سياسة

تأجيل الأزمات “بالجملة”.. والدولار على جنونه رغم أن الحجوزات “مفوّلة”

دخلت البلاد أجواء فترة الأعياد، ولحقت بالسياسة التي أخذت إجازتها باكراً، فرَمَت بالاستحقاقات إلى العام المُقبل، علّه يحمل معه جديداً، والأمل موجود في ظل الحديث عن حراك دولي، لأن الاستعصاء الداخلي مستمر ويتمدّد. إلّا أن لا مبادرات دولية رسمية بعد، وباستثناء فرنسا، التي تعمل بشكل متواصل وجاهد محاولة انتشال لبنان من أزمته، فإن أيا من الدول لم تُعلن عن أي تحرّك تجاه لبنان، مع ضرورة التذكير أن قطر ليست بعيدة عن الجو، وهي كانت قد استقبلت شخصيات لبنانية في الفترة الأخيرة، رغم انشغالها بالمونديال.

أجواء عيدي الميلاد ورأس السنة إيجابية، والحركة بدأت ولو بشكل متأخر، فيما أعداد الوافدين إلى ارتفاع يومي، ونسب الحجوزات مقبولة، وهذه إشارات طيبة، لكن نتائجها ليست بالضرورة أن تكون إيجابية على أرض الواقع، فرغم إنفاق المغتربين والسيّاح بالدولار والحجوزات “المفوّلة”، إلّا أن سعر الصرف في الأسواق السوداء آخذ بالارتفاع وبشكل سريع، وتخطّى عتبة الـ45 ألفاً ليل أمس، في وقت بدأ التجّار برفع أسعارهم فوراً، ما يزيد من صعوبة احتفال اللبنانيين بالأعياد.

في هذا السياق، لفتت المتخصّصة بالاقتصاد النقدي في البلدان المدولرة، ليال منصور، إلى أن “طباعة مصرف لبنان لليرة بشكل متزايد يرفع سعر الصرف رغم دخول الدولارات إلى السوق من قبل المغتربين، لأن هذه العملية التي يقوم بها المركزي تزيد من حجم الضغط على العملة الأجنبية، وتؤدي إلى تضخمّ”.

وفي حديث لجريدة “ألأنباء” الإلكترونية، أكّدت منصور أن “الوضع لن يستقر، والدولار في مسار تصاعدي مع بداية السنة الجديدة”، إلّا أنها توقعت أن يتدخّل مصرف لبنان، فينخفض سعر الصرف بشكل اصطناعي ووهمي لفترة قصيرة، ليعود ويرتفع من جديد، وهو السيناريو الذي نشهده كل فترة”.

أما وبالعودة إلى السياحة الشتوية والمرتبطة بالأعياد، اعتبر نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود أن “الوضع جيّد، والحركة تتقدّم مع الوقت، وبانتظارنا 10 أو 15 يوماً سيعيدون إلى لبنان المشاهد التي رأيناها في فصل الصيف”.

ولفت في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “ما بين 500 ألف و550 ألفاً يزورون لبنان خلال هذه الفترة، 35% منهم تقريباً من جنسيات عربية، فيما معظمهم لبنانيين مغتربين”.

كما كشف أن “نسب حجوزات الطيران بلغت 100%، فيما نسب حجوزات الفنادق تختلف بين بيروت والجبال، ففي بيروت، من غير المرتقب أن ترتفع أكثر من 50%، فيما وصلت في الأرز وبكفيا والزعرور إلى 95%، لأنها مناطق اصطياف شتوي وتزلّج، فيما حجوزات المطاعم والملاهي الليلة مرتفعة أيضاً”.

ينتظر اللبنانيون هذه الأيام علّها تنسيهم السنة الصعبة التي مرّت، لكن “بتخلص السكرة وبترجع الفكرة” مع بداية العام المقبل، الذي من المتوقّع أن يشهد أزمات ومشاكل بالجملة، في ظل الغياب لكل إصلاح.  

المصدر
خاص - الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى