سياسةمقالات

خطة الحزب “البديلة” بعد باسيل: نعم لقائد الجيش؟

تفتح دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، لعقد جلسة لمجلس الوزراء، المجال أمام البحث في العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ. لا تزال هذه العلاقة تمرّ بحالة من البرودة التي تصل إلى حدود القطيعة. يرفض التيار عقد أي جلسة لمجلس الوزراء، فيما ميقاتي يستند على موافقة حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه برّي لعقدها. الحزب محرج في هذا الصدد، فبحال مشاركته ستتأزم العلاقة أكثر مع التيار الوطني الحرّ، الذي يعتبر أن عقد جلسات الحكومة فيه طعن للميثاقية، بينما يريد الحزب المشاركة نزولاً عند الحاجة والضرورة لتسيير شؤون المواطنين وخصوصاً في ملف الكهرباء.

الحزب وباسيل
من أسباب المشاركة في الجلسة الحكومية أن الحزب لا يريد تكريس مبدأ التعطيل لصالح باسيل. وهو بذلك يحسب حساب المرحلة المقبلة، وربما الحاجة إلى جلسات أخرى تعنيه وتهمه. كما أن مشاركة الحزب تهدف إلى عدم حرمان الضباط في الأسلاك العسكرية والأمنية من ترقياتهم. وهو لا يريد أن يضع نفسه في موقع المعرقل حالياً للجلسات. وفيما بعد، قد يوافق في حال دعت الحاجة، فلا يريد قول الشيء والقيام بعكسه.

منذ الكلام الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن العلاقة مع التيار وإبداء حرص الحزب على التمسك بها، إلا أن تلك العلاقة لم تحقق أي تقدّم. كان نصرالله واضحاً حين توجه إلى باسيل بالقول إن الحزب لا يتراجع عن تحالفاته، أما بحال وجد التيار نفسه مضطراً للخروج من التحالف فلا مشكلة لدى الحزب بذلك. وكشف نصرالله أنه قال لباسيل سابقاً: “إذا كنت تجد نفسك محرجاً ومضطراً للخروج من التحالف، بسبب تعرضك لضغوط، فنحن لا مشكلة لدينا ويمكننا إيجاد صيغة أخرى للتعاون”. كان هذا الموقف مفاجئاً بالنسبة إلى باسيل، لأنه حمل إشارة بعدم تقديم المزيد من التنازلات لصالحه في سبيل الحفاظ على التحالف.

رسالة الاستياء
بعد هذا الموقف، أبلغ الحزب باسيل -بطريقة معينة- بأن الممارسة التي قام بها بعد لقائه نصرالله للبحث معه في الملف الرئاسي، كانت خاطئة جداً ومسيئة للحزب. خصوصاً أن حزب الله لا يحبذ النقاش مع حلفائه عبر وسائل الإعلام وعبر المواقف الإعلامية التي تتضمن رسائل. ومما أرسله الحزب لباسيل أيضاً، يتركز على الاستياء من كيفية إفشاء باسيل لمحادثاته مع نصرالله والتعاطي معها بمنطق عكسي، من خلال تصعيد وتيرة هجومه على سليمان فرنجية. وتقول الرسالة أيضاً: “يمكننا أن نعتبر نفسنا متحررين من مستلزمات التحالف والتنسيق الكامل لاتخاذ الموقف الموحد، وإذا أردت الإبتعاد أكثر فلك الحرية في ذلك”. قرأ باسيل الرسالة بعناية. وهذا ما دفعه إلى وضع حدّ لكل الكلام الذي قيل عن احتمال لجوئه للتصويت لمرشحٍ من قبله في جلسات انتخاب الرئيس. وعاد ليعلن الالتزام بالورقة البيضاء، على قاعدة أن الإعلان عن المرشح الثالث لا يمكن أن يحصل قبل الاتفاق بشأنه مع كتلة نيابية وازنة بالحدّ الأدنى.

ورسالة إيجابية..
لا يريد حزب الله الخروج من العلاقة مع التيار الوطني الحرّ، لكنه أيضاً في المقابل، لا يريد أن يكون عاملاً لحسابه سياسياً. كذلك هو حريص على تحسين علاقاته مع كل القوى، فلا يسعى إلى ضرب علاقاته مع السنّة أو مع المسيحيين الآخرين نزولاً عند حسابات التيار الوطني الحرّ. في هذا السياق تقول مصادر قريبة من الحزب إن موقفه واضح في ضرورة التوافق بين كل القوى. وكما هو حريص على العلاقة مع التيار، كذلك يحرص على العلاقة مع الجميع. وهو قد بدأ التفكير في التعاطي وفق آلية سياسية يصلح وصفها بأنها “خطة ب” في حال استمرت القطيعة مع باسيل، وتحضيراً لمرحلة ما بعد تكريسها. وهذا لا بد له أن ينطبق على الملف الرئاسي، خصوصاً في ظل المزيد من الإشارات الإيجابية التي يطلقها الحزب باتجاه قائد الجيش جوزيف عون.

المصدر
منير الربيع - المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى