مقالات

مُطالبات دينيّة وحزبيّة للحريري بالعودة…والأخير “غير مُتجاوب”

السعودي “يائس” من إيجاد “بديل”… والشارع السني “مُلتف” حول دريان


الانتخابات الاخيرة لمفتي المناطق، والتي نجح من خلالها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان «يمسك» بالملف الديني والمؤسساتي السني في المناطق ومن خلفه الشارع السني، دفعت بالقوى السياسية السنية كافة الى «تبني» المفتين وتكريمهم، لتوحي لشارعها انها جزءاً من هذا «الانتصار- الانجاز»، والذي «ربحه» دريان بالكامل، على حد وصف اوساط سنية رفيعة المستوى ومعنية بالحراك السني الحالي.

وتؤكد الاوساط، ان النائبين اشرف ريفي وفيصل كرامي، كانا جزءاً من معركة طرابلس الانتخابية. فكرامي اختار التسوية بسحب مرشحه الشيخ سمير كمال الدين، بينما استمر ريفي في المعركة التي خسرها مرشحه الشيخ بلال بارودي. ورغم ذلك كرم ريفي وكرامي كل على حدة مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام، وكذلك مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا.

في المقابل، ومع خروج الرئيس سعد الحريري من المعادلة الدينية في المناطق، وفقدان تأثيره في المفتين الحاليين، 5 من 6 مفتين يدينون بالولاء لدار الفتوى لكنهم لا «يعادون» الحريري، عمد الحريري عبر عمته النائبة السابقة بهية الحريري الى تكريمهم في بيت الوسط. وهدف الحريري من هذا التكريم الى القول انه يبارك الانتخابات والنتيجة، ويدعم جهود دريان في قيادة الشارع السني.

وتؤكد الاوساط ان ما يجري اليوم من حراك على الساحة السنية يصب في مصلحة دار الفتوى، التي اثبتت قدرتها على المونة المعنوية على النواب السنة عندما جمعتهم في 24 ايلول الماضي، وكذلك نجاحها في اجراء الانتخابات الدينية في المناطق، وهو ما رفع رصيد المفتي في الشارع السني، ودفعه الى الالتفاف حول دريان كمرجعية سنية وحيدة حالياً، خصوصا مع تخفيف «المستقبل» لعمله السياسي والحزبي الى حد المشاركة في المناسبات الاجتماعية فقط.

وتكشف الاوساط عن وجود طرح داخل دوائر سنية مقربة، وهي إجراء تكريم للمفتين برعاية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بحضور المفتي دريان، ولكن بعد تعافي المفتي من عملية جراحية خضع لها. وترى الاوساط نفسها ان هذا التكريم مرهون بمدى رغبة دريان و»حاجته» لرئاسة الحكومة، وهي المعنية بالموافقة على بعض التعيينات السنية كأمين الفتوى في طرابلس وقضاة الشرع في المناطق، وكلها وظائف تخضع ادارياً ومالياً لرئاسة الحكومة.

كما تغمز الاوساط من قناة السعودية والسفير وليد البخاري، وتسأل هل تمنح السعودية، التي «تمون» على المفتين ودريان، هذا التكريم «مجاناً» لميقاتي وتجعله «يقطفه»، ولو بات متأخراً قليلاً؟

في المقابل، ورغم دعم السعودية الكامل لجهود دريان، تؤكد الاوساط ان السعودي يبرر انكفاءه عن لبنان بوصوله الى «حائط مسدود» و»يأسه» من ايجاد بديل للحريري، وتكشف الاوساط ان الاسابيع الماضية شهدت محاولات دينية وحزبية سنية وغير سنية لإقناع الحريري بالعودة والاستعداد لمعركة الانتخابات البلدية، لكن الاخير بدا غير «مكترث» وغير «متجاوب»، ورفض اعطاء اي اجوبة حاسمة.

وترى الاوساط ان الحريري لن يغامر بالعودة الى لبنان، من دون غطاء سعودي، واي عودة غير مدروسة ستخسّره «رصيده ومستقبله الاقتصادي» في الامارات، والذي يواظب عليه حالياً.

المصدر
علي ضاحي - الديار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى