محلي

تحرّك الأساتذة: “إهانة الأستاذ إهانة الوطن”

من باب الإستشفاء، أعلن أساتذة التعليم الثانوي إضرابهم ريثما تعيد وزارة التربية، ومن خلفها الحكومة العتيدة النظر بأجورهم وبحقوقهم.

كان صعباً على عذراء، أستاذة اللغة العربية، أن تتوقف عن التدريس من أجل مطالبتها بأدنى حقوقها، الطبابة، غير أنّها لم تجد، مثلها مثل باقي أساتذة التعليم الثانوي في النبطية، خياراً آخر سوى الشارع لرفع الصوت، بعدما سدّت بوجههم كلّ قنوات الحوار والتواصل.

يقرّ من خرج الى الشارع أنّ ما حرّكهم هو «إهانة وزير التربية لهم»، فضلاً عن عجزهم عن توفير الدواء والطبابة. فالأساتذة يطالبون بحقّ مكتسب لهم، يريدون «كرامة العيش». فبحسب الأستاذ محمد «الوصول إلى المدرسة يحتاج 5 الى 6 ملايين ليرة شهرياً، فيما راتبنا لا يصل إلى 8 ملايين ليرة، وفوق كل ذلك يسخر منّا الوزير بـ5 دولارات بدل كل يوم حضور، الـ5 دولارات لا تشتري حذاء». يرفض المعتصمون أمام دائرة التربية في النبطية تحميلهم مسؤولية ضياع العام الدراسي، فهذه المسؤولية على عاتق الحكومة نفسها، التي تتعامل مع المعلّم على أدنى المستويات. بدا واضحاً حجم غضب الأساتذة من شعاراتهم التي رفعوها في تحرّكهم الأكبر، بعضهم رفع شعار «إهانة الأستاذ إهانة الوطن»، وبعضهم حمل شعار «الإستشفاء بالدولار والتعاونية بـ1500، وآخرون عبّروا عن سخطهم بعبارة «أنا مش صرّاف، أنا مربّي أجيال» في تأكيد على رفضهم الذلّ على أبواب المصارف لشحذ صيرفة».

يبدو أنّ سبحة التحرّكات الإحتجاجية ستكرّ، بالأمس الأساتذة الثانويون وغداً الأساسي والمهني… إحتجاجات ستضع العام الدراسي على المحكّ، وتشكّل ورقة ضغط على وزير التربية ومن خلفه الحكومة المتقاعسة عن القيام بدورها كما أكّدت الدكتور رائدة التي طالبت بحقوق الأساتذة وكرامتهم، على أنّ «الأستاذ هو يبني الوطن وعليه حقوقه مقدّسة». وهذا ما شدّد عليه أيضاً المربّي عبد المنعم عطوي الذي طالب باسم الأساتذة بحقّهم بالطبابة والنقل مؤكّداً أنّ الإستخفاف بحقوق الأساتذة والمعلّمين هو الذي دفعهم للانتفاضة لكرامتهم، داعياً وزير التربية إلى الإستقالة نتيجة إهانتهم، مطالباً بتصحيح جذري للأجور بما يتناسب مع التضخّم «فكما نال النواب والقضاة حقوقهم يجب أن نأخذ نحن حقّنا». وأكّد أن لا عودة إلى التدريس قبل تحقيق المطالب والإضراب قائم إلى أجل».

إلى ذلك، يتّجه أساتذة التعليم المهني والأساسي للإضراب غداً الأربعاء للأسباب عينها، فأي حال يعيشه القطاع التربوي؟

يترنّح العام الدراسي على فوهة الضياع، فلا وزير التربية قادر على حلحلة عقد الأساتذة، ولا الأساتذة بوارد التنازل، بعدما وصل كيل الإجحاف إلى حدّه، وبات من الصعب عليهم الحضور يومياً إلى مدارسهم. الكلّ بات مقتنعاً أنّ المدرسة الرسمية ليست بخير، وأنّها على شفير الضياع.

المصدر
رمال جوني- نداء الوطن

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى