مِن حاتِم الطائي الى نجيب النائي
عنوانٌ للكَرَم كان حاتِم الطائي ، تداولَتْ هذا العنوان أجيالٌ كثيرة حتى صار الطائي صاحِبُ مذهَبٍ يُحتذى بـِه .النأيٌ بالنفسِ كان الشِعار الذي حورِب بِه ميقاتي حتى أنهُ صار يُنتَقَد عليه ويُمَثَّلُ بمواقِفِه والتي إعتُبِرت مِن خلالِ هذا الشِعار جُبناً وتهرُباً مِن المسؤولية أما اليوم وبعد ما نراهُ مِن مواقِفَ وما نسمَعُهُ مِن تصاريح مِن مُختلَفِ الأطيافِ السياسية والتي بنَتِ الخيام أمام دار النائي تجريماً له عليها نتبينُ أنهُ كان المتبَصِرَ الأوعى عبرها وإلا لما صارت مَثَلاً تُبنى عليهِ مواقِفٌ محلية لا بل وإقليمية عربية أيضاً . وهنا نستطيع القول بأن الميقاتي اليوم صار كالطائي وحقَّ لهُ لَقبُ صاحِبُ المذهَب النائي …النأيُ بالنفسِ أعطى للميقاتي الوقتَ الكافي لبناءِ أرضيةٍ صلبة وأُسُسٍ متينة على صعيد مدينته فإتخَذَ لنفسِهِ رُكناً بعيداً عن التجاذباتِ والإتهاماتِ الداخلية والتي ما أسفرت سوى عن ضَعفِ قوة المتشادين بين بعضِهم مُعطين للمذهب الميقاتي زخماً أقوى وأتباعاً وموردينَ أكثر .واليوم وبظِلِ الحديث عن الإنتخاباتِ النيابية نجِدُ أن الميقاتي هو صاحِبُ الخيار بمعنى أنهُ باتَ يختارُ ولا يُختار …نمَت في ظِل التجاذباتِ السياسية زعامَةٌ لميقاتي صارت ملموسَة على الأرض فما بين المتوقِفِ عن الخدماتِ الضروريةِ للمواطن سواءً مُختاراً أو مُجبراً . وما بينَ العاجِزِ عن تأمين الخدمات مُجبراً، إرتفعت نِسَبُ زعامة ميقاتي وذلك عبر إستمرارِهِ بتأمين الخدمات عبر الجمعية القَيَّمِ عليها ومتابعَةِ أمورِ الناس كما التوظيف في مؤسساتِه سواءً الصحية او التربوية وما كان المواطِن يريد سوى ذلك ؟وبرغمِ أن ربَّ العِباد فقط هو مَن يُرضي العِباد أصبَح الميقاتي حوتاً سياسياً لا يُستهانُ بِه بل ذاك المرفئ الذي سيُقصَد في طرابلس سواءً مِن زعاماتٍ لبنانية تخطَتْ زعامتُها حدود الوطن والعالم أو مِن زعاماتٍ يتيمَةٍ الخِطاب تبني نفسها على أرضِ اللاواقع منتظِرةً بداية العام الجديد للوفاءِ لها إقليمياً بوعودٍ تتبنى خطابها …وظهرَ جلِيا أن سياسة النأي بالنفس والتعَقل في إتخاذ المواقِف هي سياسة مُجدية وأن صاحِبَ هذا المَذهَبِ الجديد صار فِعلاً لا قولاً بيضةُ القبان
محمد صابونجي