إقتصاد

الفقر على الأبواب: 5 أدوية بـ 6 ملايين… والرّواتب ستتبخّر!

هناك من يقول لنا في الآونة الأخيرة “بدّكن تفتقروا وبالقوّة”، ومهما كانت النتائج الكارثية لفقركم.

أشدّ قلقاً

فشرائح لبنانية عدّة كانت لا تزال قادرة، حتى الأمس القريب، على توفير ما يتيسّر لها من طعامها، وشرابها، وأدويتها، وحاجاتها الأساسية اليومية. ولكن مع انفجار الأسعار، ودولار السوق السوداء، وانهيار اللّيرة اللبنانية، لن تعود تلك الفئات قادرة على توفير حاجاتها الغذائية والصحية الضرورية، وذلك بنسخة أشدّ قلقاً ممّا كانت عليه الأحوال في السابق.

ليست “مزحة”

نحن نقترب من الفقر الشديد. فإذا كانت فاتورة خمس عبوات من أدوية علاج أمراض مُزمِنَة تلامس الستّة ملايين ليرة، ماذا يبقى من مال لأدوية أخرى، ولفيتامينات، وللحاجات الغذائية الأساسيّة، ولفاتورة المولّد الخاصّ، ولجرّة الغاز، ولصفيحة البنزين، أي لكلّ ما هو أساس الأساس، في تلك الحالة؟

نحن نقترب من الفقر الشديد، ومن الجوع الشديد، ومن المرض الشديد، ومن الموت الشديد، وهذه ليست “نكتة”. وهناك من يقول لنا يومياً “بدّكن تفتقروا ولو بالقوّة”، وهذه ليست “مزحة” أيضاً.

ليست صدفة

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن “البلد “فلتان” باقتصاد غير موجود فعلياً. ومن يتلاعبون بلعبة العملة لا يزالون يقومون بأنشطتهم من دون ضوابط، لكونهم من الطبقة التي لا يُمكن لأحد أن يطالها”.

وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أنها “ليست صدفة أن يبدأ اشتعال الانفجار المالي وانهيار اللّيرة اللبنانية بموازاة انطلاق التحقيقات في قضايا فساد مرتبطة بتهريب وتبييض أموال، وبإثراء غير مشروع، ومع وصول وفود قضائية أوروبيّة الى لبنان لاستكمال التحقيقات في تلك الأمور، من جهة، وإعادة تحريك ملف التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت، من جهة أخرى. فهذان التطوّران يتزامنان مع بعضهما البعض، وهما يؤثّران وسيؤثّران كثيراً على مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي والأمني”.

ضغط نفسي

وأشار المصدر الى أن “هناك ضغطاً نفسياً شديداً يُمارَس من قِبَل مختلف الأطراف السياسية تجاه بعضها البعض، على خلفيّة التحقيقات المالية، وتلك التي تعود الى انفجار مرفأ بيروت، من خلال ضرب اللّيرة، وزيادة الانهيار المالي. وهذا ضغط يترافق مع مجموعات لبنانية تستغلّ الوضع لتزيد أرباحها، وهو ما يُضاعف من الجنون المالي الذي يدفع ثمنه أكثر الفئات الاجتماعية محدودة الموارد أصلاً”.

وأضاف: “هناك من يتقصّد أيضاً افتعال مشهد أمني فوضوي، من باب الانهيار المالي. ولكن الأمر الثابت هو أنه لا يوجد لدى السلطة الحاليّة أي قدرة على ضبط هذا التفلُّت، حتى ولو أرادت ذلك. هذا مع العلم أنه لا توجد نيّة لعلاج أي شيء، كما يبدو”.

تدهور حياتي

ولفت المصدر الى أن “حياة بعض اللبنانيين مضبوطة على أساس ما يتقاضونه من رواتب. ويتّجه هؤلاء الى العجز عن تأمين حاجاتهم الأساسية، لأن رواتبهم ستتبخّر خلال أيام معدودة بسبب ارتفاع الأسعار المتزايد، من دون ضوابط أو رقابة”.

وختم: “نعيش في دولة سلطتها مفقودة، وفي ظلّ اقتصاد فاشل، وفقر مُعمَّم. ومن ليس لديه من يرسل له 300 أو 400 دولار بحدّ أدنى من الخارج، شهرياً، ومن لا يشارك بأرباح فساد السلطة ومنظوماتها، ومن خسر كل مدّخراته السابقة، هو مواطن لبناني يمضي نحو مزيد من التدهور الحياتي”.

المصدر
أنطون الفتى - أخبار اليوم

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى