منوعات

لماذا يشعر المراهقون بالملل ؟إليكم التفاصيل..

يتعرض العديد من المراهقين لأزمات نفسية، لعدم قدرة من حولهم على فهمهم واستيعابهم، خصوصا أنهم يشعرون بصراع مع الأجيال الأكبر.

فالمراهقون لا يحبون التعامل معهم كأطفال، ويعتقدون بأنهم أصبحوا أكبر سنا، لذا فإن جزءا كبيرا من الملل الذي يشعرون به سببه فقدان أو قلة الاهتمام، ما يؤدي إلى عدم الرضا وانعدام الراحة العاطفية لديهم، فضلا عن أنهم في كثير من الأحيان لا يعرفون ما يريدون. ويمكن أن يصبح الملل المستمر في بعض الأحيان منطلقا لاتخاذ قرارات ضارّة خطيرة.

بحسب موقع “بيتا بويل” (beta-bowl)، فإن الملل يدفع المراهقين نحو الطاقة السلبية، إذ إن هناك من لا يحب الذهاب إلى المدرسة أو تمضية الوقت في الاختبارات والمشاريع المختلفة، مما قد يؤدي به إلى الاكتئاب، ويشعر بأنه ليس لديه شيء يعمل من أجله، ويقضي كل وقته من غير حماسة أو شغف.

لكن من خلال التحفيز والإبداع، يمكن إبعاد الشعور بالملل لتحقيق أهداف معينة. لذا، يجب معرفة الهوايات الأخرى التي يحب المراهقون أن يمارسوها، غير متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وتمضية وقت الفراغ في بعض الأنشطة والأعمال الممتعة، مع ضرورة إيجاد مَن يمكن أن يكون سببا في إلهامهم وتشجيعهم.
وفق موقع “بلو فاير ويلدرنس” (bluefirewilderness)، أظهرت دراسة أجرتها جامعة بولونيا أن المراهقين أكثر عرضة للملل، وقد يبحثون عن نشاطات محفوفة بالتحديات والإثارة، في محاولة لإثبات ذواتهم والتمرّد على المحيط.

وبيّنت البحوث أن السعي لفرض الانضباط ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع المراهقين، فبدلا من معاقبتهم، يجب تعريفهم على مجموعة أخرى من الأنشطة التي تتميز بحسّ المغامرة وحب الاستشكاف وتعلم المهارات، وتعطيهم الطاقة الإيجابية وتجعلهم في حالة انشغال دائم.

يقول الكاتب سام ميلر إنه على مدى 20 عاما قضاها يساعد الأهالي للتعامل مع أبنائهم المراهقين المصابين بحالة من الاكتئاب والوحدة والانعزال، اكتشف أن الكثير منهم يعتقدون بأن الملل حالة عرضية ليست بحاجة إلى علاج.

وتقع على عاتق الأهل مسؤولية التعامل مع المراهقين وتعليمهم كيفية استثمار وقتهم ليكونوا مبدعين، ويمكنهم اكتساب مهارات جديدة، وللنجاح في هذه المهمة، فالأهل بحاجة إلى فهم نفسية أبنائهم، فعندما يشكو المراهق من القيود والمطالب الأسرية، قد يميل إلى مشاهدة التلفزيون بكثرة، أو الانغماس لساعات طويلة في الألعاب الإلكترونية، أو المبالغة في تناول الطعام، وكل هذا يعني أنه مستاء وغير راض عن وضعه، ويشعر بالملل.
تأثير الملل على المراهق
ترى المتخصصة في علم النفس كارولين مكي أن المراهقة مرحلة لا تخلو من الأزمات النفسية الناجمة عن التغييرات الفيزيولوجية، وترافقها تغييرات فكرية.

فالملل يؤدي إلى شعور المراهق بالقلق والاكتئاب والميل إلى الانعزال والاندفاع والإجرام… وجميعها أمراض نفسية تتفاقم لتصل به إلى مرحلة خطيرة.

وتؤكد مكي أن “الملل” ليس حالة مرضية، لكنه تعبير عن وضع نفسي قلق، فهو يصيب المراهق الذي يقوم بالأعمال ذاتها، ويقابل الأشخاص أنفسهم كل يوم، من دون حدوث تغيير يذكر في حياته، ما يُدخله في دوامة دائمة تؤثر سلبًا على حياته ونفسيته، وقد تدفعه إلى تعلم سلوكيات خاطئة بدافع التجربة وكسر الملل.
أسباب للشعور بالملل
وقالت مكي إن هنالك أسبابا عدة تدفع المراهقين إلى الشعور بحالة الملل، من أهمها:

الشعور بالفراغ: يشعر المراهق بعدم الراحة، بسبب عدم معرفة ما يجب القيام به، أو لأنه لم يجد شيئا له معنى أو هدف، والفراغ قد يصيب المراهقَ بالإحباط واللامبالاة والإرهاق والتوتر.

الشعور بالوحدة: وهذا الشعور يزيد خطر الملل، وقد يدفع المراهق إلى سلوكيات وأعمال خاطئة.

الهروب من الرتابة: تجربة شيء محظور وغير مألوف هي من التحديات التي يحبها المراهقون، لأنها بالنسبة إليهم تحمل عنصري الإثارة والتشويق.

دور مواقع التواصل الاجتماعي: لا يمكن القول إن استعمال المراهق تطبيقات التواصل الاجتماعي يطرد الملل، لأنها أصبحت من الأمور الروتينية التي يستعملها تلقائيا أثناء قيامه بعدة أمور، فقد نجده يدرس وفي الوقت ذاته يلتقط صورة سيلفي وينشرها على موقعه الخاص، معلقًا: “أشعر بالملل”.
كيفية التعامل مع الملل
تنصح كارولين مكي باعتماد بعض الأفكار بهدف تجنيب المراهقين أزمة نفسية وكسر الروتين لديهم، ومنها:

دفعهم إلى الإحساس بأهمية الأعمال التي يقومون بها، والتفكير بإيجابية تجاه ذواتهم، وتشجيعهم على تجديد مهماتهم اليومية كل فترة، كتغيير مكان المذاكرة أو تغيير نظام الغرفة لكسر الملل.

ممارسة الرياضة، وتنمية الهوايات، فالشعور بالانتماء والسعي وراء الهدف يعطي طاقة إيجابية.

المشاركة في الأنشطة والرحلات لتعلم مهارات جديدة.

التخطيط الجيد لأوقات الفراغ يجعلهم في حالة انشغال دائم.
العمل المنزلي: لا يجوز أن تقتصر المساعدة في أعمال البيت على البنت المراهقة، بل المراهق أيضا، فهو فرد من الأسرة، وإشراكه في المسؤوليات المنزلية مهم جدا لتدريبه على مهام المستقبل.

التطوّع في العمل الاجتماعي: مساعدة الآخرين من أفضل الطرق للقضاء على الملل والخروج من القوقعة ودخول الحياة الاجتماعية، فعندما يستطيع المراهق أن يرسم بسمة على وجه أحد، أو أن يساند شخصا ويقدم له المعونة، وقتها لن يجد الملل مكانا في نفسه أو في حياته.

المصدر
الجزيرة

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى