي نتيجة تتعلق بالبازار الرئاسي، ومن الممكن أن يصدروا إشاراتٍ حول الملف الرئاسي، إذ قد تؤيد الدول الخمسة المشاركة ترشيح قائد الجيش، ولكن إن لم تتّفق مع إيران، فلن يمشي الحال”.

ويستنتج بومنصف، بأن القوى الخارجية، كما الداخلية، تحاول “تعبئة المشهد بالدخان لإخفاء حقيقة أن حزب الله ما زال يمنع انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، قبل أن تتفق القوى الكبرى مع إيران، وبأن الحزب يجعل من الرئاسة ورقةً بيد إيران”.

وإذ أكد بومنصف أن الإنهيار الآن يسير بوتيرة بطئية، ولكنه سيتسارع مع الوقت، وهو يشبه الحالة المرضية التي تتطوّر حتى الإهتراء، كما أن القدرة على لجم الإنهيار بدأت تضعف وتتلاشى، لأن المليارات القليلة الموجودة في مصرف لبنان، لا تكفي لمدة طويلة كي يتصرف بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الفترة المتبقية له من ولايته التي تنتهي في تموز، وهنا ستكون المصيبة في حال بقي الشغور الرئاسي.

المصدر
ليبانون ديبايت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى