صحة

وزارة الصحة تُصرِّف مخزون “فايزر” من تحت الطاولة!

كتبت زينة عبود في “نداء الوطن”:

إذا كنتم تنتظرون إعلان موعد جديد لانطلاق ماراتون “فايزر” لمن هم دون الخمسين عاماً خلال الويك آند المقبل أو ربما الويك آند الذي يليه، فاعلموا ان وزارة الصحة ليست بهذا الصدد إطلاقاً.. فماذا يحصل؟

عادة ما كانت الماراتونات تُنظّم يومي السبت والأحد بما يسمح لأكبر عدد من المسجّلين على المنصة الرسمية تلقي اللقاح ضد كورونا، إلا أن الماراتون الأخير الذي نُظّم لمن يبلغون خمسين عاماً وما فوق، حُدّد يومي الجمعة والسبت في الخامس والعشرين من حزيران الماضي وفي السادس والعشرين منه، وكان لافتاً أن عمليات التلقيح توقّفت قرابة الساعة الثانية من بعد الظهر. لماذا؟ لأن كمية اللقاحات التي خصّصتها وزارة الصحة لهذا الماراتون كانت محدودة جداً.

وهنا بيت القصيد، أين ذهبت لقاحات “فايزر” التي كانت تصل بكميات وفيرة الى لبنان؟

مصادر مطلعة على آلية عمل وزارة الصحة كشفت لـ”نداء الوطن”، عن تواطؤ الوزارة مع بعض الأحزاب والشخصيات العامة التي دخلت على خطّ الاستثمار في اللقاح، في إطار الزبائنية السياسية الشائعة في بلدنا الذي يشهد أسوأ انهيار اقتصادي في تاريخه على الإطلاق.

وهي اليوم تتعمّد تبطيء عملية التلقيح من خلال عدم تنظيم ماراتونات “فايزر” في المدى المنظور، بعدما أعطت الوزارة عدداً من السياسيين حصصاً من اللقاح من مخزونها الخاص عن طريق جمعيات أو مؤسسات خاصة، ومن بين هؤلاء نواب وسياسيون…

من المعروف ان شركة فتّال هي الوكيل الحصري للقاح “فايزر” وبالتالي فإن الجمعيات تدفع لفتّال عبر وزارة الصحة لاستلام اللقاحات المطلوبة، وبحسب المصادر نفسها فإن كمية اللقاحات تصل الى حوالى مئة وخمسين الفاً، تُسلّم كل يوم اثنين. الشركة اليوم تنتظر وصول نحو مليون لقاح بينها اربعمئة وخمسين ألف لقاح مخصّصة للجامعات الخاصة، فيما تذهب الكمية المتبقية الى اللقاح الانتخابي.

وأعلنت المصادر المطلعة أن الشركتين المصنّعتين للقاح فايزر – بيونتك وعدتا مجموعة فتال بحصة من اللقاح، تصل الى لبنان بين منتصف تموز الجاري وأوائل آب المقبل.

في هذا الوقت قامت وزارة الصحة من تحت الطاولة بإعطاء شركة فتّال المخزون الموجود لديها، على ان تستردّه من الحصة الموعودة لصالح الجمعيات، أي شركة خاصة تقبض أموالاً مقابل اللقاح بدلاً من الاستمرار بتلقيح الناس مجاناً. علماً ان هذا النهج في توزيع الحصص محفوف بالمخاطر، فماذا لو حصل أي تأخير في موعد تسليم الدفعة المنتظرة مطلع آب كحد أقصى؟ عندها لن يكون في لبنان لا لقاح ولا من يُلقّحون!

كما في وزارة الصحة كذلك في بعض المستشفيات الذي يخالف الأصول المعتمدة في آلية التلقيح، إذ يستخدم الطاقم التمريضي حقنة مخصّصة للتطعيم تتّصف بالدقة كون الأنبولة الواحدة تقسّم الى سبع جرعات عملياً، مع العلم أن المعتمد عالمياً هو ست جرعات نظراً لعدم توفّر هذه الحقنة لدى الدول كافة، لكن في لبنان تؤكد المصادر، ان الحقنة المخصّصة موجودة وتُستعمل في تلقيح الناس وبالتالي فإن الجرعة السابعة تُباع من قبل معظم المستشفيات، أو يجري تمريرها للموظفين وأهاليهم ومعارفهم قبل أن يحين دورهم بحسب المنصة الرسمية.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى