خوات في المناطق بذريعة “الامن الذاتي”والاجهزة: نتابع الملف عن كثب
يُشكل الامن في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، هاجسا دائما بالنسبة الى اللبنانيين الواقعين بين فكي عصابات السرقة والنشل المنتشرين بشكل مخيف في الشوارع والأحياء وتخطت “وقاحتهم” الحدود، حيث باتت ترصد سرقات في وضح النهار وفي عزّ الزحمة على الطرقات.
واقع مأساوي دفع باللبناني الى التفكير جديا وفي ظلّ الصعوبات التي تعيشها المؤسسات الأمنية بفعل انعكاس الوضع الاقتصادي على عملها، الى البحث عن طرق بديلة لحماية أنفسهم من تلك العصابات، فيما استغل البعض هذا الخوف وعمدوا الى تنظيم مجموعات ظاهرها الحماية فيما تعمل على ابتزاز المواطنين لقاء “خوة” شهرية بحجة تأمين الحماية لهم، حيث تشير معلومات “المركزية” الى أن الصرخة علت في عدد من المناطق جراء تصرفات تلك المجموعات.
يعزز هذه المعلومات ما كشفه وزير الداخلية بسام المولوي قبل أيام عن وجود أطراف سياسية تسعى الى الاستثمار في الفوضى الأمنيّة، مذكرا في حديثه بمن وصفهم ب “دعاة نظام الكونفدرالية أو التقسيم الذين فشلوا في لبنان”، في حين يرفض مصدر أمني أي طرح لما يُسمى بالامن الذاتي والذي يتعارض مع وجود الدولة، لافتا الى أنّ الاجهزة الامنية تتابع عن كثب هذا الملف.
القوى الامنية العين الساهرة على الامن، تعمل بكل أجهزتها على ضبط الايقاع تعمل بجهد لملاحقة العصابات، يقول المصدر الأمني، ويشير الى أن السرقات انخفضت عن السنة الماضية بنسبة عشرين في المئة، رغم أنها لا تزال مرتفعة عن سنة 2018 أي قبل الازمة الاقتصادية، متحدثا في المقابل عن عوامل تؤثر بشكل سلبي على المواطن وتوقعه في فخ المصادقة على بعض المعلومات غير الدقيقة والمرتبطة بارتفاع نسبة السرقات، لافتا في هذا السياق الى دور مواقع التواصل الاجتماعي بالتسويق لأي خبر أو معلومة تتصل بسرقة أو جريمة ما، من دون الرجوع الى المصادر الامنية للتأكد من صحتها، فتنتشر هذه المعلومة ويتم تضخيمها نظرا لكثافة نشرها على تلك المواقع قبل أن تعود القوى الامنية وتوضح الحقيقة والتي تتعارض بشكل كلي مع كل ما نُشر، الا أنه يبقى في أذهان المواطن الخبر غير الدقيق.
ويوضح المصدر أن القوى الامنية تعمل بنجاح على ضبط الجريمة والدليل على ذلك نسبة التوقيفات التي ارتفعت 34 في المئة عن السنة الماضية رغم تدهور الاوضاع وازدياد مؤشر الاشكالات، عازيا السبب الى اصرارها ومثابرتها وعزيمتها للحفاظ على الامن، وتنسيقها الدائم مع الاجهزة الاخرى لتوقيف تلك العصابات.
يأخذ المواطن هذه التطمينات بحذر، اذ أن الجريمة تكشف بعد وقوعها وهذا مؤشر سلبي لأن الاساس يبقى في الامن الاستباقي الذي يفكك العصابات قبل أن تنفذ جريمتها وهذا ما نفتقده اليوم.