سياسة

اللجنة العليا لمكافحة الفساد …

لا أعتقِد أن أحداً مِنا يرضى الفساد لدولته وفيها لا بل وخطوة جبارة أن يقوم ملك البلادِ أو رئيسها بإنشاء لجنة عليا لمكافحة الفساد في المال ولكن بشروط أساسية : الأول : البدأ بشفافية كاملة بعرض ثروته وآله على شعبه ومصدرها وتبيانِ تحليلها وشرعيتها وذلك لأن الحاكِمَ قدوة .الثاني : أن يكونَ العينَ الآمنة من بعيد على سيرِ العدالة في تقصي الحقائق لمَن يثبت عليهم الفساد فمحاكمتهم لا أن يكون القاضي والجلاد الثالث : أن تكون مكافحة الفساد هي مكافحة للفسادِ المالي وليست للقمعِ السياسي والقرصنةِ المُشَّرَعة والمُدَسترة بمُسمى الفساد الرابِع : أن يُستحضَر الفاسدون بعد تحقيقات مؤكدة ومُدَّعمة بوثائِق، وهذا حِفاظاً على مصداقية الهيئة ، وكرامات المُستهدفينَ مِن إنشائها إن ثبُتَ عدم فسادِهم .كما أن الفساد لا يستلزِمُ إستحضار مرتزقة امريكية لسجنهم والتنكيل بهم وتهديدهم … وهذا يتطلب وقتاً وجهداً مِن إختصاصيين ماليين مخضرمين ومحققين ماليين على مقدار كبير مِن الكفاءة .الخامِس : عند إثبات ضلوع فاسِد باليقين يُحَتَمُ على ولي الأمر العادِل أن يحكُمَ بالعدل لا أن يأخُذَ حِصَةَ مِن الغنائِم مقابل الإفراجِ عن الفاسد ، بل يحَوِلُهُ لمحكمةٍ لتسترِدَ المُغتصَبَ مِن المال العام وتعطيهِ لخزينة الدولةِ والعامة .سادِساً : أن لا تكون الهيئة هي المُتَهِمُ لأشرَفِ المُنزهين عن الفساد والذين لهم الأيادي البيضاء منذ عهود على مواطني بلدهم وعلى سائرِ البلدان العربية ولهم مِن الأفضال ما لا تحصيه مقالات لا مقالة واحِدة فالفاسِدُ لا يقوم بعمل الخير سِراً قبل العلانية ،ولا يهِبُ مما اعطاهُ الله للناس فيسترَ أعراضَ الكثيرين دون معرفة أحد ولا يكون كريماً ولا محبوباً فالفاسِدُ أناني لا يحِبُ إلا نفسَه ولن يخافَ الله فيُعطي حباً به لأنه يعرِفُ أن الله عالم بما في الصدور …سابِعاً : أن لا يكون المُتَهَمُ مِن أفرادِ العائلة المالِكة أو الحاكِمة والذين يُشَكِلونَ تهديداً للمُلكِ المُستقبلي فتقوم الهيئة بأخذِ مباركتِهِ الجبرية وولائِهِ مقابِلَ تبرئته ثامِناً : أن لا يكونَ رئيس هذه الهيئة مستفيداً مِن تشويهِ عبرَ ما اعطى نفسهُ مِن سُلطَةٍ لتقويةِ حُكمه والقضاءِ بإسمها على منافسيه وهناك الكثير والكثير ولكن السؤال الأهم والذي يطرحُ نفسه : مُن يحاسِبُ رئيس لجنة الفساد أو يسأله مِن أينَ ثروتُه أم أن رئيس اللجنة مِن الصحابَةِ المُنَزهين أو أولياءِ الله الصالحين ؟ هذا سؤال لم أجد الرد عليه بعد …

محمد صابونجي

محمد طه صابونجي

مؤسس قناة شركة (SPI) للإنتاج الإعلامي ناشر ورئيس تحرير موقع (قلم سياسي)و(مجلة العناوين) مقدم ومُعِد برنامج شطرنج آرائي تعنيني ولا تُلزِمك فإما أن تقرأ وتناقش مع مراعاة أدب النقاش البناء أو لا تعلق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى