إجتماععربي ودولي

طفل يقود أبيه إلى حبل المشنقة…

في صيف عام 2011، قُتلت إحدى السيدات داخل شقة الزوجية بمنطقة الوراق، شمال محافظة الجيزة، دون أثر لأي أدلة في مسرح الجريمة، لا بصمة، لا أوراق تدين الجاني، وبعد مرور 7 سنوات ظهرت مفاجأة كشفت لُغز القضية.

بلاغ باختفاء سيدة بالوراق.. واتهام الزوج
يوم الأحد 5 مايو 2011، توجه عامل في العقد الثالث من عمره إلى قسم شرطة الوراق، طلب لقاء رئيس المباحث، كان يبدو عليه علامات الغضب: «أنا جاي أعمل محضر تغيب لأختي، تدعى هبة.م، 28 سنة، وبتهم جوزها بالتسبب في اختفائها أو قتلها».

استكمل شقيق الضحية المحضر وأدلى ببيانات الزوج ويدعى «محمود.ا»، 38 سنة، سائق، وعنوان شقة الزوجية، وبمجرد انتهاء تحرير المحضر، توجهت قوة من مباحث قسم شرطة الوراق إلى عنوان السيدة المختفية، والتقت زوجها المشتبه فيه، واقتادته الى قسم الشرطة، وتمّ استجوابه حول اتهامه بالتخلص من زوجته بعد أن تغيبت عن المنزل 3 أيام، وجاءت أقوال الزوج في المحضر: «محصلش، أنا معرفش عنها حاجة، هي سابت البيت ومشيت، أنا متجوزها من 12 سنة، ومفيش أي مشكلة بينا»، تحفظت القوات على الزوج وتمّ عرضه على النيابة.

قيد القضية «ضد مجهول»
مثّل الزوج المتهم أمام نيابة الوراق، وأكّد ما جاء على لسانه في محضر الشرطة، وأصر على إنكار الاتهامات المنسوبة، وقررت النيابة آنذاك، حجز الزوج لمدة 24 ساعة على ذمة تحريات المباحث، وأجرت قوة من مباحث القسم تحريات بشأن بلاغ التغيب والقتل، ولم تتوصل إلى أي دليل مادي ملموس يدين المتهم، وأرسلت القوات تحريات المباحث بأنَّها لم تتوصل إلى صحة الاتهام، وعقب ورود التحريات للنيابة العامة، أصدرَت قرارّا بإخلاء سبيل الزوج، وقيد القضية ضد مجهول، وبمجرد خروج الزوج من النيابة نشبت بينه وبين شقيق زوجته مشاجرة، وقرر مغادر المنطقة، مصطحبًا ابنيه «حسام، 11 سنة»، و«يوسف 7 سنوات»، وغادر إلى إحدى القرى بمحافظة المنيا مسقط رأسه.

اعتراف بعد 7 سنوات
بعد مرور 7 سنوات، وبالتحديد في شهر أكتوبر 2017، حضر أبناء الزوجة بعد انقطاع سنوات عن زيارة خالهما، وفي أثناء تواجدهما في منزل خالهما بمنطقة المعتمدية بكرداسة، شاهد الابن الأكبر -حسام- صورة والدته ودخل في نوبة بكاء، وفي أثناء ذلك أخبر خاله أنَّ والده وراء اختفاء والدته، وأنه شاهده أثناء قتلها، ليصطحب شقيق الضحية، ابن شقيقته إلى مكتب رئيس مباحث الوراق، ليكشف عن ملابسات الواقعة التي تمت قبل 7 سنوات، وتمّ استئذان النيابة العامة، وألقي القبض على الزوج المشتبه فيه بقتل زوجته.

«كانت عايزة تشتري موبايل»
عقب ضبط الزوج المشتبه فيه، وبمواجهته بما جاء على لسان ابنه الأكبر، اعترف في محضر الشرطة بـ قتل زوجته والتخلص من جثمانها في ترعة بشتيل، قائلًا إنَّ مشادة كلامية حدثت بينه وبين زوجته، بسبب إصرارها على شراء هاتف محمول، وتطورت إلى تشابك بالأيدي، قام على إثرها بخنقها، وعقب ذلك قرر التخلص من جثمانها.

عقب الانتهاء من مناقشة المتهم، تمت إحالته للنيابة، وباشرت التحقيقات وأجرت محاكاة للجريمة، وسجلت اعترافات للمتهم بالصوت والصورة، وتبين اختفاء جثمان المجني عليها، وقررت حبسه وإحالته للمحاكمة الجنائية، وعقب عقد عدة جلسات أصدرَت محكمة جنايات الجيزة، قرارًا بإعدام المتهم، ونفذت جهات التحقيقات حكم الإعدام.

المصدر
الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى