سياسة

الراعي من الأردن : سياسيو لبنان ملتهون بمشاكلهم الخاصة

رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ السياسيين في لبنان يستطيعون أن يحلوا المشكلة، ولكنهم في الوقت الحالي ملتهون بمشاكلهم الخاصة، وأحيانًا كثيرة يعملون ضد مصلحة لبنان، مع كل أسف”، مشيرًا الى أنّ “المقاومة التي على الشعب اللبناني أن يبديها فهي المقاومة عبر الصلاة، وعبر التمسّك بثوابت العيش المشترك، وعبر البقاء على الأرض اللبنانيّة، وعبر المقاومة بالرجاء التي هي فضيلة أساسيّة من فضائلنا المسيحيّة”.

جاء كلام الراعي خلال لقاء في السفارة البابويّة في الأردن، تخلله مأدبة غداء أقامها القائم بأعمال السفارة البابويّة في الأردن المونسنيور ماورو لالي على شرف غبطته الذي يقوم حاليًّا بزيارة رسميّة وراعوية إلى المملكة.

ورحّب القائم بأعمال السفارة البابويّة المونسنينور ماورو لالي بالبطريرك الراعي في زيارته الأولى إلى “بيت البابا” في الأردن، مشيراً إلى أنّ “حضوره يمثّل علامة على الشراكة الأخويّة الكبيرة، ووحدة الكنيسة المارونيّة الثابتة مع روما، مما يؤكد أهميّة الوحدة المنظورة للكنيسة الكاثوليكيّة، فالتاريخ علّمنا بأنّ التعبير الخاص لتقاليدنا الإيمانيّة هو كمثل نهر يتدفّق في بحر الشركة والوحدة”.

وأشار إلى “العلاقة الطويلة والمميّزة التي تجمع بين المملكة الأردنيّة الهاشميّة والكنيسة المارونيّة”، مؤكدًا أنّ “هذا دليل على أنّ الرؤية الاستشرافيّة للعائلة المالكة الهاشميّة، والقيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني والتي جعلت من الأردن نموذجًا للعيش السلميّ بين الناس والشعوب من مختلف التقاليد الدينيّة”.

ولفت لالي إلى أنّ “الاعتراف الرسميّ بالرعيّة المارونيّة الصغيرة في الأردن يجب أن تستمر ترجمته لراعوية شركة مع الكنائس الكاثوليكيّة وغير الكاثوليكيّة”، مشيرًا إلى “ما شدّد عليه البابا فرنسيس في زيارته الرسوليّة الأخيرة إلى قبرص على “أنّنا بحاجة إلى كنيسة أخويّة، تكون أداة أخوّة في العالم”.

كما اوضح أنّ “الكرسي الرسولي يعمل دائمًا على تشجيع الكنائس في الأردن للصلاة من أجل لبنان الشقيق، كما والتعبير عن قربها من الشعب اللبناني الذين ما يزالوا يمثلون رمزًا للصمود رغم كل الأحداث”.

وخاطب البطريرك الراعي بالقول: “إنّنا نعلم جيدًا كلّ ما تقومون به لإنبات فرص جديدة للحوار، ومواجهة الاختلافات والتغلّب عليها، ولتضامن مستمرّ في تقديم المساعدة لجميع المحتاجين، ومن أجل الاعتراف المتزايد بحقيقة أن جميع اللبنانيين هم إخوة وأخوات، وأعضاء في عائلة واحدة وشعب واحد. ومن خلال الصلاة والعمل، فإنّ العالم الكاثوليكيّ يتضامن مع اللبنانيين في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به بلد الأرز”.

وذكّر القائم بأعمال السفارة البابويّة إلى “نداءات البابا فرنسيس المتعدّدة”، حيث قال قداسته: “عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق كبير إزاء الأزمة التي يجد نفسه فيها، وأشعر بألم شعب منهك واختبر العنف والمعاناة. إنّني أحمل في صلاتي هذا البلد لكي ينبع السلام في وسطه”، حاثًا على الصلاة من أجل الأخوة والأخوات “في الشرق الأوسط، الذين تعرّضوا للمحن، حتّى يكون لديهم القوة لإعادة بناء مجتمعهم في أخوّة”.

من جهته، شكر البطريرك الماروني المونسنيور ماورو لالي على حُسن استقباله، وقال: “هذه الرسائل التي أوردتها في كلمتك هي بالغة الأهميّة بالنسبة لنا”.

وأشار إلى أنّ “كنيسة مار شربل في عمّان تعيش بتناغم تامٍ مع الكنائس الشقيقة الأخرى، وهذا أمرٌ بالغ الأهميّة وقريب إلى قلبنا، وإنني أؤكد عبر كاهن الرعيّة الأب جوزيف سويد بأنه يعمل دائمًا على تقوية أواصر الصداقة مع المجتمع المحليّ، وبالأخص مع الكنائس الأخرى”.

كما جدّد الراعي التأكيد على أن “لبنان يحمل “الرسالة”، كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني، ولكن هذه الرسالة هي في أزمة في الوقت الحاليّ، وهي تؤثّر على كل مكوّنات المجتمع اللبناني، من مسيحيين ومسلمين، وليس فقط على المسيحيين”، مؤكدًا بأنّ “هوية اللبنانيين، هوية التعدديّة، وهوية العيش المشترك، وهوية التناغم بين مكوّنات الشعب، لن تنتهي أبداً”.

واضاف: “إننا نشعر بفخر كبير للعلاقة الطيبة التي نشأت منذ عقود بين العائلة الهاشمية والبطريركية المارونية، وبالأخص مع جلالة الملك الحسين رحمه الله الذي أهدى سيارته الخاصة التي اقلت البابا بولس السادس الى البطريرك الماروني المعوشي. وها هي الصداقة تكمل وتسير من عال إلى أعلى مع جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم”.

ثمّ دار نقاش غني بين الحضور وغبطته، استمع اليهم واجاب على تساؤلاتهم واستفساراتهم، وبالاخص حول قلقهم على لبنان الشقيق في الاوضاع الصعبة التي يمر بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى