سياسةمقالات

“نافذة” أمل بعد الاتفاقية النفطية تضيقها المهاترات ومخاوف من فوضى أمنية بموازاة الإضرابات المقبلة

فتح توقيع لبنان اتفاق الشراكة النفطية مع شركات «توتال انرجيز» الفرنسية و«ايني» الايطالية و«قطر للطاقة»، نافذة أمل على مستقبل بلد، بدد بعض بنيه كل قواه، في وقت لايزال الانسداد السياسي مخيما، تحت تأثير «صراع الديكة» على رئاسة الجمهورية، ومحاولة كل مرشح، او مشروع مرشح، تشويه شخصية من يتصوره منافسا له، على طريقة «زيح لأقعد مطرحك».

ورغم تعقيدات الوضع السياسي وتاليا القضائي، فان ذلك لم يخفت من وهج توقيع الشراكة النفطية في البلوكين 4 و9، مع ترحيب عضو البرلمان اللبناني د.بلال عبدالله الذي قال: «بدخول قطر على ملف النفط والغاز في لبنان، لفتني عند الاعلان عن الاتفاق الثلاثي، أي الفرنسي – الإيطالي- القطري، الاعتراف العلني للمرة الأولى، بأن البلوك رقم 4 غير واعد، وربما لا يتمتع بالجدوى المطلوبة لاستكمال التنقيب فيه. فلماذا لا نحرك البلوكات الأخرى؟»

بدوره، الخبير المالي د.ميشال نادر رأى ان وجود النفط والغاز جيد، لكن ليس كافيا، وهناك ما هو أهم، وهي «الحوكمة» والإصلاحات، والمهم بنظره ان «يقوم مردود النفط، بتعويم لبنان، لا أن يعوم المنظومة ذاتها، فيذهب الى تمويل الهدر والفساد. والمطلوب حكومة تدير الأمور التنموية، بعيدة كل البعد عن منظومة الفساد القائمة حاليا».

لكن لتحقيق كل هذه البديهيات، يتعين البدء من رئاسة الجمهورية، ومن ثم رئاسة الحكومة، وتاليا المواقع الأساسية كافة، التي تعيد وضع الدولة اللبنانية على صفحة الحياة مجددا.

بيد أن واقع الحال لا يساعد كثيرا، فمع اطلالة كل شخصية مؤهلة للرئاسة، يتصدى لها «حارس العهد القديم» بكل ما ملكت يداه، من سهام التشويه والضلال، ليصل في نهاية المطاف الى حد القول: «أنا أو لا أحد».

لقد تجنب جبران باسيل دائما الرد على مقترحات التياريين بترشيح أحدهم للرئاسة، بدل الاستمرار في دوامة الرفض المعبر عنها بالورقة البيضاء لكنه يرفض دائما، لأن أي مرشح للتيار لن يكون سواه، وهذا ما كشف عنه يوم الأحد، في خلال مؤتمره الصحافي الذي استهلك نصفه في التعرض لقائد الجيش متبنيا وجهة نظر وزير الدفاع موريس سليم المحسوب على فريق الممانعة، والنصف الآخر في التهجم على المنظومة الحاكمة، وكأنه ليس جزءا منها نيابيا ثم رئاسيا من العام 2008، متناسيا وعده بالكهرباء 24 ساعة على 24، الذي تحقق على صورة عتمة 24 على 24، وقد تسلم مع عمه الرئيس السابق ميشال عون، البلد والدولار بـ 1500 ليرة، وها هما يسلمانه بحدود الـ 60 ألف ليرة.

حزب الوطنيين الأحرار برئاسة كميل شمعون الحفيد، أصدر بيانا رد فيه على كل كلام باسيل بالقول: «كفى حروبا عبثية ودنكوشوتية. وأضاف البيان: من المضحك المبكي، أن يطل باسيل مهددا اللبنانيين بالترشح لرئاسة الجمهورية…!!

بدوره، النائب القواتي جورج عقيص، نفى مصداقية تمثيلية خلاف التيار الحر مع حزب الله، «طالما أن التيار مازال يغطي سلاح الحزب».

واللافت ان الحزب لم يتوقف عن مراعاة خاطر باسيل، فهو ما ان يكسر الجرة معه في ملف حتى يجبرها في ملف آخر، وهكذا حصل عندما اضطر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تأجيل جلسة مجلس الوزراء المقررة هذا الاسبوع الى الأسبوع التالي، تحت ذريعة استكمال الملفات التربوية الملحة، وتجنبا لضياع السنة الدراسية.

والراهن ان الحزب لم يوافق الرئيس ميقاتي على ضرورة الجلسة هذا الأسبوع في عملية الترضية الضمنية للنائب باسيل، الذي مازال يصر على رفض جلسات لحكومة تصريف الأعمال، بغياب رئيس الجمهورية..

وتبقى المخاوف الأمنية في رأس الاهتمامات، حيث تخشى جريدة «الجمهورية» ان يستغل المغرضون الإضرابات العمالية المطلبية والاجتماعية، في 8 فبراير لإثارة البلبلة، وحذر أحد الناشطين من مخطط لقطع وسائل الاتصال المدنية والأمنية، على غرار ما حصل يوما في العراق بعدئذ عمت الفوضى.

ودعا رئيس اتحادات قطاع النقل البري بسام طليس خلال اجتماع اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان، جميع مكونات قطاع النقل البري الذين هم الأكثر وجعا الى التحضير لتنفيذ الإضراب بـ 8 فبراير الذي سيكون انتفاضة للسائقين العموميين.

المصدر
عمر حبنجر - الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى