سياسة

مَن تصيب بحصة الحريري ؟

الصدمَةُ الإيجابيةُ التي تم الحديثُ عنها بُعيدَ إستقالةِ الرئيس سعد الحريري إحداثُها كان بالحقيقة صدمَةً له وليست مِنه ولم تكن متوقعه …فمن أراد إستِقالة الحريري بهذا الشكل لم يتوقع أن يتكاتف لبنان كُلُهُ لنُصرته مِن الرئيس الأب ميشال عون والذي أثبت أنه قائَدُ يحافِظُ على كرامةِ بلده ومنصب رئاسة الحكومة، فما سلَّم بسعد الحريري ولا بعائلته ،ولم يتقبل أي كلمة تُنقلُ عن الحريري أو مِنه ما لم يكن في بلده وتحت حماية رئيسه وشعبه وجيشه ….ويُضافُ الى باكورةِ المواقِف موقِفُ الحريري الأم البهية والتي لمَسنا صوابيةَ قراراتِ رفيق الحريري بموقِفِها فكانت الدِرع الذي حفِظَ السعد ورد بهاء الطامحين لسقوطه ليرثوا زعامته كان موقِف الأم الحريري مواجِها ،مدافِعةً عن إبنها وخليفة اخيها ودُستوريةَ حكومته، فكانت الجُندي الفارس الذي إتخَذَ صوابية القرار حِفاظاً على وِحدَةِ آل الحريري مُقسِمَة بذلك ونجلاها امين عام التيار الشيخ احمد الحريري و نادر الحريري على أن يكونوا بسفينةٍ واحِدة مَعه فإما الإبحارُ بأمان سوياً مع سعد الحريري أو الغرق سوياً …ولكن الصدمة التي تلقاها سعد الحريري كانت من الحُلفاء والمقربين والشادين على يده ومِن المُخلى سبيلُهُم إبّانَ تسلُمِهِ اول حكومة له و أثناءَ قوته وحُكمِه والمُستفيدين مِن علاقاتِهِ الخارجية ، فبِلَيلٍ دبروا مكائِدهم وأظهروا خناجرهم وطعنوه ظناً مِنهم أن القرار بإزاحته قد اتُخِذ وأن سعد قد إنتهى وهللو لوصول خلَفِه .والصدمة التالية والتي تلقاها هي المواقف الصادِقَةُ الرجُولية من السياسيين في المقلَبِ الآخر مَن لم يجمعم به موقِف بل كانو الد المنافسين لحُكمِه كما كان الألد لمواقفهم وتصوراتهم .فموقف الرئيس نجيب ميقاتي ، والسيد حسن نصر الله ، ودولة الرئيس بري والوزير سليمان فرنجية كما الوزير جنبلاط كان مُشرِفاً للبنان إذ لم يتقبل احدهم أن يكون رئيس حكومتِه في موقف كهذا تاركين ورائهم الخلافات والمواقف ، بالوقت الذي سمعنا أصواتاً إندفعت دون حِكمة من رَحِمِ المستقبل تُطالِبُ بإستشاراتٍ حكومية لتسمية رئيس بديل ولكنها عادت ولطفت الجو بطلبها من الرئيس العودة وكتفها على كتفه وبرغم إندفاعها إلا أنها معروفة أنها مناهِضةٌ لسياسته أما الخناجِر المسلولة فقد كانت مِن أحد بُناةِ 14 آذار تعتبِر إستقالته لا رجوعَ عنها لا بل (شبعت إستقالة ) وايضاً دون السؤال عنه بالأمس سمعنا رئيس تيار المستقبل وبرغم أنه لم يسمي إلا شخصية سياسية واحدة بالإسم إلا أننا سمعنا رداً من حزب لبناني يتفاخر بتاريخة ويسألُ ولا يُسأل متناسياً تاريخَهُ الحافِل الذي إن سؤِل عنه لما كان وبعدها يأتيه الرد مجدداً من المستقبل أننا لم نقصدكم والعلاقة اعمق .هنا لا تفسير سوى( أن المسلة تحت إبط أحدهم نعرته)والى أن يُقرِرَ الرئيس الحريري مختاراً بق البحصة بعد إعراب الخونة والغادرين من الاوفياء والصادقين ليضطلع اللبنانيون على الحقائق نبقى بسعادة كبيرة فلبنان واللبنانيين أثبتو للعالم أنه عندما يكون هناك مساسٌ بلبنان أو بأحدِ رموزه يتكاتفون يداً واحدة متناسين المواقف السياسية التي فَرَقَتْ، مرتكزون على وطنيتهم وكرامتهم .نعم أحدث سعد الحريري صدمة إيجابية لم تَكُن تُتَوقَع ولم يكن هو بذاته يتوقعها فقد كانت المواقِفُ المُتَخَذةَ وساماً للبعض ولحداً سياسياً للبعضِ الآخر فمن ستصيب بحصة سعد الحريري ؟؟؟

محمد صابونجي

محمد طه صابونجي

مؤسس قناة شركة (SPI) للإنتاج الإعلامي ناشر ورئيس تحرير موقع (قلم سياسي)و(مجلة العناوين) مقدم ومُعِد برنامج شطرنج آرائي تعنيني ولا تُلزِمك فإما أن تقرأ وتناقش مع مراعاة أدب النقاش البناء أو لا تعلق

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى