سياسةمقالات

تحضيرات رئاسية بمواكبة مؤتمر باريس.. و”المهاترات” القضائية تهمد

اليوميات اللبنانية على حالها: مهاترات قضائية حول تفجير مرفأ بيروت، ومواصفات رئاسية، تقارب هذا المرشح أو ذاك، وما من مرشح رسمي بعد سوى النائب ميشال معوض، ودولار أميركي يعمل كالمنشار آكلا الليرة اللبنانية على الطالع والنازل.

المهاترات القضائية بين النيابة العامة التمييزية والمحقق العدلي، بدأت تهمد لسبب بسيط، وهو انها خرجت من النطاق القضائي، ودخلت عالم السياسة.

والدولار الأميركي، ورغم صعوده الجنوني على حساب الليرة اللبنانية، إلا ان ارتفاعه الصاعق هذا، كدأبه كل شهر، خفف من حدة الانفجار الاجتماعي، الذي يراهن عليه البعض كمدخل لانتخابات الرئيس الملائم للمرحلة الراهنة.

وطبعا، الصورة يمكن ان تغدو مختلفة، ومغايرة اعتبارا من صباح غد الاثنين، حيث موعد التحركات العمالية الاحتجاجية، المتأثرة بأجواء الممانعين، ما يرتقب معه نوع من الفوضى المطلوبة، والتي لاحت بوادرها في الاحتدام الحاصل بين منطقتي عين الرمانة – الطيونة اعتبارا من صباح أمس.

ويبدو ان خطوات كبيرة حصلت، مرتبطة بالمؤتمر الخماسي المرتقب عقده في باريس بتاريخ 6 فبراير، ويضم المدراء العامين لوزارات الخارجية في كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، والذي عليه إقرار آلية الضغط على المسؤولين اللبنانيين المعنيين بانتخاب رئيس الجمهورية.

وبانتظار السادس من فبراير، يمكن ان تحدث تطورات كثيرة، تحصر المواجهة الرئاسية الأساسية، بين قائد الجيش العماد جوزاف عون، ورئيس المردة سليمان فرنجية، حيث ستكون الكلمة الأخيرة للرأي الخارجي النافذ.

واللافت حتى الآن، انه لا أحد رشح نفسه رسميا، سوى ميشال معوض القريب من الأجواء التنموية الأميركية، ولا أحد يتبنى ترشيح أحد من الأسماء المتداولة، تحسبا لحرقه.

المصادر المتابعة تتوقع ان يلعب رئيس المجلس النيابي نبيه بري دورا أساسيا في التخريجة الرئاسية، في مرحلة ما بعد مؤتمر باريس، فيما يتريث حزب الله في قول كلمته رسميا، الى ما بعد التفاهم على المرشح «الفافوري» على كلمة سواء.

بالنسبة للفوضى القضائية العارمة، تقول المصادر انها خرجت من الدائرة القضائية وأصبحت حالة سياسية، مع انتماء القضاة المعنيين كل إلى فريق. وبالمناسبة، أعلن أهالي ضحايا المرفأ، أنه لا علاقة لهم بالتظاهرة الشعبية الداعمة للقاضي طارق البيطار قبل حصولها عصر امس، حيث وزعت دعوات للتجمع امام قصر العدل في بيروت، بداعي ان هدفها «إراقة الدماء في الشارع».

وقد سجل انتشار كثيف للجيش اللبناني امس عند مداخل منطقتي الشياح – عين الرمانة، وعين الرمانة – الطيونة، تفاديا للمخاطر التي يحكى عنها، حول انفلات الوضع الأمني، وتحسبا لمواجهات مشابهة لما حصل بين عين الرمانة – الطيونة في وقت سابق. أما على المستويات المعيشية والاقتصادية، فستعقد حكومة تصريف الأعمال جلسة وزارية لمعالجة الشؤون المالية والتربوية الأسبوع المقبل.

وسجل هبوط نسبي في سعر الدولار، بعد الصعود الجنوني، وأتى هذا التراجع الذي تجاوز الـ 10 آلاف ليرة بالدولار الواحد، بعد الاجتماع الثلاثي الذي شارك فيه الرئيس ميقاتي ووزير المال يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتقرر فيه ان يعقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعا غدا الاثنين لاتخاذ المزيد من الخطوات الضابطة لحركة الدولار.

وقد تراجعت أسعار المحروقات تلقائيا، لكن ذلك لم يشمل المواد الغذائية!

ونقلت مصادر البيروتية عن صرافين ان أسباب انخفاض الدولار غير واضحة، أما ارتفاعه فهو لعبة شهرية تهدف إلى سحب أكبر قدر ممكن من الدولارات التي تأتي من الخارج ومن منصة صيرفة.

إلى ذلك، هناك تحكم المضاربين بالأسعار، في الأول من كل شهر، حين يخفضون سعر الدولار بالتزامن مع دفع الرواتب والأجور بهدف شراء اكبر كمية من الدولارات، ليصار الى رفعه مجددا.

المصدر
الانباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى