سياسةعربي ودوليمقالات

الحكومة الأكثر عداءً

ستطول الحرب الروسية الاوكرانية لان روسيا تريد اقتطاع 4 مقاطعات من اوكرانيا، واوكرانيا، مدعومة من الاتحاد الاوروبي وبخاصة من الولايات المتحدة وحلف الناتو، لن تقبل هذا الامر، وتريد استنزاف الجيش الروسي قبل ان تسلم باي تنازل. بوتين موقفه حرج جدا لانه لا يقبل الانكسار، لان في ذلك نهاية حكمه، والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واوكرانيا لا يمكن ان يقبلوا اقتطاع 4 مقاطعات من اوكرانيا لمصلحة روسيا.

ولقد حركت روسيا جبهة بلاروسيا وجبهة صربيا ضد كوسوفو لهز السلام في البلقان والضغط على الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

في ظل هذا الجو كله الذي أثّر في البلدان بزيادة التضخم فيها وفي اوروبا وادى الى كوارث اقتصادية واضرابات بالجملة، فانه في فلسطين المحتلة نشأت حكومة معادية جدا، هي حكومة نتانياهو الاكثر تطرفا دينيا والتي تتكلم عن الشعب اليهودي كله، وتعتبر ان فلسطين المحتلة هي حق لليهود في كل أنحاء العالم، وان اسرائيل الكبرى يجب ان تنشأ الان وان يبدأ الاستيطان في كل مكان من فلسطين المحتلة، وفق التورات في السامرة ويهوذا وكل اراضي اسرائيل التي يعتبرها اليهود ارضا لهم، وهي للشعب الفلسطيني الاصيل منذ الاف السنين وحتى اليوم.

هذه الحكومة ستخلق جوا رهيبا في المنطقة، وكيلا نكسر المناسبة فانه اذا قامت خطة اعلامية ديبلوماسية سياسية فانه يمكن ان نربح على العدو الاسرائيلي من خلال اعلام يظهر تطرف العدو الاسرائيلي وتشتيت الشعب الفلسطيني في ارضه والغاء كل الاتفاقات من اوسلو الى غيرها، وان تجري حملة ديبلوماسية مع الدول العربية ودول العالم كي تقطع علاقاتها بالعدو الاسرائيلي في ظل الغاء مبدأ الدولتين من قبل حكومة نتانياهو وقيامه ببناء مستعمرات اسرائيلية على الاراضي الفلسطينية. واول منطقة سيبدأ بها نتانياهو هي القدس المحتلة وصولا الى بيت لحم والناصرة ورام الله ونابلس وجنين، اضافة الى كامل الضفة الغربية، فضلا عن اضطهاد الشعب الفلسطيني في فلسطين 48.

اذا قامت هذه الحملة الاعلامية الديبلوماسية السياسية وطالبت الدول العربية بوقف التطبيع مع العدو الاسرائيلي وعدم تركه يتمادى في النفوذ في الدول العربية ليشعر العدو الاسرائيلي ان امره مكشوف وان الدول العربية ستتضامن مع الشعب الفلسطيني المنكوب، فاننا نستطيع ان نكسب الجولة مع حكومة نتانياهو ونسقطها ونحاصرها، ذلك ان التطبيع مع اسرائيل كان على اساس وقف الاستيطان في فلسطين كلها. واذا انكشفت اسرائيل في قيام مستوطناتها في القدس وطرد الاهالي من المدينة المقدسة واختراق المسجد الاقصى الشريف والبدء بالتنقيب عن هيكل سليمان، فان الدول العربية يمكن ان تغير مواقفها وتتراجع عن الانفتاح والتطبيع مع العدو الاسرائيلي. كما ان هنالك فئات يهودية داخل اسرائيل ترفض قيام حكومة متطرفة تعزل اسرائيل عن العالم. واول من اوقف العمل مع اسرائيل بعد تأليف حكومة نتانياهو وتصريحاتها، هو صندوق النقد النرويجي، حيث اكد انه لن يدعم اي مشروع في اسرائيل. وهنالك دول كثيرة تؤمن بحقوق الانسان، وحتى الرئيس الاميركي بايدن أشار أمس ليلاً في بيان صادر عن البيت الابيض الى مبدأ قيام دولتين: دولة يهودية ودولة فلسطينية، مع التذكير ان الولايات المتحدة تريد امن اسرائيل. وحتى الرئيس الاميركي بايدن سيكون محرجا. واوروبا، التي كاشفت اسرائيل باجتياحها للحقوق الفلسطينية تحت الاحتلال، هي جاهزة لوقف التعامل مع اسرائيل اذا استطاع الفلسطينيون وجيران فلسطين والدول العربية شن حملة ديبلوماسية اعلامية لفضح المخطط الاسرائيلي التلمودي التوراتي الذي لا يقر بحقوق احد في الحياة في فلسطين الا اليهود. واما الشعب الفلسطيني الذي عديده 5 ملايين بكامل فلسطين المحتلة والذين بقوا دون تهجير، اضافة الى مليونين في قطاع غزة وليس لهم حقوق، سيكونون تحت العدوان الاسرائيلي على بيوتهم واراضيهم وارزاقهم.

يجب على الدول العربية التي تقيم علاقات تطبيع مع اسرائيل ان تتراجع عن التطبيع، وان تهدد اسرائيل في ذلك، وان تقول لها لن يكون لك علاقات ديبلوماسية معنا كدول عربية اذا استمر اضطهاد الشعب الفلسطيني وطرده من ارضه وقيام المستوطنات الصهيونية التلمودية. كذلك في اوروبا، يجب ان نقوم بحملة اعلامية وديبلوماسية لفضح المخطط اليهودي التلمودي وكشفه امام الشعوب الاوروبية، لان هذه الشعوب تؤيد مقاطعة اسرائيل اذا اوضحنا لها بصورة جازمة اضطهادها للشعب الفلسطيني.

المصدر
الديار - شارل أيوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى