مقالات القُرّاء

أوجه الفساد السياسي في لبنان

بقلم نزيه الضيقة

الفساد في لبنان عمره من عمر لبنان ..

فمنذ ايام الفينيقيين الى اليوم ،والفساد السياسي والأخلاقي يكاد يطغى على الحياة اللبنانية.ربما سبب ذلك الفكر التجاري السائد،والموقع الجغرافي،وتعدد الاعراق والمذاهب.والفساد عندنا يمكن أن يعبّر عن ذاته من خلال الإنتهازية أو الإرتهان للخارج،أو الإشاعات به لتحقيق مصالح خاصة،او لتجنب المخاطر والاذى،وربما بسبب الضعف وندرة الموارد.كل هذه وسمت السياسة في لبنان بالتاجر الذي يسعى للربح كيفما كان.
وقد كان نزاع بين الفراعنة والحوثيين،فاعتقد الفينيقيون إن الدفة تميل لصالح الحوثيين فانحاز إليهم،لكن من سوء طالع الفينيقيين إن الفراعنة انتصروا في المعركة،وقاموا باجتياح لبنان الذي لم يكن على صورته الحاضرة ،ووصلوا إلى صخور نهر الكلب وحفروا عليها ذكرى اجتياحهم .

ثم تمر الأعوام ،ويدب النزاع بين المماليك والعثمانيين،وهذه المرة انتظر الأمير المعني انجلاء غبار المعركة،وعندما تأكد له إن المماليك قد هُزموا حمل معه الهدايا إلى السلطان سليم في دمشق،فنصّبه أميراً على لبنان.

كذلك الأمر بالنسبة للأمير فخر الدين الذي أغدق على العثمانيين الهدايا طمعاً بالسلطة لكنه من طرف خفي حاول التعاون مع الغرب الإيطالي لإزاحة النفوذ العثماني ،وعندما انكشفت لعبته إقتيد إلى اسطنبول واستمرت السياسة الإنتخابية والفساد السياسي طيلة عهد العثمانيين،حيث كان يبدي الامير اللبناني ولاءه لهم مقابل تثبيته على حكم الجبل ،وبالطبع ،كان يرفق ولاءه بالاموال والهدايا والإشتراك بالحروب تحت بيارق العثمانيين.

واستمر الأمراء المعنيون والشهابيون على هذه الحال إلى أن دخل المصريون في عهد محمد علي باشا البوابة اللبنانية تحت بيارق ابراهيم باشا،وقد عانوا الأمرّين بسبب الضرائب والأتاوات،فقاموا بانتفاضات ،وعندما افل النفوذ المصري ،وما حدث من قلاقل طائفية بين المسيحيين والدروز ،وقع لبنان تحت نفوذ الدول الكبرى ،وما اتفق على تسميته بالقائمقاميتين ثم حكم المتصرفية،وكلها تخفي التسلط الاجنبي ولو ببرقع عثماني.وكانت كل طائفية تنال الدعم والحماية من إحدى الدول الكبرى،وهذه كانت بداية توزع الولاءات وغياب الشعور الوطني،بحيث صارت كل طائفية تزعم إنها تملك مظلة من دولة كبرى ولا أحد يستطيع مس مصالحها أو الإنتفاضة منها.وكان الموارنة حصة الأسد من هذه الحماية حيث تبنت فرنسا الموارنة ،فاعتبروها بمثابة الام الحنون وهذا ما ظهر لاحقاً عندما منحت فرنسا اللبنانيين عام 1943 الإستقلال.

وهذا نعود إليه لاحقاً ..

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى