مقالات

فوضى طرابلس ليست عفوية… اطراف سياسية تغطي «الزعران والشبيحة» في الشمال


في وضح النهار، تعرضت فتاة لنشل هاتفها من شخص كان على متن دراجة نارية في شارع المقاهي بمحلة الضم والفرز.. يقف فجأة، يصفعها على وجهها وينتشل الهاتف من يدها ويسرع بالفرار..

في يوم واحد سجلت الحوادث التالية:

جريح في باب الرمل اثناء اشتباك مسلح، وجريح في محلة ضهر المغر بالقبة باشتباك آخر، اقدام مواطن على سيارة في شارع سوريا بالتبانة، سرقة مقابض نحاسية في مسجد الغندور، والحادثة الخطرة اقدام شخصان كانا على متن دراجة نارية على رش مادة مخدرة على وجه فتاة جامعية بالسكة البيضاء في ابي سمراء فلجأت الى محل تجاري اثر اصابتها بدوخة، وفي شارع القاضي اطلاق رصاص عشوائي من مسلح بحالة السكر الشديد، اشتباك مسلح في محلة البقار بين عائلتين ووقوع جرحى، اشتباك مسلح والقاء قنابل وسقوط جريح في منطقة القبة، محاولة سلب على اوتوستراد التبانة باءت بالفشل.

هذه محصلة يوم واحد لاحداث يومية كافية للدلالة على حجم الفلتان والفوضى في مدينة طرابلس، في واقع يتفاقم ويزداد سوءا، مما دفع بالاجهزة الامنية الى رفع درجة الاستنفار باقامة حواجز امنية جوالة ودوريات للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية كافة…

لكن يبدو ان المشهد الامني الطرابلسي بات يحتاج الى خطة أمنية اكثر حزما وشدة، في وقت بدأت مجموعات في الاحياء الشعبية تتلاقى على دعوات لانشاء امن ذاتي للاحياء نتيجة مسلسل السرقات والسلب والنهب وسطوة الشبيحة والزعران على كثير من الشوارع لا سيما تلك التي تفتقد الانارة ليلا.

التطور الخطير في المشهد الامني الطرابلسي هو اللجوء الى وسيلة رش المواد المخدرة على وجوه الفتيات الامر الذي يثير مكامن القلق البالغ في مدينة باتت تفتقد كل مظاهر الامان والطمأنينة، وهي حالة لم تحصل في كل المراحل التي مرت بها طرابلس منذ زمن الحرب الاهلية والى اليوم.

برزت تساؤلات عديدة حول اسباب الفلتان والفوضى في طرابلس، حول اسبابها ودوافعها وكيفية مواجهتها.

أحد وجوه طرابلس وفاعلياتها الشيخ نبيل رحيم كانت له مواقف جريئة في وضع الاصبع على الجرح، ومسميا الاشياء باسمائها حين اكد ان معظم «الزعران» و»الشبيحة» لديهم غطاء سياسي، يتم توقيفهم فيدخلون من الباب ويخرجون من الشباك بضغط سياسي محلي ومركزي ..

ويعتبر رحيم ان هناك مؤامرة على طرابلس والشمال تستهدف بث الفوضى والفلتان الامني عن سابق تصور وتصميم.

ويرد اسباب الاشكاليات الفردية والعائلية وعمليات السلب والفلتان وفق رأيه الصريح الى التالي:

اولا، قلة التربية الاخلاقية فقد انعدمت الاخلاق الى درجة انه لأتفه الامور يختلفون ويتضاربون ويتقاتلون.

لافتا الى انه في زمن الحرب الاهلية كان السلاح منتشرا بشكل كثيف ومع ذلك لم تحصل اشكاليات فردية يستخدم فيها السلاح، وكان الخلاف يقتصر على التضارب، بعد ذلك باتت السكاكين تستعمل في المشاكل، واليوم المسدسات والرشاشات.

ويسأل رحيم: من أدخل المسدسات الفردية التركية الى لبنان؟ ولا يتجاوز سعرها مئتي دولار؟ من يبيعها ويوزعها؟ ولفتيان لا تتجاوز اعمارهم الـ 18 سنة؟…

قلة التربية وقلة الاخلاق هي السبب وللاسف هناك ضغط نفسي فبأي اشكال يكون هناك غضب، وعلماؤنا اعتبروا ان الغضب من أصول الاخلاق السيئة، والنبي (صلعم) أوصى قائلا: «لا تغضب.. ليس القوي بالسرعة، انما القوي الذي يملك نفسه عند الغضب». انسان يغضب لا يتمالك اعصابه لا يستطيع ان يقبض نفسه، ومباشرة يطلق النار على خصمه على رأسه او بطنه ويصيبه اصابة خطرة… أن تبادر الى اطلاق الرصاص فهذا يدل على سوء تربيتك وسوء اخلاقك..

وتابع رحيم: الامر الثاني: انتشار المخدرات والحشيش وحبوب الهلوسة، التي تنتشر في اوساط الشباب وحتى الفتيات وفي الجامعات والثانويات وانا مسؤول عن كلامي، كما تنتشر بالمناطق الشعبية، التي تئن من الفقر والجوع وقلة العمل والوظائف حيث تنتشر حبوب الهلوسة ونشرها متعمد لأن هناك جهات تريد نشر الفوضى في طرابلس وعكار والمنية والضنية، وما يحصل ليس عفويا، انما ضمن مخطط مرسوم لايقاع الفوضى والفلتان في مجتمعنا.

اضاف رحيم: الامر الثالث، ان هناك كثيرأ من «الزعران» و»الشبيحة» و»البلطجية» يفرضون الخوات على الناس ويحلون امورهم بالقوة وبالتهديد والوعيد فيخافون منهم ومن سطوتهم.

وكشف رحيم انه اذا اوقفتهم الاجهزة الامنية، يحصل ضغط من بعض الاطراف السياسية المحلية والشمالية واللبنانية عموما، على القضاء وعلى الاجهزة الامنية لأخراجهم. وانا مسؤول عن كلامي.

وقال: لا نحمل دائما المسؤولية للاجهزة الامنية، في ظل الظروف الراهنة، في وقت نرى ان الجيش وشعبة المعلومات يبذلون جهودا لضبط الامن وتوقيف السارقين والمرتكبين وقد أوقفوا الكثير منهم، ولكن للأسف ان معظم هؤلاء «الشبيحة» و»الزعران» مغطون سياسيا او من جهات نافذة فيدخلون من الباب ويخرجون من الشباك.وهذا مقصود ومتعمد.

وقال: اخبرني احد كبار المعنيين سابقا، ان ٩٥ بالمئة من مشاكل الشمال تقع بالمناطق السنية، وأن خمسة بالمئة تحدث بالمناطق الاخرى، فالمشكلة فينا نحن، وهناك مؤامرة خارجية ولكن لو نحن تمسكنا بالتربية الصحيحة وتخلقنا بالاخلاق الحسنة لما استطاعت المؤامرة الخارجية أن تؤثر فينا.

ودعا رحيم كل المعنيين من سياسيين ومشايخ وعلماء واعلاميين ومثقفين واساتذة جامعات والمجتمع المدني، ان يعملوا على فرض الالتزام بالاخلاق والآداب العامة وان يؤخذ على يد الزعران مهما كلف الامر فلا نخاف منهم ومن سطوتهم، وان نقف بوجههم، وعندما يختل الامن يضيق الرزق، فلا نأمن على الرزق، وعلى العائلة، ومصلحة الجميع ان يكون الامن مستتب.

ففي كل يوم رصاص، وكل يوم عمليات سلب، ويجب ايقاف هذه المهزلة قبل فوات الأوان. فيوم امس حصل تطور خطير عندما رش زعران مواد مخدرة على وجه فتاة جامعية، فالمطلوب الضرب بيد من حديد لاعادة الامن والاستقرار الى ربوع المدينة والشمال.

المصدر
جهاد نافع - الديار جهاد نافع - الديار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى