مقالات خاصة

ألا يوجد بينكم من يمنع تطاول باسيل وحزبه؟

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد

برز إلى العلن مجدداً منذ يومين الحديث عن سلسلة من التعيينات التي حصلت في منشآت النفط في طرابلس والتي اشتملت على أشخاص من التيار الوطني الحر بشكل حصري، على أعين النواب والوزراء ورئيس الوزراء ابن طرابلس، الحديث عن هذه التعيينات ظهر مجدداً في لقاء لنواب طرابلس والشمال لمناقشة الوضع المأساوي لمنشآت نفط طرابلس وموظفيها حيث تصر جهات معينة على شل هذا المرفق بالكامل وإيذاء موظفيه بلقمة عيشهم بحجة التحقيقات.

هذه التحقيقات هي نفسها التي لم تصل لأي حقيقة في لبنان، وهي نفسها التي ان شذت عن القاعدة وتوصلت لحقيقة تبقى مجرد حكم غير قابل للتنفيذ لأن الدولة عاجزة أمام الفاسدين وهي أضعف من أن تحاسبهم، هي نفسها التي لم تصل لحقوق ضحايا انفجار المرفأ، وهي نفسها التي لا تستطيع الإستقواء إلّا على ابن طرابلس وأرزاق طرابلس وحقوق طرابلس، وذلك لأنه وبكل أسف نواب طرابلس هم ليسوا رجال بل تابعين.

نعم الحقيقة الوحيدة هي أن ابن طرابلس دائماً مستضعف حتى في السجون حيث يقبع مرمياً بلا تهم ولا تحقيقات ولا محاكمات بينما أبناء مناطق أخرى وأشخاص تابعين لأحزاب معينة لا يمكن حتى إيقافهم على حواجز تنظيم السير…

وهذا ليس حديثنا هنا، فالمسألة هي كيف يتطاول باسيل المعاقب دولياً والمنبوذ من حلفائه على التطاول على مرافق طرابلس ويعين مناصري تياره الفاسد على أنظار زعماء طرابلس الصم البكم العمي؟

يا حضرة رجال طرابلس وقادتها وعلمائها، يا حضرة الملياردير الذي وقبل أن تكون رئيس وزراء كنت تستجدي الأصوات في شوارعها، يا من قاتلت لاستعادة نيابتك أيها المطعون بأحقيتك للزعامة والنيابة، أيها التغييريون الذين استغليتم الثورة لتصبحوا نواب، أين أنتم من إيقاف هذا السرطان الذي يتطاول على طرابلس مراراً وتكراراً بكل وقاحة؟ ألا يوجد فيكم رجل واحد يستطيع إعادة باسيل لحجمه الطبيعي؟ ألا يوجد بينكم من لديه الشرف والنخوة والقوة للدفاع عن هذه المدينة وأبناؤها؟

المؤكد أن الطرابلسيون لم ينتخبوكم لتتباكوا في المجالس وتصدروا الاعتراضات، ولا لكي تستنكروا كالنساء الثكالى بلا حول ولا قوة، ولا هذا كان وعدكم عند صناديق الاقتراع، ولكن كغثاء السيل أنتم أعداد بلا قيمة إلى أن تعرف الرجولة إليكم سبيلا، وكان الله في عونك أيها الطرابلسي فربما سمير جعجع سيدافع عنك أو سليمان فرنجية أو سامي الجميّل أما “نسوة التنور” فلا تتأمل منهم سوى الندب على الأطلال، ولمن يعتمر في مكة طالباً المغفرة أليس لطرابلس حقٌ عليك؟ أم أنك تنتقم منها لأنها صرخت في وجهك من جوعها وألمها وفقرها بينما أنت هددتها بالسلاح واعتزلتها؟

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى