محلي

الترسيم التاريخي بين لبنان وإسرائيل دونه “إصلاحات”.. وهنا بيت القصيد
بارودي: المصالح اللبنانية تفرض الحذر الشديد مع هذه الصناعة الجديدة

ميريام بلعة

في تشرين الثاني الفائت سلّم الخبير الدولي في شؤون الطاقة رودي بارودي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي الدراسة الأولى من نوعها التي أعدّها حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي كان بارودي عرضها في ندوته الأخيرة في جامعة “سيدة اللويزة” مستنداً فيها إلى خرائط حصرية للمنطقة البحرية المعنية ونقاط البداية والنهاية الدقيقة للحدود المتفَق عليها في البحر.

هذه الدراسة الغنيّة والفريدة في مضمونها وتوقيتها معطوفَين على الخرائط الحصريّة والمميّزة التي عزّز بها بارودي معلوماته، دخلت في كُنه حيثيات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل في أوجهها العديدة، جغرافياً وأمنياً واستراتيجياً واقتصادياً… حتى باتت الدراسة “المرجَع” دولياً وإقليمياً ومحلياً لكل دراسة مستقبلية في هذا الموضوع ولكل باحث عن تفاصيل دقيقة وذات صدقيّة عن الترسيم التاريخي بين بلدين عدوَّين.

بارودي المُلمّ في كيفية سَبر غَور شؤون الطاقة الدولية والإقليمية وإصابة الهدف في قراءاته وتحاليله الطاقويّة، يشرح لـ”المركزية” باقتضاب، مضمون دراسته الغني بالمعلومات والتحاليل والخرائط، ويقول: يمثل اتفاق الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إنجازاً كبيراً ورائداً لجميع الأطراف المعنية وذلك لأسباب متعددة. صحيح ان كلا الطرفين قد تنازلا قليلاً ولكنهما كسبا الكثير، ليس فقط لأن كلاً منهما سيكون له الحرية في تطوير مورد طبيعي مهم له، بل لأن من خلال الاتفاق على ترسيم مقبول للطرفين للمناطق الاقتصادية الخالصة، سيقلل الجانبان من احتمال حدوث احتكاكات حربية جديدة بينهما قد تقوّض أمنهما.

ويلفت إلى أن “مكافآت إسرائيل من جراء هذا الاتفاق واضحة… إذ لديها حالياً صناعة غاز في البحر، من هنا فإن الحدود المستقرة تقلل من التهديدات للبنية التحتية البحرية الحالية، وتفتح الطريق أمام زيادة الإنتاج، وتعد بالصادرات المُربحة إلى أوروبا الغربية المتعطشة للطاقة.

أما فوائد الترسيم بالنسبة إلى لبنان، بحسب بارودي، “فهي ذات قيمة خاصة، فلبنان الذي يعاني منذ ما يقارب ثلاث سنوات من انهيار اقتصادي ومالي كبير يُشبه الانهيار المالي والاقتصادي الشامل الذي عرفته ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، يحتاج الى استقرار على حدوده. والاتفاق لا يقلل من خطر نشوب صراع لا يستطيع لبنان تحمّله فحسب، بل يعزز أيضًا آفاق صادرات الطاقة التي توفر تدفقًا جديدًا للإيرادات المالية يمكن أن تكون مفيدة في إنقاذ المالية العامة والعملة الوطنية، وإعادة الثقة الحيوية للقطاع الخاص”.

ويُشير في السياق، إلى “لبنان حصل على كل هذه المكاسب من دون الاضطرار إلى الاعتراف بإسرائيل الذي يُعتبر خطاً أحمر لدى غالبية اللبنانيين ما لم يتوصل الإسرائيليون إلى اتفاق سلام عادل وشامل مع الفلسطينيين. وحتى يتوصلوا إليها وبما أن الاتفاقية تقدّم منافع جمّة لإسرائيل أيضًا، فمن المرجَّح أن تفكر الأخيرة مرتين قبل انتهاكها أو إلغائها”.

المصدر
المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى