محلي

افتتاح المؤتمر الثامن عشر للرابطة الكتابية في الشرق الأوسط

ألقى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة في افتتاح مؤتمر الرابطة الكتابيّة في الشرق الأوسط الثامن عشر الذي عقد في الصرح البطريركي في بكركي، جاء فيها:

“إخواني السادة المطارنة الأجلّاء، الآباء والرهبان والراهبات والمؤمنون الأحبّاء، يسعدني أن أفتتح معكم باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، أسبوع الكتاب المقدّس في هذا “الأحد العالميّ لكلمة الله” في هذا الكرسيّ البطريركيّ. وبما أنّ أسبوع الكتاب المقدّس يتزامن مع المرحلة الإعداديّة الأخيرة لسينودس الأساقفة الرومانيّ بموضوع: “كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة”، فقد اختارت الرابطة الكتابيّة وجمعيّة الكتاب المقدّس في لبنان لسنة 2023، موضوع “السير معًا في الكتاب المقدّس”. أمّا عنوان المؤتمر وأسبوع الكتاب المقدّس، فهو “لا راحة إلّا في الربّ بدراسة سفري يشوع بن نون والقضاة”. يُجمع المفسّرون في ضوء العهد الجديد أن سفر يشوع يمثّل زمن الأمانة لله، ولكلامه ولرسومه، وأنّ سفر القضاة يمثّل زمن الخيانة للعهد المقطوع بين الله وشعبه، بارتكاب الخطايا والشرّ”.

أضاف: “هذان السفران دعوة لنا، ولكلّ إنسان وشعب، لحفظ عهودنا مع الله: وهي عهود قطعناها كلّنا بمواعيد المعموديّة والميرون؛ وبعض منّا قطعوها بالدرجة المقدّسة المثلّثة: الشمّاسيّة والكهنوت والأسقفيّة، وآخرون بالنذور الرهبانيّة، وآخرون بسرّ الزواج. إنّ الأمانة للعهود تقتضي منّا أن نعود إلى “قرار اليوم الأوّل”، وبذلك نتجاوز تراخي الرتابة، ومحن الحياة، وصمت الله. والله يقول لكلّ واحد وواحدة منّا ما ردّده ليشوع: “تشدّد وتشجّع” (يشوع 1: 6و7). “سأكون معك، لا أهملك ولا أتركك (يشوع 1: 5)”.

وقال: “ولا ننسى أنّ التعليم في الكتب المقدّسة يحتوي على رموز تمكّننا من فهم الأبعاد الروحيّة واللاهوتيّة. ففي هذين السفرين يشوع يرمز إلى يسوع موسى الجديد، والأرض إلى ملكوت الله، ومحاربة الأمم، عَبَدَة الأصنام إلى مواجهة الخطايا والشهوات وعبادة الذات والمال والسلطة والأشخاص”.

وتابع: “وفيما نعقد هذا المؤتمر في ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين، تعلّمنا الكنيسة أنّ “الكتاب المقدّس أداة سامية في يد الله القديرة للوصول إلى الوحدة التي يقدّمها مخلّصنا للبشر أجمعين” (القرار في الحركة المسكونيّة، 21). فمن الواضح أنّ جميع الكنائس تخصّ الكتاب المقدّس بحبٍّ واحترامٍ إلى حدّ العبادة. والإنجيل هو “القوّة لخلاص كلّ مؤمن” (روم 1: 16)”.

وختم: “بكلّ هذه الأبعاد نفتتح “مؤتمر أحد كلمة الله والأسبوع المكرّس للكتاب المقدّس”، واضعينه تحت أنوار الروح القدس، وشفاعة أمّنا مريم العذراء، أمّ “الكلمة الذي صار بشرًا” (يو 1: 14)، راجين له النجاح والثمار اليانعة”.

المصدر
المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى