مقالات

الرئيس نجيب ميقاتي.. وتحولات ٦ شباط ٣ الباريسية

الرئيس نجيب ميقاتي يواكب المتغيرات العالمية في ظل انعدام التوازنات الداخلية الشديدة التأثر بالمتغيرات الاقليمية والدولية، ونجح حتى الان بتشكيل حكومة وباجراء الانتخابات النيابية، والنجاح في عملية الترسيم البحرية، وابقاء لبنان على خط الاهتمامات العربية والدولية والفاتيكانية، ورعاية توقيع الشروع بعمليات التنقيب الفرنسية القطرية الايطالية ومتابعة كل التحضيرات الضرورية لتأثيرات المنخفضات السياسية الاقليمية والدولية على المكونات السياسية والطائفية اللبنانية والتي قد تشكل اجتماعات ٦شباط ٣ محطة تاريخية فارقة في نجاحها بفصل ازمة لبنان عن ازمات المنطقة والتسريع بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة انتقالية من مجتمعات النزاع والفوضى الخلاقة الى الانتظام والدولة الوطنية.

موضوعات المنطقة تحركت بعد زيارة مدير المخابرات المركزية وليام بيرنز الى إسرائيل وبعض الدول العربية في إطار التحضير لزيارة وزير الخارجية الأميركي بلينكن المعلنة منذ مدة والتي استبقتها حكومة اليمين الاسرائيلية باقتحام مخيم جنين وإسقاط العديد من الضحايا، مما تسبب بردّ فلسطيني إفرادي وسقوط عدد مماثل من القتلى، مما يجعل من الحديث عن الحرب الأهلية في إسرائيل أمراً ممكناً، وتشهد إسرائيل مظاهرات كبيرة معادية لسياسات الحكومة الجديدة، واستبقت زيارة بلنكن أيضاً بعملية اسرائيلية بالطائرات المسيّرة على أحد المواقع العسكرية في اصفهان وايضا عشية زيارة وزير خارجة قطر إلى طهران حاملاً رسائل أميركية ودولية وخليجية الى طهران فيما يخص العودة إلى المفاوضات النووية و الحوار الخليجي الإيراني.

بدأت زيارة بلنكن الى المنطقة من القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبد التفاح السيسي والمسؤولين المصريين، حيث حمل وزير الخارجية المصري الى موسكو رسالة اميركية وهذاما اعلنه وزير الخارجية الروسي لافروف، وزير الخارجية الاميركي تحدث في اسرائيل عن حل الدولتين وسلامة الشعبين، والملفت كان هو حضور وزيري المخابرات المصرية والاردنية الى رام الله ولقائهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل وصول وزير الخارجية الاميركية وانضمامه الى الاجتماعات وانتقاله بعد ذلك الى الاردن.

جاءت زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية إلى السعودية والامارات قبل زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى فرنسا، وبالتزامن مع زيارة وزير خارجية إسرائيل الى السودان، والحديث عن اتفاق تطبيع بمسعى اميركي وبعد زيارة الرئيس الاثيوبي آبي احمد الى السودان وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية السعودي الى العراق والحديث عن خفض التوترات في المنطقة والعودة الى الحوارات الخليجية الإيرانية حول إنهاء النزاعات والتدخلات، وذلك بالتزامن مع حضور وزير النفط القطري ليوقع مع شركة توتال الفرنسية وشركة إيني الإيطالية على بدء الشراكة في عملية التنقيب والإنتاج في مربع 9 و 4 في المياه اللبنانية وبرعاية أميركية.

تاتي هذه الحيويات والإجتماعات عشية انعقاد إجتماع ٦ شباط ٣ في فرنسا بين كلّ من مندوبي أميركا والسعودية وقطر ومصر وفرنسا حول لبنان، وذلك بعد قمة أبو ظبي بين كلّ من الرئيس المصري والملك الأردني والسلطان العماني والأمير القطري والأمير الإماراتي، وذلك بعد إنتهاء إجتماعات منتدى النقب في أبو ظبي والذي يضم كلّ من اميركا وإسرائيل والإمارات والبحرين ومصر والمغرب، مما يجعل من إنضمام مصر إلى إجتماعات باريس بالغ الجدية والاهمية بما هو مقدمة لتوسيع الاجتماعات حول لبنان بشكل استراتيجي ينهي اثار ٦شباط ١ و٦شباط ٢ مما يستدعي حضور دول من الإتحاد الأوروبي الفاتيكان والجامعة العربية وفي مقدمتهم الاردن والعراق وذلك بعد تحولات ٦ شباط 3 الباريسية.

المصدر
أحمد الغز-اللواء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى