مقالات

الرهان على “ترياق” رئاسي خارجي خائب… الحل يبدأ من هنا

يعتبر بعضُ متابعي الشأن السياسي المحلي، وبعضُ اللاعبين الداخليين أيضاً، أن حل الأزمة الرئاسية في البلاد لن يأتي إلا عبر الخارج من خلال تسوية شاملة سيتم إنضاجها بين العواصم الكبرى وتلك المؤثّرة في الواقع اللبناني. ويعتقد هؤلاء أن لا دور لا للنواب ولا للتكتلات ولا للأحزاب في هذه اللعبة كلّها… وعليه، فإن المراوحة السلبية ستستمر ومعها الشغور، إلى حين نضوج الاتفاق الإقليمي ـ الدولي الذي لن يكون على اللبنانيين إلا التصديق عليه في مجلس النواب.

من هنا، تقول مصادر نيابية معارِضة للمنظومة، لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، إن أصحاب هذا الرأي يكثّفون زياراتهم إلى الخارج. فنرى رئيسَ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في سفر دائم، متنقلاً بين باريس وقطر، ساعياً إلى تسويق نفسه لدى هذه الجهات، كمرشّح رئاسي.

ويدعو مؤيدو نظرية الرهان على “ترياق” سيأتينا من الخارج، إلى رصد مفاعيل زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المرتقبة إلى واشنطن في اليومين المقبلين، إذ سيحمل معه إضافة إلى ملفات تعني الدوحة، ملف لبنان. ويدعون أيضاً إلى تتبّع حركة اتصالات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الإقليمية. فالأخير يُعتبر لولب الحركة الدولية في ما يخص لبنان، وقد حمل ملفَّه مِن الولايات المتحدة التي زار رئيسَها جو بايدن منذ أسابيع، إلى قطر في الأيام الماضية، وصولاً إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث تُعقد اليوم الثلاثاء القمةُ الثانية لدول الجوار العراقي التي تُعرف بـ”بغداد 2″ والتي سيشارك فيها ماكرون، إذ إن الأخير سيبحث، مع المشاركين، ومع القادة الإيرانيين والسعوديين في شكل خاص، الملفَ اللبناني.

غير أن المصادر تشير إلى أن جلّ ما سيتمكن “سيّد الاليزيه” من تحقيقه في هذه الاتصالات، هو “التمنّي” على محاوريه، تحييدَ لبنان ورئاسته عن الاشتباك الإقليمي والمساعدة في خلق أجواء في لبنان والمنطقة، تسهّل اجراء الانتخابات… لا أكثر ولا أقل.

لكن طالما أن لا توافق محلياً بالحد الأدنى على الرئاسة، فإن كل المساعي الخارجية لن تتمكن من ملء الفراغ في الكرسي الأولى في البلاد، تتابع المصادر. ذلك أن المواقف الصادرة عن العواصم والدبلوماسيين في الآونة الاخيرة، تُجمع كلّها على التأكيد على أن المبادرة يجب أن تنبع من الداخل ليواكبها الخارج، وعنوانُها “ساعدوا أنفسَكم لنساعدكم”.

ففي ظل التباينات الشاسعة بين القوى الاقليمية والدولية وانهماكها بملفات كثيرة مِن الاتفاق النووي المتعثر إلى قتل إيران لشعبها وصولاً إلى حرب أوكرانيا، تفرّغُها لملف لبنان واتفاقُها على اسم رئيسٍ له، أمر مستبعد كي لا نقول مستحيل… وللتذكير، تتابع المصادر، فإن انتخاب الرئيس السابق ميشال عون كان نتاج توافق محلي أوّلاً، تماماً كانتخاب الرئيس الأسبق ميشال سليمان.

التوافق اللبناني ـ اللبناني، بالحد الأدنى كما قلنا، ضروريٌ إذاً، وهو يبدأ بوقف حزب الله عملية التلطي خلف الورقة البيضاء، وباقتناعه بأن وصول رئيس من كنف 8 آذار لن يحصل هذه المرة. فهل ستذهب الضاحية في هذا الاتجاه أم ستبقى تصرّ على التسويف والهروب إلى الأمام، وعلى ربط الانتخابات بمصالح إيران الإقليمية؟ وبعد، هل مِن عاقل يعتقد بأنه إذا اقتنع الخارج بإعطاء طهران رئاسةَ لبنان، فإن السياديين في بيروت “سيبصمون” على هذه التسوية ـ الصفقة في مجلس النواب؟​

المصدر
نور لمع - القوات اللبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى