إضاءات

التلوّث البصري “أخطر ممّا تظنّون”… كيف يُمكن الحدّ منه ؟

يعتبر التلوث البصري مشكلة كبيرة تواجهها كثير من المجتمعات، وبعض الدول العربية قد نجحت في التخلص منها بالفعل، لكن يبقى عدد كبير منها ما زال يعاني من مشكلة التلوث البصري. فيقصد بعبارة التلوث البصري، كل تشويه في المظهر العام للشوارع والميادين والحدائق العامة، وهو ما يجعل العين تشمئز وتنفر إذا وقعت عليه، لأنه مخالف للطبيعة ومؤذٍ للعين.

أسباب انتشار التلوث البصري

بحسب الخبير البيئي ورئيس حزب «البيئة العالمي» البروفيسور ضومط كامل، تتعدد أسباب التلوث البصري مثل سوء أو إهمال التخطيط العمراني للمدن ورداءة تصاميمها الفنية والتفاوت الكبير في الطبقات الاجتماعية، كما يلعب التقدم الاقتصادي دوراً كبيراً وفعالاً في نشوء أو اختفاء هذه الظاهرة السلبية. ففي البلدان الغنية والمتقدمة، تضبط القوانين والنظم والوعي الاجتماعي والثقافي ظاهرة التلوث هذه وتعمل على الحد منها في حين تتسبب فوضى الاقتصاد الضعيف والمشتت وقلة الوعي العام والخاص بسيطرته على صورة العاصمة والمدن الكبرى بحيث تصبح المناظر البشعة أمراً طبيعياً ومألوفاً للعين البشرية، ليرافقها تخلي الإنسان عن المعايير الجمالية.

الآثار السلبية

ويضيف كامل: ينتج من التلوث البصري آثار سلبية على مختلف الأصعدة، أهمّها:

  • ظهور مشكلات عقلية تتمثل في قلة النوم الناتجة من فائض الأضواء في البيئة المحلية.
  • خفض جودة الحياة وانعدام الراحة فيها بسبب التلوث البصري في البيئة المحيطة.
  • الإصابة بمشكلات صحية ناتجة من التوتر الذي يمكن أن يتسبب في النوبات القلبية.
  • خلل في المعالجة الذهنية للمدخلات البصرية.
  • الصعوبة في التفكير والتأثير في الصحة النفسية.
  • إرهاق العين، والتسبب بمشكلات خطرة في العين.
  • انخفاض أسعار العقارات في المناطق التي تعاني من هذا النوع من التلوث، حيث يرتبط ذلك في نوعية الحياة في مثل هذه المناطق.
  • كثرة وقوع الحوادث المرورية، نتيجةً لتشتّت انتباه السائقين أثناء القيادة.

وعن أشكال التلوث البصري، يقول كامل انها تتمثّل في: اللوحات الإعلانية، الحركة الجوية، أعمدة الكهرباء السلكية، الأحياء السكنية العشوائية غير المنظمة، تنوع أعمدة الإنارة وعدم تناسقها أو ارتفاعها الشاهق عن الأرض، السيارات القديمة أو المحطّمة على جوانب الطرقات، هوائيات التلفاز، أطباق الأقمار الصناعية، مكبات القمامة أو تناثر القمامة، المباني المتدهورة، شبكات توزيع الكهرباء، كثرة اللافتات المرورية، التلوث الضوئي الناتج من الأضواء الزائدة، الضباب الدخاني، والتلوث البلاستيكي.

نسبة التلوث البصري في لبنان

وعن نسبة التلوث البصري في لبنان، كشف كامل أن نسبة التلوث البصري في لبنان لا تتعدّى ال 30%، فعلى الرغم من انتشار النفايات في مناطق عدة وسوء التنظيم، إلّا أنّ النسبة الأكبر من المناطق تتمتع بحسن التنظيم والبيئة السليمة، ولفت إلى أن نسبة التلوث البصري مرتفعة على ضفاف نهر الليطاني بسبب النفايات المرمية بشكل خطير وعشوائي . ودعا الجهات المعنية للتدخل السريع لحلّ أو حتى الحدّ من انتشار التلوث البصري في لبنان، وتبنّي القرارات الدولية والاستراتيجيات لحماية البيئة.

كيفية الحدّ من التلوث البصري


وعن كيفية الحدّ من التلوث البصري، قال كامل: إنّ التلوث البصري لا يقلّ خطورةً عن أنواع التلوث الأخرى المنتشرة مثل التلوث السمعي، التلوث الهوائي وسواها. لذا، الحدّ من التلوث البصري ليس بالأمر السهل، ويتحتّم وضع خطوات عديدة للتخلّص منه بهدف تأمين حياة سليمة للبشر. وهنا، تقع المسؤولية على عاتق الفرد أولاً، من حيث اهتمامه بترتيب وتناسق المحيط الضيق من حوله، ومن ثم يأتي دور الحكومات والمنظمات المحلية، والتي عليها أن تراعي راحة المواطن وسلامته عبر اتخاذ إجراءات جَمعيّة من شأنها تقليل منسوب التلوث بأشكاله، وتنظيم الأحياء العشوائية وتوفير بنية تحتية أساسية ملائمة، والاهتمام بنظافة تلك المناطق بشكل خاص.

المصدر
الديار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى