سياسة

عودَةُ الفارسِ الملِك …

مَن مِنا لا يعرِفُ ولو عن بُعد ذاك الفارِسُ الذي ترجَّل عن جوادِهِ سياسياً وبقيَ مُعتَليهِ بجُودِهِ إنسانياً ؟ مَن مِنا لا يعرِفُ ذاكَ الرجلُ الذي تركَ العملَ السياسيَ اللبناني بعدما تحولَ الى مستتنقَع أكلَتهُ الأوبئَةُ بعَيد العام 2005 فخرجَ كبيراً ولكنهُ بقيَ على مقربَةٍ مِن الناس يعرِفُ بهمومِهم وبجودِهِ المادي أو المعنوي يشفي جروحَهُم أو يرمِمُ ما تهدَم مِن آفراحِهِم وآمالهِم ؟ مَن مِنا لا يعرِفُ رجُلَ الدولةِ هذا الذي بخلاف مَن تركَ السياسة بقيَ مُتابِعاً لوطَنِه ومنطقتِه وأهلِ مدينته عبر أُناسٍ يتحلونَ بصِفَةِ الأمانةِ فكانو لهُ العينَ التي ترى ، والأُذُنَ التي تسمَع ،واللِسانَ الذي ينطِقُ لَه وعنه ؟ دخَلَ الكثيرونَ دارَتَه مُنذُ بدايةِ عَمَلِهِ السياسي …حَمَلَ البعضُ لقَبَ مُمَثِلِه ومدير مكتبه والمُتابِعُ لشؤونِ الناسِ عِندَه ، ولكنَهُ أقصاهُم بعدما عَلِمَ بأنَ مصلحَتهُم الشخصية طغَت على حُبهِم لما يريد ولما كُلِفو بِه ، فأستبعَدَ مَن أرادَ إبعاد العامَةِ عنه ،فعِندَ العِصامي لا فرقَ بين رجلٍ وآخر إلا بأسلوبِ العمل وإن تعددَتِ الأساليب يبقى الهدَفُ واحِداً الا وهو الصِدقُ في معامَلَةِ الناس ، هكذا كان وهكذا أرادهم …مَن مِنا لا يعرِفُ الفارِسَ المجهول الذي لطالما حفِظَ بجودِه ونُبلِ أخلاقِهِ كرامات الكثيرين دونَ مِنَّةٍ أو إذلال ودون أن ينظُرَ في خانَةِ الهوية عن المذهب ؟ مَن لم يسمع بالفارِسِ الباني لمنطَقتِه ، الذي بنى الحَجَر وأحسَنَ بدِرايَةٍ تعاطيهِ مَع كراماتِ البشر ؟ عندما حمَّلَهُ الراعي الوسامَ الباباوي طالبَهُ بعدَمِ تركِ لبنان ، وما كان التمني هذا مجامَلة ، بل كان مِن حُبِ الراعي للبنان الوطَن ،الذي يحتاجُ رجلاً هو جليسٌ للملوكِ والرؤساء وصُناعِ القرار …واليوم وبعدما نراهُ مِن تخَبُطٍ في السياسة ونقصٍ في الشخصياتِ العالمية اللبنانية ونَدرَةٍ في الزعامَةٍ المتأصلة وكثرَةٍ مِن المُتسيسين دون قرار واللاهثين الى المناصِبِ السياسيةِ أصبحَ وجود الفارِسٍ ذو القرارِ واجِباً ومَطلباً وطنياً ليكونَ عوناً وسنداً في المحافِلِ السياسيةِ العالمية بعلاقاتِه لبلادِه …مَن مِنا لا يريدُ لوطَنِهِ أن يعودَ بلداً سيادياً برجُلٍ كالفارِس؟مَن مِنا لا يؤيدُ وطناً عمادُهُ عون أن يكون عضَدُ العونِ عصاماً وبجانِبِ النبيهِ المُخضرَمِ فارِساً ؟ مَن مِنا لا يعرِفُ أن الأملَ في الإستحقاقِ القادِم هو بعودَةِ المَلِك وممارسَةِ دروِهِ التشريعي والإنساني ؟ مَن مِنا لا يعرِفُ دولةَ الإنسانية المبنيَةِ بهذا الرجل ؟ مَن مِنا لا يعرِفُ نقاء نَفسِ صاحِبِ الدولة ؟ نعم يا سادة فلبنان لا ينسى نائباً لرئيس مجلس الوزراء كان ومازال نافِذاً بحِكمَتِهِ عند صنَّاعِ القرارِ في العالم والشمالُ لا ينسى نائِباً عنهُ كان لكلِ فردٍ فيه إلا لمَن غدَر مَن مِنا لا يعرِفُ أنه سيدُ قرارِه مَن مِنا لا يعرِف دولة الإنسانمَن مِنا لا يعرِفُ عصام فارس ؟

محمد صابونجي

محمد طه صابونجي

مؤسس قناة شركة (SPI) للإنتاج الإعلامي ناشر ورئيس تحرير موقع (قلم سياسي)و(مجلة العناوين) مقدم ومُعِد برنامج شطرنج آرائي تعنيني ولا تُلزِمك فإما أن تقرأ وتناقش مع مراعاة أدب النقاش البناء أو لا تعلق

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى