سياسةمقالات

نعمة طعمة : الحوار والتلاقي هو خارطة الطريق لحماية لبنان

شدد النائب والوزير السابق نعمة طعمة، على أن الحوار والتلاقي والتشاور بين جميع القوى والأطراف السياسية اللبنانية ضروري جدا، وهو خارطة الطريق التي تحميه وتنقذه، وتبعده عن أتون الانقسامات والتفرقة والتشرذم والتعصب، وهو الذي ينتج رئيسا للجمهورية، يعيد للمؤسسات الدستورية دورها ومكانتها، آسفا للانقسام والسجال القضائي حول ملف انفجار مرفأ بيروت، مؤكدا ضرورة الحفاظ على وحدة الجسم القضائي وإبعاده عن السجالات والتدخلات السياسية.

وأعرب طعمة ، عن أمله في أن تلتقي جميع الكتل النيابية مع بعضها البعض، للتشاور والتباحث في مختلف الاتجاهات، للوصول إلى تفاهم حول انتخاب رئيس للجمهورية، إذ لا يمكن لأي كتلة منفردة، وبمعزل على الكتل الأخرى، الإتيان برئيس إلى سدة الرئاسة، كما هو الحال في أميركا أو إنجلترا، حيث يوجد حزب ديموقراطي وآخر جمهوري، بينما عندنا من يحصل على النصف زائد واحد من الأصوات يكون الرابح.

ورحب طعمه بدعوة رئيس مجلس النواب إلى الحوار، الذي من خلاله يمكننا التوصل إلى نهاية عذاباتنا اليومية بفعل الأوضاع التي نعيشها، ونوه بخطوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر انفتاحه المتواصل على الأطراف السياسية، انطلاقا من الحوار، بهدف كسر حدة الانقسام السياسي، وفي محاولة للتفاهم والتوافق وتقريب وجهات النظر في موضوع رئاسة الجمهورية، لأن البلاد وأوضاعها الاقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية والصحية، لم تعد تحتمل، وبتنا على صفيح بركان.

وإذ استبعد طعمة انتخاب رئيس جمهورية في المدى القريب، نتيجة تفاقم الانقسامات السياسية بين جميع القوى، لكنه لم يفقد الأمل، مؤكدا ان اللبناني خلاق، ورغم كل الظروف الصعبة، يمكننا التغلب على التحديات، كما فعلنا سابقا، والوصول بلبنان إلى شاطئ الأمان، مشددا على ان لبنان رسالة سماوية للتعايش بين مختلف الطوائف والأديان، ونحن نتمسك به، ونعمل جميعا على حمايته، مهما اشتدت الأزمات والصعاب.

وردا على سؤال حول عدم التوافق على انتخابات رئاسة الجمهورية، قال طعمة: «علينا التوافق، لأنه هو الأساس للخروج من هذا النفق، وهو خارطة الطريق للخلاص من الأزمات والسجالات».

وأضاف في هذا السياق: «هنا لابد من الإشارة إلى أمر مهم جدا، وهو أنه لو كانت الأطراف المسيحية جمعاء، متفقة مع بعضها البعض، لكنا انتخبنا رئيسا للجمهورية، وكان رئيس الجمهورية اليوم على رأس البلاد».

وعن رأيه بتصريح البطريرك الراعي واتهامه النواب والوزراء بالتعطيل قال: لا يمكن التعميم واتهام الجميع، فهناك من يشارك ويعمل على تسهيل الأمور لانتخاب رئيس الجمهورية.

وتعليقا على اعتصام نواب من التغيير في مجلس النواب، رأى طعمة انه أمر جيد، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كل الناس معهم؟

وتوقف طعمة عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في لبنان، بسبب تصاعد الدولار بشكل جنوني، فأبدى أسفا شديدا الى ما وصلت اليه هذه الأوضاع، مشيرا الى ان المظلوم ليس الموظف في القطاع الخاص، وإنما موظف الدولة الذي يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية، فهناك 20% من الناس تأتيهم مساعدات من أهاليهم العاملين في الخارج.

وتطرق طعمة الى الوضع في الشوف، فأكد «اننا في الشوف عائلة واحدة، من جميع المذاهب والطوائف»، وقال: «لا يمكن إلا أن نكون معا مسيحيين ومسلمين ودروز، فنحن تربينا مع بعضنا البعض، وحياتنا وعاداتنا وتقاليدنا واحدة، وسيبقى الجبل والشوف قلب لبنان النابض، وسنبقى معا ونعمل متحدين في مواجهة كل الأزمات والتحديات، وسنحمي المصالحة ونعززها بكل ما أوتينا من قوة، لأنها السد المنيع بوجه كل محاولات التفرقة التي قد تحاول النيل من وحدتنا وعيشنا الواحد.

وفي معرض رده على سؤال عن العلاقة مع الدول العربية، أكد طعمة على العلاقة الأخوية التي تربط لبنان وعبر التاريخ مع الدول العربية، وخصوصا دول الخليج، التي «تكن كل المحبة والتقدير للبنان وشعبه، وهي التي لم تتركه أبدا، لا في السلم ولا في الحرب»، مثنيا على الدور الكبير للمملكة العربية السعودية والكويت، وبصماتهما الخيرة في لبنان، فالسعودية هي التي استضافت مؤتمر الطائف في العام 1989، وأوقفت الحرب الأهلية في لبنان، بعد جهود ومساعي اللجنة السداسية العربية التي كانت السعودية والكويت من أبرزها.

وقال طعمة: «الله يحمي السعودية والكويت ودول الخليج الشقيقة وقياداتها الحكيمة، فهي اليوم تطورت كثيرا، وباتت علامات فارقة وهامة على الخارطة العربية والدولية. وسيكتب التاريخ ذلك، ولبنان سيبقى وفيا للمملكة وللكويت، اللتين لهما بصمات بيضاء وخيرة في جميع المناطق اللبنانية، معتبرا ان البلدان العربية هي رئة لبنان.

وأضاف: «إن السعودية والكويت كدول الخليج جميعا، تحبان جيرانهما، وهنا لابد لي من شكر السعودية والكويت على احتضانهما للعديد من اللبنانيين. السعودية لها بصمات بيضاء وتاريخية وراسخة في لبنان، هم يحبون لبنان من صميم القلب، وأذكر عندما كنت وزيرا للمهجرين، قدم الملك الراحل عبدالله مبلغ 500 مليون دولار للوزارة لإعادة لبنان بعد عدوان يوليو الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، وقد سلمت هذه المساعدة إلى المصرف المركزي. وأما بالنسبة للكويت، فهي وقفت أيضا الى جانب لبنان على مر العصور، ولها إسهامات ناصعة في تاريخ لبنان الإنمائي والاقتصادي والإعماري، وبرامج مشاريع لا تعد ولا تحصى، لذلك نحن سنبقى الى جانب إخوتنا في الخليج لأنهم وقفوا إلى جانبنا في أحلك الظروف وقدموا المساعدات ويفتحون مجالات فرص العمل أمام آلاف الشباب اللبناني.

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى