فن

أوسكار 2023.. المفاجآت، الظواهر، والأرقام القياسية

مثل كل عام، تأتي لحظة إعلان ترشيحات الأوسكار لتنتهي فيها بشائر قديمة ورهانات وآمال، فاسحة المجال لبوادر جديدة. هناك دائماً مفاجآت ومظالم، فلوائح الترشيحات النهائية ثمرة تصويت ما يقرب من عشرة آلاف ناخب من 80 دولة، يترجمون فيها منظورهم للسينما بشكل عام وأفلام العام الماضي بشكل خاص.

لكنهم أيضاً يتركون المجال واسعاً للفضول والإحصاءات من جميع الأنواع. مثل الأرقام القياسية التي حطّمها ستيفن سبيلبرغ والممثلة كيت بلانشيت. أو كذلك العدد الاستثنائي من الفنانين الذين سيزورون مسرح دولبي لأول مرة.

في السطور التالية، نجول على أبرز الأرقام والاحصائيات والظواهر الملفتة للوائح هذا العام.

  • ستيفن سبيلبرغ اسم مرادف للسينما منذ أجيال. لم يكتف بتحقيق الرقم القياسي في فئة الإخراج، بفضل “قصة الحيّ الغربي”، فيلمه من العام الماضي، الذي سجّل ترشيحه في ستة عقود مختلفة؛ إنما وجوده ضمن خماسية صانعي الأفلام الذين سيتنافسون على تمثال 2023 يجعله المخرج صاحب المركز الثاني تاريخياً في عدد الترشيحات. كم عدد ترشيحاته؟ تسعة، مثل مارتن سكورسيزي (اسم آخر لا ينفصل عن الشاشة الكبيرة) بثلاثة ترشيحات أقل من ويليام وايلر صاحب الرقم القياسي بـ11 ترشيحاً، فاز منها بثلاثة.
  • “آل فابلمان”، فيلم سبيلبرغ المنافس هذا العام، هو فيلمه الـ14 الذي يحجز لنفسه مكاناً في فئة أفضل فيلم، وهو ما يعادل الرقم القياسي الذي يحتفظ به وايلر وحده. وإذا جُمعت حصيلة الترشيحات التي حصلت عليها أفلام سبيلبرغ، فستكون النتيجة مدهشة: 145.
  • بترشيحه في فئة أفضل فيلم، يصبح “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” أول فيلم ألماني ينافس في تلك الفئة في تاريخ جوائز الأوسكار. حظوظ فوزه بالجائزة الكبرى لا تبدو كبيرة، لكن حصوله على 9 ترشيحات ربما يسهّل مهمّته في الظفر بجائزة أفضل فيلم دولي، ليصبح رابع فيلم ألماني يتوّج بالجائزة بعد أفلام “حياة الآخرين” (2007، فلوريان فون دونرسمارك) و”لامكان في أفريقيا” (2003، كارولين لينك) و”الطبل الصفيح” (1980، فولكر شلوندورف).
  • كان الأداء الجيد متوقعاً للفيلم الكوميدي “كل شيء في كل مكان في وقت واحد” بما إنه يلعب في الموسم الحالي دور الفيلم الجماهيري الظاهرة، لكن ترشيحاته الإحدى عشرة فاقت كل التوقعات. من بين هذه الترشيحات المفاجئة وجوده في فئة أفضل إخراج، والذي بفضله أصبح مخرجاه دانيال كوان ودانيال شاينت، رابع ثنائي يحجز مقعده في فئة الإخراج. الثلاثة السابقون هم روبرت وايز وجيروم روبنز عن فيلم “قصة الحيّ الغربي” (1961)، ووارن بيتي وبَك هنري عن فيلم “الجنّة يمكنها الانتظار” (1978)، والأخوين جويل وإيثان كوين عن فيلميهما “لا بلد للعجائز” (2007) و”عزم حقيقي” (2010).
  • إذا كانت لدى شخص ما محفظة ممتلئة، ويحلم بجائزة الأوسكار، فالأرجح أن أفضل استثمار يقوم به هو توظيف كيت بلانشيت في فيلمه. بترشيحها في فئة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “Thor” المرشّح لأفضل فيلم، تمتلك الممثلة الأسترالية الرقم القياسي في العمل ضمن عشرة أفلام طويلة موجودة في الفئة الأكثر أهمية. وكما لو أن هذا لم يكن كافياً، فقد حصلت على ترشيحها الثامن كممثلة، لتعادل رقم كل من جودي دينش وغلين كلوز وجيرالدين بيج. أعلاهن تبقى بيت ديفيس (10 ترشيحات) وكاثرين هيبورن (12)، وبالطبع ميريل ستريب (21). في حالة فوزها، ستضيف بلانشيت لخزانة ألقابها التمثال الصغير الثالث، وبالتالي تتساوي مع كل من ستريب وإنغريد بيرغمان وفرانسيس مكدورماند، وتصبح أقل بواحد من هيبورن الفائزة بأربعة.
  • أحد العناصر الأساسية في ما يخصّ ظواهر وإحصاءات الأوسكار هو عدد الممثلين والممثلات الذين سيزورون مسرح دولبي للمرة الأولى. من بين إجمالي 20 مرشحاً ومرشحة في فئات التمثيل الأربع، أربعة فقط شاركوا سابقاً في حفل الأكاديمية. المرشحون الخمسة لتمثال الممثل الرئيسي يظهرون لأول مرة: أوستن بتلر (إلفيس) وكولين فاريل (جنيات إنشيرين) وبريندان فريزر (الحوت) وبول ميسكال (بعد الشمس) وبيل ناي (عَيْش). من بين خماسي التمثيل النسائي، المحاربات القدامى الوحيدات هم كيت بلانشيت (تار) وميشيل ويليامز (آل فابلمان)، في حين أن أولئك الذين سيظهرون لأول مرة هم آنا دي أرماس (شقراء) وأندريا ريسبورو (إلى ليزلي) وميشيل يوه ( كل شيء في كل مكان في وقت واحد).
  • يحدث شيء مشابه في فئتي التمثيل المساعد. في الفئة الرجالية، جود هيرش (آل فابلمان) هو الاسم المخضرم الوحيد، فيما الأربعة الباقون حصلوا على أول ترشيحاتهم: بريندان غليسون (جنيات إنشيرين)، بريان تيري هنري (مُرتفَع)، باري كيوغان (جنيات إنشيرين) وكي هوي كوان (كل شيء في كل مكان في وقت واحد). أنجيلا باسيت (النمر الأسود: واكاندا للأبد) هي القائمة المختصرة الوحيدة للممثلة المساعدة ذات الخبرة، في حين أن الوافدات الجدد هنّ، هونغ تشاو (الحوت)، وكيري كوندون (جنيات إنشيرين)، وجيمي لي كورتيس وستيفاني هسو (كلتاهما عن دورهما في “كل شيء في كل مكان في وقت واحد”).
  • ما زلنا مع الممثلين، وهذه المرة مع جود هيرش، الذي بفضل عمله في “آل فابلمان” أصبح ثاني أقدم ممثل يحصل على ترشيح. لقد فعل ذلك عن عمر يناهز 87 عاماً، ولا يكبره في اللائحة سوى كريستوفر بلامر الذي رُشّح في اللحظات الأخيرة قبل 6 سنوات عن دوره في فيلم “كل المال في العالم”. تجدر الإشارة إلى أن هيرش لديه ترشيح سابق في هذه الفئة العام 1981 عن دوره في فيلم “أشخاص عاديون” لروبرت ريدفورد.
  • في فئة التمثيل النسائي، رشّحت آنا دي أرماس للعبها دور مارلين مونرو، والتي أجادت تجسيدها تماماً، مثلما فعلت منافِستها في سباق العام الحالي ميشيل ويليامز في العام 2012 في فيلم “أسبوعي مع مارلين” للمخرج سايمون كرتس. وعلى سيرة تجسيد الشخصيات الشهيرة، أوستن باتلر أول ممثل يرشّح للأوسكار عن دوره في تجسيد أسطورة الروك آند رول على الشاشة. كذلك فعل فيلم “إلفيس” ما لم يفعله بطله أبداً. لعب إلفيس بريسلي دور البطولة في 31 فيلماً طويلاً، لكن لم يحصل أي منها على ترشيح لجائزة الأوسكار.
  • أخيراً، إذا كانت الغالبية العظمى من الفنانين والصنّاع يذهبون إلى حفلة توزيع جوائز الأوسكار بأعصاب مشدودة وانفعالات مكثّفة، فمن المحتمل أن يسير جون ويليامز على السجادة الحمراء مثل أي شخص يذهب للتسوق في السوبرماركت. هذا العام، حصل الملحّن الأسطوري على ترشيحه الـ53 بفضل موسيقاه التصويرية لفيلم “آل فابلمان”، بفارق ستة ترشيحات فقط عن الرقم القياسي الذي يحتفظ به والت ديزني. من بين ترشيحاته الـ53، فاز ويليامز بخمسة، آخرها في العام 1994 عن موسيقى فيلم “لائحة شاندلر”.
المصدر
المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى