سياسةمقالات

الجلسة 11: تراجع في “البيضاء” وأصوات معوض

كما كان متوقّعاً، لم تخرج الجلسة رقم 11 من جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بجديد على صعيد النتائج المتوخاة أو التي ينتظرها اللبنانيون لجهة انتخاب رئيس وإنهاء الشغور ووضع البلاد على سكة العلاج والإنقاذ لما تبقّى من اهتراء وتحلّل للمؤسسات وتدمير ممنهج لكلّ ما له علاقة بالحياة اليومية للمواطن من ماء وكهرباء ودواء وسلع بات الحصول عليها عند بعض اللبنانيين من شبه المستحيل بسبب الإنهيارالمتواصل للعملة الوطنية.

إلا أنّ الجولة الـ11 سجّلت بعض المفارقات التي لا بد من التوقّف عندها وهي:

أولاً: تحدّث بالنظام ثلاثة نواب بعد الوقوف دقيقة صمت على روح الرئيس حسين الحسيني، وهم هادي أبو الحسن وسامي الجميل وميشال معوض، ورغم أنّ كلام كل من معوض والجميل ليس جديداً لجهة المطالبة بالعدالة في قضية تفجيرالمرفأ، إلا أنّ الملفت كان الموقف الذي أعلنه أبو الحسن باسم «اللقاء الديموقراطي»والذي تحدّث فيه عن العودة إلى الدوامة بعد إجهاض محاولتين للحوار، داعياً إلى ضرورة كسر الجمود وإلا قد نضطر لتعليق مشاركتنا بالجلسات المقبلة إن استمرّت على هذا الشكل من دون تشاور.

ثانياً: إعلان النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا بعد انتهاء الجلسة، الإعتصام داخل البرلمان وعدم مغادرته كخطوة ربما تُشجع نواباً آخرين على الإنضمام إليهما وهو ما حصل فعلاً رغم القراءات المختلفة لها ورغم عدم تنسيقها مع كتل وقوى أخرى وحتى بعض نواب التغيير لم يكونوا على علم بها ولكنهم دعموها.

ثالثاً: سجلت نتائج التصويت وعملية الإقتراع وفرزها تراجعاً في الأرقام عن الجلسات السابقة إن كان بالنسبة للورقة البيضاء التي حصدت 37 صوتاً فقط أو حتى بالنسبة لمرشح المعارضة النائب ميشال معوض الذي نال 34 صوتاً أيضاً بينما تقدّمت أصوات «لبنان الجديد» إلى 14 صوتاً وعصام خليفة إلى 7 وبقي زياد بارود على صوتين وصلاح حنين على صوت وميلاد أبو ملهب على صوت تقرّر بعدها منعه من دخول القاعة العامة لمجلس النواب بسبب صراخه داخل القاعة عندما سمع اسمه.

رابعاً: وفي خطوة بدت أنّها رسالة من قبل نواب «التيارالوطني الحرّ» توزّعت أكثر من عشرة أصوات على عبارات مثل «الأولويات الرئاسية» و»ميشال معوض مرفقة مع العدالة لضحايا 4 آب» و»عصام خليفة لحماية الحدود» و»بيرني ساندرز» المرشح للإنتخابات الأميركية، وقد ألغيت جميعها بينما وجدت ورقتان تحملان عبارة «التوافق» وأخرى حملت عبارة «الحوار من أجل لبنان» وهي كما بات معروفاً بأن عبارة «التوافق» هي لكل من النائبين فيصل كرامي وحيدر ناصر بينما أعلن النائب كريم كبارة أنّه هو من صوت بعبارة «الحوار من أجل لبنان».

وقائع الجلسة التي لم تدم طويلاً كالعادة، ترافقت مع تنفيذ عدد من أهالي ضحايا إنفجار 4 آب وفقة أمام مجلس النواب تزامناً مع الجلسة بمشاركة عدد من النواب.

ولكن ما بعد الجلسة توجّهت الأنظار نحو خطوة النواب المعتصمين وأثارت بلبلة حول كيفية بقائهم في مبنى البرلمان ما بعد الدوام الرسمي لجهة تأمين الإحتياجات المطلوبة من كهرباء ومياه وغيرها من الأمور وهو الأمر الذي تحول مدار نقاش وحوار بينهم وبين نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب إلى أن تم التوصل إلى حل يقضي باستخدام أحد المداخل الجانبية بعد إقفال المدخل الرئيسي للمجلس.

وفي حين اختلفت القراءات لخطوة النواب هذه، إلا أنّ الغالبية أملت في أن تؤدي إلى نتائج عملية.

المصدر
أكرم حمدان - نداء الوطن


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى