مقالات خاصة

زاحفةٌ باتجاه اللبنانيين… أزمة جديدة وسوق سوداء فتشبثوا!

الافتتاحية بقلم لبنى عويضة:

لا يخفى أن قطاع الاتصالات في لبنان أنهكته السنوات بعد أن تعرض للضمور والاهتراء، وبعد أن كان “خزاناً للفساد” والسرقات التي توالت سنة بعد أخرى، بات اليوم التركة المنهوبة.
ومثله مثل مختلف القطاعات في لبنان، المؤسسة والدولة يأكلون الحصرم والمواطنون يضرسون، فما حيثيات أزمة الاتصالات الجديدة؟
في الوقت الذي تتعثر به الدولة وتنهكها الأزمات الاقتصادية، قرر موظفو شركتي الخليوي “ألفا” و “تاتش” إعلان الإضراب المفتوح وعدم الرجوع عن القرار إلا بعد تنفيذ مطالبهم والتي تتمثل بالترقية وفقاً للكفاءات وزيادة الرواتب وعقد عمل جماعي… وهذا ما يهدد بعودة سيناريو انقطاع الاتصالات إلى الواجهة من جديد، خاصة وأننا في فصل الشتاء، والبنى التحتية مهترئة أصلاً، وهذا ما ينذز بكارثة قد تحل بقطاع الاتصالات.
وبالرغم من تحذيرات وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال “جوني القرم” من مغبّة هذا الإضراب وتهديده ووعيده لمن يقوم بتعطيل أي مرفق عام، خاصة أن قطاع الاتصالات من القطاعات الحيوية، إلا أن الاضراب مستمر وتهديدات الوزير “القوي” ووساطاته ذهبت سدىً.
أما الطامة الكبرى التي نتجت عن إضراب موظفي الخليوي فهي إختفاء بطاقات التشريج من الأسواق بشكلٍ كبير وارتفاع أسعارها، وهذا ما حتّم نشأة سوق سوداء لهذه السلعة التي تعتبر أساسية لجميع المواطنين.
وكعادته اللبناني “الحربوق”، يسعى دوماً لاستغلال أي أزمة قد يشعر بها، فقد بدأ بتخزين بطاقات التشريج والركض وراء “التموين”، لكن إضراب موظفي الخليوي جاء مباغتاً، خاصة بصيغته المفتوحة والتي اعتبرت ورقة ضغط على الدولة اللبنانية عامة ووزارة الاتصالات خاصة.
وبين أحقية حصول موظفي نقابة الخليوي على حقوقهم، وعجز الدولة اللبنانية عن تلبية حاجات المواطنين والعاملين، يحتار اللبناني كيف يستغل أزماته و”يعبي جيبته”. فمن جهة تظهر أحقية مطالبة الموظفين بحقوقهم، ومن جهة أخرى تكشف الدولة اللبنانية عن حاجتها الماسة لهيكلة مؤسساتها البائسة الفاسدة في آن واحد.
ومع كل هذا الأخذ والرد، ما ذنب المواطن اللبناني الذي يسعى لتأمين قوت يومه وبالكاد يحصل على معاش يكفيه عشرة أيام أن يتكبد مصاريف جديدة؟ ما ذنب مواطن نهشت أنياب دولته العتيدة جنى عمره في البنوك، أن يقوم شريكه في الوطن بفتح سوق سوداء وافتراس ما تبقى لديه؟
لم ننجو من السوق السوداء التابعة للدولار وكذلك الدواء والمعاملات الرسمية.. لكن اليوم رفقاً بالفقراء، الذين كفروا بكل ما تبقى في هذا الوطن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى