عربي ودوليمنوعات

“عاصفة القرن” الأميركية.. إليكم تفسير قوتها التدميرية!

ما تزال تداعيات عاصفة القرن المدمرة تلقي بظلالها على أميركا، إذ تحاول الولايات المنكوبة لملمة جراحها، نتيجة العاصفة الثلجية التي أسفرت عن مقتل العشرات في العديد من الولايات، معظمهم في مدينة بوفالو بولاية نيويورك .

أسفرت العاصفة الكبرى المصحوبة بثلوج كثيفة ورياح عاتية ودرجات حرارة دون الصفر في 48 ولاية، عن انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل، وشل حركة الطيران والطرق البرية في العديد من الولايات الأميركية .
تجمدت الجثث في السيارات المطمورة بالجليد، والمنازل تحولت لكتل جليدية، لدرجة أن المشهد بدا وكأن الحياة تجمدت لوهلة، وبات الثلج يغطي كل شيء .
حجم الدمار المهول الذي خلفته العاصفة والتي تعد الأشد خلال القرن الحالي، طرح تساؤلات كبرى حول الأسباب الكامنة وراء كل هذه القوة التدميرية، وعن السر وراء تطرف أنماط الظواهر الطبيعية من أمطار وثلوج وعواصف رياحية وغبارية، وهل أن الأمر مرتبط فقط بتفاقم أزمة التغير المناخي العالمية، أم أن هناك عوامل أخرى؟
ماذا يقول الخبراء؟

يجيب الخبير المناخي وعضو الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة، أيمن هيثم قدوري، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”:

هذه أقسى موجة شتوية تمر على أميركا منذ نحو ثلث قرن، وعلى الرغم من وجود مثيلات لهذه العاصفة، لكنها تعد الأعنف في شدتها وقوتها التدميرية وفي الأضرار التي خلفتها مقارنة بسابقاتها.
الشمس أم تغير المناخ ؟

بلا شك أن ما يحدث من انقلاب شتوي عنيف في شمال ووسط غرب العالم، هو من آثار ظاهرة التغير المناخي وتسارع وتيرة مراحله في السنوات العشر الأخيرة.

لكن الواقع أن التغير المناخي يأتي ثانيا ومكملا للسبب الرئيسي في تطرف الطقس الحاد وانخفاض درجات الحرارة، ولنواة المجرة ( الشمس ) هنا الدور الأبرز.

كيف؟

بحسب وكالة “ناسا”، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن 2020 هو العام الذي يمثل بداية الدورة الشمسية رقم 25، ومتوسط عمر الدورة الشمسية هو 11 عاما، حيث كانت أعداد البقع الشمسية الأقل عددا بالمقارنة مع أعدادها عند انطلاق الدورة الشمسية رقم 24 عام 2008، التي بدورها تعتبر رابع أقل الدورات كثافة منذ بدء التسجيل المنظم ابتداء من الدورة الشمسية الأولى في عام 1755، مما يعني بداية مرحلة انخفاض النشاط المغناطيسي الشمسي.
يعمل المجال المغناطيسي الشمسي بشكل مماثل للمجال المغناطيسي الأرضي (بضمنه طبقة الأوزون ) الذي يقي كوكب الأرض من الاشعاعات الجسيمية الشمسية الضارة، والمجال المغناطيسي الشمسي يحمي المجموعة الشمسية من الاشعاعات الجسيمية المجرية، والتي هي أعنف بكثير من مثيلتها الشمسية، بالتالي انخفاض نشاط المجال المغناطيسي الشمسي يعني ضعف درع المجرة ما يؤدي لتسرب الاشعاعات المجرية لسطوح كواكب المجموعة الشمسية، ومنها الأرض مسببا أضرارا وكوارث مناخية.
دور الانبعاثات الغازية

تعد غازات الانبعاثات الأرضية (المظلة السلبية) المسببة لظاهرة الاحترار العالمي، والمحرك الرئيسي لمراحل التغير المناخي المتطرفة، عاملا محفزا لمثل هذه الكوارث المناخية والطبيعية، حيث تزيد تلك الانبعاثات الطين بلة من خلال إضعاف طبقات الغلاف الجوي وقابليتها على صد الاشعاعات الجسيمية المجرية، ويؤدي دخول تلك الاشعاعات إلى الغلاف الجوي الأرضي بغزارة لتكون أنوية تكاثف غزيرة، مما ينتج ارتفاعا في معدل عمليات تكثيف الأبخرة مسببة زيادة غير طبيعية في كثافة السحب.
زيادة معدل السحب في الغلاف الجوي الأرضي تقود لزيادة معدل حجب الأشعة الشمسية، وهو ما ينجم عنه خفض درجة الحرارة، وبالتالي تشهد الأرض اليوم تطرفات مناخية واسعة بين الانقلابين الصيفي والشتوي، وارتفاعات مع انخفاضات متفاوتة وغير مستقرة .
ما يحدث لا يعني بالضرورة ولادة عصر جليدي مصغر كما يرى بعض الباحثين، خصوصا وأن الأرض سجلت خلال الصيف الماضي وموجات حارة للغاية وغير مسبوقة، الأمر الذي سيتكرر في الصيف القادم ليعيد ميزان الدفئ، وربما تتكرر سيناريوهات التطرف الحراري مرة أخرى نظرا لاستمرار عدم معالجة الآثار المسببة للتغير المناخي.
وهكذا فاعادة بناء وترميم الغلاف الجوي من خلال معالجة آثار التغير المناخي وتدعيم درع الأرض، كفيل بتقليل الآثار الطارئة والخارجة عن ارادة البشر، خصوصا تلك التي تتبع التغيرات الدورية والطبيعية لحد ما في النظام الشمسي.

المصدر
Sky news

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى