أمن وقضاءمقالات

الموازين تنقلب في لبنان .. الأمينُ يُصبح خائناً والفاسد عصاميٌ وأمين

في بلد العجائب لبنان، تنقلب الموازين، فيُصبح الامين خائناً والخائن امين، والفاسد بات صادقاً والعصامي فاسد ومرتشي..، نعم انه زمن العجائب في بلد العجائب فبدل ان نحارب الفساد والفاسدين اصبحنا نحارب الصادقين والشرفاء..

في ثوره الظلم والجوع والقهر إستفاد اصحاب السلطة بجميع انواعها الاربعة من عناوين الثورة لتحقيق مكاسبهم الخاصة على حساب الشرفاء، وبدلا من محاربة الفاسدين ومكافحة الفاسد، بتنا نُحارب الشريف الصادق في مختلف المجالات…

ومثالاً على ذلك…في الامس اُنزل القاضي الثائر من على قوس العدالة من دون وجه حقٍّ، وفقط لانه صادق وشريف، يمارس صلاحياته المولج بها بصدقٍ وشفافية لصالح الوطن والشعب، فللأسف اصبحت اصابع السلطة الفاسدة تحارب المختلفين عنها وحتى في الدوائر الرسمية، فباتوا يُطلقون على من يقوم بأعماله بصدق وشفافية فاسداً ومرتشياً، ويكافئونه في زمن القحط والجوع بتوجيه اصابع الاتهام اليه بدلاً من تكريمه وشكره على تضحياته..

في ظل الرواتب المتدنية التي لا تكفي حتى لتأمين قوت اليوم الواحد، وبالامس القريب وُجهت اصابع الاتهام الى الدوائر العقارية سيّما دائرة نفي ملكية الاجانب ورئيسها، الذين يقمون بواجبهم بالرغم من إنقطاع الكهرباء والشحّ في الموارد من المدير العام والموظفين والقائمين عليها والمعروفين بأنهم من اشرف الناس ومن عظماء هذا البلد الواجب علينا الإمتثال بهم وتكريميهم، لا أن نُطلق عليهم سهام الفساد عشوائياً، فنُصيب الصالح منهم بدلاً من الطالح، ونُطلق عليهم ألفاظاً تُسيء لسمعتهم وكرامتهم، فبعض شرفاء البلد هم آخر ما تبقى منه…

المصدر
خاص قلم سياسي - أ.م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى