مقالات خاصة

جلسة على خطوط التوتر العالي…

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد

من الواضح تماماً عند كل مفترقٍ دستوري وعند كل مطب سياسي أن الشعب هو آخر اهتمامات الطبقة السياسية التي تزداد حقارتها يوماً بعد يوم، ومن المؤكد أن الخارج غير مهتم بتاتاً بما سيؤول إليه حال المواطن، بدءاً من المواطن الذي يمثل أهالي ضحايا انفجار المرفأ مروراً بالمودع الذي فقد أمواله والموظف الذي لم يعد لمعاشه أي قيمة تذكر، وصولاً للمواطن الذي يتسول غذاءه من مستوعبات القمامة أو يفترش الشوارع أو يموت من المرض بعد أن أصبحت المستشفيات حلماً صعب المنال، خصوصاً في ظل ما يتم تداوله في الأروقة السياسية المخفية عن محاولات فرنسية للملمة تحقيق المرفأ ورميه في الأرشيف بالاتفاق مع تيار العهد الفاشل ضمن مجموعة من البنود الاقتصادية والسياسية الأخرى.
المفترض أن جلسة مجلس الوزراء اليوم كانت لتأمين حق من حقوق المواطن، إلّا أنه اتضح للجميع أنها جولة جديدة لتصفية الحسابات السياسية بين الطبقة الحاكمة الفاسدة، ففي جلسةٍ كهربائيةٍ بامتياز توزعت خطوط التوتر فيها على كافة الجبهات، بدأ القصف العشوائي من جميع الأطراف عبر رزمة من الشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، فانهار مشروع تأمين الكهرباء لصالح شعارات صلاحيات الرئيس والميثاقية والدستور والعيش المشترك وحقوق المسيحيين والمسلمين وما سوى ذلك من أكاذيب، وضاعت حقوق المواطنين بين جرائم وأكاذيب الساسة والسادة وحكام الدين.
والسؤال هنا ماذا استفاد المواطن من صلاحيات الرئيس؟ وعلى ماذا حصل المواطن المسيحي من شعار حقوق المسيحيين؟ وهل شبعت بطون أطفال السنّة من وراء عناوين الطائف؟ وهل استطاع المواطن الشيعي أن يتقي البرد بشعارات الوعد الصادق؟
بالله عليكم ماذا استفدنا كمواطنين من الحريرية والعونية أو المقاومة أو أي عنوان لأي حزب سياسي منافق من أمثال هؤلاء، وللتعميم كل أحزاب لبنان على شاكلة من تم ذكرهم.
باختصار إن المواطن اللبناني هو عبارة عن مجرد أضرار جانبية وسلعة ترويجية يتم استغلالها في هذه الشعارات المزيفة والعناوين التي تمتلاً نفاقاً، فلا المسؤول المسيحي يأبه للجائع من أبناء طائفته، ولا السياسي السني يحاول التخفيف عن المريض السني، ولا الحاكم الشيعي يساعد المواطن الشيعي.
فنحن مجرد متسولون في عيون المسؤولين، وسنبقى مجرد متسولون في نظر حكام الدين والدنيا إلى أن نسترد كرامتنا وننتفض على من يحاول إذلالنا ممن تحكم بمسارنا ومصيرنا.

المصدر
خاص قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى