عربي ودولي

“صانع القنبلة” المتهم بتفجير لوكربي يمثل أمام محكمة أميركية بعد 34 عاماً !

أعلنت وزارة العدل الأميركية، الأحد، أن مسؤولا استخباراتيا ليبيا سابقا، يشتبه في أنه من صنع القنبلة التي استخدمت لتفجير طائرة أميركية فوق مدينة لوكربي عام 1988، قيد الاحتجاز بالولايات المتحدة، ومن المتوقع مثوله أمام محكمة فيدرالية.

ووجهت الولايات المتحدة الاتهام لأبو عجيلة محمد مسعود قبل عامين على خلفية تفجير رحلة شركة “بان أميركان” رقم 103 بين لندن ونيويورك في 21 ديسمبر 1988 مما أسفر عن مقتل 270 شخصا، غالبيتهم أميركيون.

وكان قد احتُجز سابقا في ليبيا لضلوعه المفترض في هجوم عام 1986 على ملهى ليلي في برلين.

وأكدت وزارة العدل في بيان، الأحد، أن مسعود محتجز في الولايات المتحدة، من دون الكشف عن كيفية نقله.

وجاء هذا الإعلان بعد إعلان صدر عن الادعاء الاسكتلندي.

وقال متحدث باسم الوزارة إنه يتوقع أن يمثل مسعود أمام محكمة أميركية في منطقة كولومبيا (العاصمة واشنطن)، من دون تحديد التاريخ، وفق فرانس برس.

وانفجرت طائرة “بان آم” المتجهة إلى نيويورك فوق لوكربي بعد أقل من ساعة من إقلاعها من لندن. وقتل مواطنون من 21 دولة مختلفة، من بينهم 190 أميركيا.

وفي عام 2003، قبل الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، بمسؤولية بلاده عن التفجير ودفع تعويضا لعائلات الضحايا، لكنه لم يقر بأنه شخصيا أمر بتنفيذ الهجوم.

ويعتبر اعتقال مسعود خطوة هامة في التحقيق المستمر منذ عقود في الهجوم.

وأعلنت السلطات الأميركية في ديسمبر 2020 عن توجيه اتهامات لمسعود، الذي كان محتجزا في ليبيا في ذلك الوقت.

ورغم أنه ثالث مسؤول مخابرات ليبي متهم في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالهجوم، إلا أنه سيكون أول من يمثل أمام محكمة أميركية لمحاكمته، وفق أسوشيتد برس.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن اتهامات جنائية ضد مسؤولي مخابرات ليبيين آخرين، هما عبد الباسط علي المقرحي والأمين خليفة فحيمة.

وامتنعت الحكومة الليبية في البداية عن تسليم الرجلين، ثم سلمتهما في نهاية المطاف للمحاكمة أمام القضاة الاسكتلنديين، وفق رويترز.

وفي عام 2001، عوقب عبد الباسط المقرحي بالسجن مدى الحياة ثم أفرجت عنه السلطات الاسكتلندية لأسباب إنسانية، في عام 2009، بعد تشخيصه بسرطان البروستاتا، وتوفي لاحقا في طرابلس.

وقالت وزارة العدل، الأحد، إن مسعود سيمثل قريبا أمام محكمة فيدرالية حيث يواجه تهمتين جنائيتين تتعلقان بالانفجار.

ولم يذكر المسؤولون الأميركيون كيف وصل مسعود إلى الولايات المتحدة، لكن في أواخر نوفمبر، ذكرت وسائل إعلام ليبية محلية أن مسلحين خطفوه في 16 نوفمبر من مقر إقامته في العاصمة طرابلس، وفق أسوشيتد برس.

وأشارت تلك التقارير إلى بيان لأسرته اتهم سلطات طرابلس بالتزام الصمت حيال الاختطاف.

وفي 21 نوفمبر، قالت وزيرة الخارجية في حكومة طرابلس، نجلاء المنقوش، في مقابلة عندما سئلت عما إذا كان تسليم المطلوبين ممكنا: “نحن، كحكومة، منفتحون للغاية فيما يتعلق بالتعاون في هذا الشأن”.

وبرز اسم مسعود عندما تلقى المسؤولون الأميركيون، عام 2017، نسخة من مقابلة كان مسعود، وهو خبير متفجرات في جهاز الاستخبارات الليبي، قد أجراها مع السلطات الأمنية الليبية في عام 2012 بعد احتجازه في أعقاب انهيار نظام القذافي.

وقال مسؤولون أميركيون إن مسعود اعترف بصنع القنبلة والعمل مع متآمرين آخرين لتنفيذها، وإن العملية صدرت بأمر من الاستخبارات الليبية، وإن القذافي شكره وآخرين بعد الهجوم، وفقا لشهادة مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في القضية.

وقال “أف بي آي” إن مسعود أبلغ السلطات الليبية أنه سافر إلى مالطا للقاء المقرحي وفحيمة، وهناك سلم الأخير حقيبة تحتوي على قنبلة، وأعطاه تعليمات عن تشغيلها في وقت محدد.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه سافر بعد ذلك إلى طرابلس.

المصدر
الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى