مقالات

نُعيق الدولة أم نَحِيبُها…

بات القاصي والداني يدرك تماما أن المذياع والبوق، بغض النظر لمن انتمى أو أٌلبس عباءة من، كان هو وهم يبيع ويشتري، بلا هوادة من غير أسس او مبادىء أو حتى أخلاق انسانية، بقوت شعب وبأحلامه وأمانيه، التي باتت دون الحد الأدنى السفلي لعيش كريم، حتى كأنه بات يلامس الموت السريري المجتمعي في أحسن حالاته.
أرقام مجنونة تتلاطم هنا وهناك، غلاء مستشري ومتفشي، تجار فجار، احتكارات فيها من الخسة والدناءة، وصل لتخزين حليب الاطفال وبيعها في السوق السوداء، تلك السوق الرائجة بسوادها في وضح النهار، جهارا عيانا، لا حسيب ولا رقيب ولا من مر من هنا.
الرقابة معدومة ميتة، بورصات على الأرصفة وبين الأزقة المزدحمة، تخبط في الادارات والوزارات، وأزمات تتراكم بين الرواتب العامة والخاصة، وأولاد المدارس خارجها ومعلميها، وجامعات وطنية تستصرخ إهمالها، وكل ذلك يدوررِحاهُ ضمن مجتمع يتخبط فيما بينه، من رأسه حتى أخمص قدميه بين الأزمات والحلول المعدومة، وأولوياته الانتخابية في الرئاسة والسيادة والاستقلال والميثاقية في بحثه التائه بين نفسه، والدستورالمقهورعلى أبنائه في لقمة عيشهم وفواتيرالجزارة من على شباك الاستشفاء، والوعود العرقوبية لطاقة مفقودة، الى حق الدولة الضريبي الغيرعادل في جعل الميزان عادلا، بل الأزمة تتأزم وتتراكم فيها التعقيدات كاملة ومن جميع النواحي، ويقينا على بركة تحويلات المغتربين ماشية الأمور، لكن في أي اتجاه والى أي حد زمني؟!!! هوالسؤال المطروح، حتى يكون الأوحد حول ضياع شعب بأكمله .

مرارا وتكرارا، نعيدها من موقعنا الشعبي الغريق المكلوم، وأسئلة تتكرر في سؤال ليصب بمعنى واحد،
الى أي أفق نحن ماضون أو بالأحرى منقادون…؟!!!
في ظلمة هذا الليل الدامس، أي ومض فيه أمل …؟!!!
خابت آمالنا ببصيص ضؤ انتخابي أو تغييري داخل النفق الطويل، تتلاطشنا فيها الأهوال المعيشية، لكن الى متى…؟!!!
هل مسؤولينا والقيمون على اقتصادنا، ناعقي الحلول الموهومة مدركون صناعتهم، أم نحيب دولة ما أستشعروا يوما انتمائها أو قيمتها…؟!!!
تتجلى هنا الحكمة البليغة عظةً تاريخية بمقولة عائشة أم ابي عبدالله الصغير آخر ملوك غرناطة قبل ان تسقط نهائيآ تخاطب ابنها المتباكي على الملك الضائع :
إبكِ مثلَ النِّساءِ ملُكاً مُضاعاً
لم تحافظ عليه مثلَ الرِّجالِ
لعلنا نسمع ونعي… عسانا نتعظ….

المصدر
دكتور عامر سنجقدار

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى