مقالات

زيارات متعددة لمسؤولين فرنسيين إلى لبنان في تموز

كتبت ألين فرح في وكالة “أخبار اليوم”: 

في ظل الانسداد في الملف الحكومي، رغم اعتبار المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة، تستمر فرنسا في محاولاتها لحضّ المسؤولين اللبنانيين على تشكيل حكومة أولويتها تنفيذ الاصلاحات، وفي الوقت عينه تعمل على مساعدة لبنان وشعبه، ان كان اجتماعياً أو اقتصادياً أو انسانياً. وخصوصاً أنه لم يرشح أي شيء عن اللقاء الوزاري الثلاثي الذي انعقد بين وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، الا بعض التحليلات التي ترجّح تفويض الملف اللبناني الى فرنسا وعدم امكان اقناع الوزير السعودي بدعم تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري.

وفي هذا الاطار، علمت وكالة “أخبار اليوم” أن شهر تموز الجاري سيشهد حركة فرنسية لافتة مع زيارات لوفود ستلتقي المسؤولين اللبنانيين. باكورة هذه الزيارات تبدأ يوم الاثنين المقبل مع وصول وفد اقتصادي من تجمع شركات يرأسه جيرار وولف، بهدف تقديم اقتراحات لإعادة إعمار مدينة بيروت جراء انفجار 4 آب، عبر وضع أولويات أبرزها المستشفيات والمدارس وتأمين الكهرباء والمياه والصرف الصحي والنقل ومعالجة أزمة النفايات، وطبعاً تطوير مرفأ بيروت ورقمنته مما يحدّ من الفساد، وخصوصاً ان الوفد متخصص بتنمية المدن في طريقة مستدامة. كما سيعقد الوفد لقاءات مع شركات فرنسية لبنانية ومع المؤسسات المالية الدولية. وتفيد مصادر متابعة للاهتمام الفرنسي ان ثمة إرادة فرنسية في عدم إخلاء ساحة اعادة الاعمار الى جهات أخرى كالصين والمانيا، والدليل ان الوفد سيعقد مؤتمراً صحافياً في نهاية الزيارة التي ليست الأولى للوفد بل الثالثة.

وفي منتصف تموز، ستكون زيارة للسفير المفوّض المشترك بين الوزارات الفرنسية لشؤون منطقة البحر المتوسط كريم أميلال.

وكما علمت وكالة “أخبار اليوم”، فإن وفداً من مجموعة الصداقة اللبنانية – الفرنسية في مجلس الشيوخ برئاسة كريستين لافارد سيكون في لبنان في نهاية الشهر، على أن تعقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وعلى جدول أعمال الزيارة بحث في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعة والسياسية والأمنية، مع التركيز على دعم المؤسسات الفرنكوفونية. علماً أن هذه الزيارة كانت مقررة سابقاً، وقد تأجلت بسبب الحجر الذي فرض بنتيجة جائحة كورونا، وقد استبدلت في موعدها الأصلي بلقاءات افتراضية مع كافة المسؤولين. أما سبب إصرار الشيوخ على تنظيمها فهو التدهور السريع للوضع والقلق المتزايد في فرنسا، علماً أن مصادر فرنسية كشفت لـ”أخبار اليوم” أن الموضوع المسيحي سيحوز على حيّز كبير من اهتمام الوفد.

وثمة تداول في زيارة محتملة للمسؤول الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقرات مؤتمر “سيدر” بيار دوكان، ومن المرجح أن تكون زيارته مرتبطة بالاطلاع على سير عملية الاعمار وكيفية توزيع الإغاثة وهو المكلف بهذا الملف.

كما تنوي فرنسا تنظيم مؤتمر دولي افتراضي للمساعدات الانسانية، بغية متابعة مقررات المؤتمر الذي انعقد في كانون الأول 2020 لتقديم الدعم الانساني  لشعب لبنان وتقدير الحاجات الاضافية التي لبنان بحاجة اليها.

ما سبب هذه الحركة الفرنسية اللافتة؟

لا شك في ان فرنسا متخوفة من خطورة الوضع اللبناني نتيجة عدم القدرة على تشكيل حكومة والجمود الذي يسيطر على هذا الملف، علماً أن زوار العاصمة الفرنسية يؤكدون أن ثمة اقتناعاً فرنسياً بأن المشاكل والعراقيل التي تحول دون تأليف حكومة هي داخلية وليس لديها ارتباط خارجي. كم ان فرنسا قلقة للغاية من التدهور الاقتصادي – الاجتماعي الذي يؤدي الى اشكالات ومطبّات أمنية، ولعلّ ما حصل في طرابلس في اليومين الأخيرين وزيارة قائد الجيش الى المدينة والتوجه مباشرة الى الأهالي عن المعاناة المشتركة التي تصيب العسكر والاهالي خير دليل على هذا القلق، اضافة الى السأم من الطبقة الحاكمة.

وينقل هؤلاء الزوار، ومعظمهم أرادوا زيارة باريس للتأكيد على عدم شمولهم بالعقوبات الفرنسية، أن فرنسا على تواصل دائم مع العواصم الغربية لا سيما مع واشنطن، وضمن الاتحاد الأوروبي من اجل عدم انفلات الوضع الأمني وخشية على مستقبل لبنان، اضافة الى ان ثمة رغبة فرنسية في تسلم الملف اللبناني وفي لعب دور في الإقليم في ظلّ إعادة تركيبه.

فالزيارات الفرنسية تؤكد أن لبنان يبقى على أجندة الاهتمام الفرنسي، وفي الوقت عينه قد تساهم الزيارات، التي قد تتزامن مع مواقف عالية السقف في فرنسا، في شحن الأجواء على ابواب الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، مع ارتفاع حدّة الغضب الشعبي من تداعياته.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى