عربي ودولي

الصناعات العسكرية الأوروبية تتطلع لعشرات المليارات مع دعم أوكرانيا

تتوقع شركات الصناعات العسكرية الأوروبية أن يؤدي استخدام الدبابات الغربية في مواجهة الدبابات الروسية للمرة الأولى في أوروبا إلى زيادة الطلبيات ومبيعات تلك الأسلحة لكثير من الدول التي تريد تعزيز قدراتها الدفاعية. ومع أن تلك الدبابات والمدرعات صُممت أساساً لمواجهة مثيلاتها الروسية، فإنها لم تُختبر مباشرة في ميدان قتال أوروبي كالذي صُممت من أجله. وترى الشركات الدفاعية أن نجاح منتجاتها في ميدان المعركة في أوكرانيا سيكون أفضل إعلان ترويجي لتلك الأسلحة، بحسب ما ذكر تقرير في صحيفة “ديلي تلغراف”.
وانضمت الولايات المتحدة وألمانيا إلى بريطانيا في قرار إرسال دبابات ومدرعات إلى أوكرانيا قريباً جداً، وهكذا ستكون دبابات “تشالنجر 2 أس” البريطانية ودبابات “أبرامز” الأميركية و”ليوبارد 2 أس” الألمانية في مسرح القتال بأوكرانيا خلال وقت قصير. وتأمل كييف أن تساعدها الدبابات والمدرعات الغربية في صد الهجمات الروسية. وستواجه تلك الدبابات والمدرعات الغربية المدرعات الروسية، وهو ما تراه شركات تصنيع السلاح الغربية “عرضاً لقدراتها يجعل كثيرين يُقبلون على الشراء”.
وتتوقع شركة “راينميتال” الألمانية التي تصنع دبابات “ليوبارد” أن يكون العرض العملي لمنتجاتها حافزاً لمزيد من المبيعات. ورجح الرئيس التنفيذي للشركة، أمرين بابنجر، أن تتضاعف مبيعات الشركة منها لتصل إلى 12 مليار يورو (13 مليار دولار) في غضون ثلاث سنوات.
طلبيات ومبيعات

وأبلغت شركة “رانميتال” المستثمرين فيها عبر مذكرة، أنها تتوقع أن تلجأ الدول التي تقدم أسلحة إلى كييف إلى إعادة بناء مخزوناتها منها. ذلك إضافة إلى التوسع في التسليح من قبل تلك الدول وغيرها في ظل زيادة التوتر الجيوسياسي في أوروبا.
على سبيل المثال، تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز بزيادة الإنفاق العسكري لبلاده إلى 100 مليار يورو (109 مليارات دولار) لتعزيز قدراتها العسكرية. وطالب بابنجر، المستشار الألماني بسرعة إعلان تفاصيل الزيادة في الإنفاق العسكري كي تستطيع شركته وضع خطط التوسع في العمل وتحديد خطوط الإنتاج التي ستضيفها إلى مصانعها. ووظفت الشركة بالفعل ألفي عامل جدد لمواجهة زيادة الطلبيات والمبيعات المتوقعة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “راينميتال” خلال مشاركته في مؤتمر صناعي “كل الصناعة الألمانية جاهزة. فلدينا الموارد هنا، ولدينا القوة العاملة كما لدينا التكنولوجيا والمعرفة”. وليست الشركة الألمانية الوحيدة التي بدأت تنفيذ خطط التوسع استعداداً لزيادة الطلبيات والمبيعات، بل هذا ما تفعله كل شركات الصناعات العسكرية في دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأوروبية.
فمجموعة “بي إيه إي سيستمز” البريطانية تلقت طلبيات من الحكومة البريطانية لتصنيع قذائف المدافع. وتلقت شركة “ساب” السويدية طلبيات من بريطانيا والسويد لتوريد القذائف المضادة الدبابات من نوع “نلو”. كما تقدمت ألمانيا بطلبية شراء 35 طائرة مقاتلة من طراز “أف-35” التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية للصناعات الدفاعية في صفقة بقيمة بلغت نحو ثمانية مليارات دولار.
ونشاط شركة “راينميتال” الألمانية متنوع، لكن ثلث مبيعاتها من الدبابات والمدرعات وأكثر من ربع المبيعات من الأسلحة والذخائر. وبقية المبيعات عبارة عن قطع غيار سيارات ومنتجات مدنية أخرى. وتكلف الدبابة من طراز “ليوبارد” ما بين 13 و15 مليون يورو (ما بين 14 و16 مليون دولار) ويبلغ معدل ربح الشركة المصنِّعة نسبة 10 في المئة من سعرها.
وتملك الشركة الألمانية حصة بنسبة 55 في المئة في مشروع مشترك مع “بي إيه إي سيستمز” البريطانية لإنتاج مدرعات من طراز “بوكسر” وتطوير وتحديث 148 دبابة بريطانية من طراز “تشالنجر”. كما أن الشركة تسهم في مشروع فرنسي – ألماني مشترك لانتاج طراز جديد يسمى “نظام القتال البري الرئيس” ليحل محل دبابات “ليوبارد” الألمانية و”لو كليرك” الفرنسية.

المصدر
إندبندنت عربية

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى