غسان حاصباني وزيرُ مُنتَصَفِ الليل …
كان منتَصَفُ ليلَةِ السبت ٤/٨/٢٠١٨ عندما كسرَ حاصباني الخبيرُ الدولي والكاتِبُ الرائِدُ الحاجِزَ الفولاذي الذي يفصِلُ ما بينَ المواطِنِ والمسؤول في بلدٍ إذا أرادَ المواطِنُ التواصُلَ مع مَن كان هو السبَبَ في إيصالِه يجِبُ عليهِ التواصُل وضِمنَ الأوقاتِ الرسمية مع مدير مكتب الوزيرٍ أو النائِبٍ أو حتى رئيس التيارٍ أو الحِزب هذا إن إستطاع ذلك …عند منتصفِ الليل إستطاعَ مواطِنٌ عادي مِن طرابلس الحصول على رقم حاصباني ولم يتردد بالإتصالِ بِه برغم تأخُر الوقت وبينَ يقينٍ المُتَصِل بعدَمِ ردِ الوزير وبينَ خوفِهِ مِن ردَةِ فِعلِهِ كانتِ الحالَةُ الصحيةُ في تراجُع فكانت الدافِعَ الأساسي للمجازفة كان حاصباني الأملَ الوحيد مِن بعدِ الله للبَتِ بدخولِ المريضِ ومعالَجتِه على نفقة وزارة الصحة خاصةً بعدَ رفضت مسؤولة الصحة في إحدى مستشفايات طرابلس إدخال المريض الذي يُعاني مِن مرَضٍ عُضال والذي مرَّت عليهِ ليلتان لم يأكُل بهما لإشتدادِ الحالة ورفضِ الجِسم إستقبال المأكل أو المَشرب .الرنَةُ الثالثة فُتِحَ خَطُ التواصلِ مع الوزير وبرغم إعتِذارِ المُتصِل على الوقت إلا أن الوزير الإنسان كان بنتهى التجاوب واللطف والحَزم والصراحة إذ كانت واسِطةُ المواطن الطرابلسي مقبولَةً بحالةٍ واحِدة وهي أن يكونَ المريضُ فِعلاً مُستحِقاً للدخول وطلبُهُ الوحيد هو اسم المريض كما الطبيب المُعالِج وبناءً على تقرير الطبيب المُعالِج والحالة الصحية سيتخِذُ الوزير القرار .قبل أن يُنهي المواطِن إتصالَهُ بحاصباني قُطِعَ الإتصال …لثوانٍ لم تصِل لتكون دقيقة رَنَّ هاتِف المواطِن والذي إعتقد بأن حاصباني قطَع الإتصال وإذ بحاصباني معتذِراً عن الإنقطاع مُستَكمِلاً بهدوءٍ ورُقِيٍ الحديث واعِداً بالموافقة بحالِ ثبوتِ الحاجة للمُستشفى وخاصةً أن هناك حالاتٌ تدخٌل عبر واسطة السياسيين دون حاجَةٍ مُلِحة وهذا ما لن يقبَلَه الوزيرُ …أرسل المواطِنُ للوزيرِ الإنسان التقرير الذي لديه كما اسم الطبيب المعالِج والمستشفى بعد إنتهاءِ الإتصال وتوجَهَ الى الله أن لا يكونَ الوزيرُ القواتي كغيرِه …ظُهرَ يومِ الأحد ٥/٨/٢٠١٨ تتصِلُ إدارة المُستشفى بأهل المريض طالبة منهم بتهذيب فوقَ العادة وغير مُعتاد التوجُهَ صباح الإثنين اليهم لإستقبالِه ومداواتِه وذلك بعد تأكُدِ الوزير مِن حاجَة الدخول وقيامِهِ شخصياً بمتابعة الموضوع واليوم كانت الوجبَةُ الأولى للمريض والتي تقَبَلَها جسَدُهُ المُنهك كما كانت إبتسامُته والتي حلَّت بدل آهاتِ الألم ليلة الأحد . إبتساماتٌ زَيِنَتِ الغُرفَة مِن ذويه وقلوبٌ حامِدَةٌ لله على إستعادةِ العافية كما أفئِدَةٌ مُتعَلِقَةٌ شاكِرةٌ بالوزيرِ الإنسان ولَه كان واجِبُ الُمُتصِلِ الوسيط شُكر الوزير لما قام بِه كما شُكرُهُ على نُبلِهِ وتقبُلِهِ للإتصال المتأخر وتلبيةِ مواطِنٍ عادي فما كان مِن حاصباني غيرَ أنهُ تمنى الشِفاء للمريض وطلبَ من المواطِنِ الطرابلسي العادي أن يرُدَ لَهُ الجَميل عبرَ إخبارِهِ عن أي حالَةٍ مٌستحِقَةٍ مُشابِهة قد لا تَصِلُ مسامِعَه ولا يُبَلَغُ بها ليقوم بواجِبِه وما يُمليهِ عليهِ ضميرُه أمامَ الله والناس …وهنا سؤالٌ يطرَحُ نفسَه لما لا يكون كُلُ وزيرٍ بتواضُعِ دولة الرئيس غسان حاصباني الحائِزُ على شهادَةِ عارفيهِ والمتعاملينَ معهُ بدرجةِ إمتيازٍ بالأخلاقِ والتواضُع والنجاح في وزارتِهِ التي أُسنِدت إليه كحصولِهِ على درجَةِ الإمتياز في الهندسة ؟ لما لا نبني جسوراً مع مَن لا يريدُ مَن وليناهُم أمورنا أن نبني الجسور معهُم ؟ لما لا نتخطى الماضي الذي لن نُبنى كمواطنين كلما بقينا أسرى له وخاضعينَ لذِكراياتِه ؟ لما لا نحكُم على تصرفات وإنجازاتِ اليوم لنبني الغدَ جميعاً ؟ لما ولما ولما ؟ ويبقى الجوابُ برَسمِ اللبناني الذي إن نظرَ الى الإنجازات الفِعلية لا الوعودِ بإتمام إنجاز لن يهتَمَ بخلفية المُنجِزِ الحِزبيةِ وزراءٌ أثبتوا نجاحاتِهِم فبقوا في الذاكِرة لما أنجزو فكانت وِزاراتُهُم مَن تشَرَفَت بهم رفيق الحريري سليمان فرنجية وائل أبو فاعور زياد بارود مروان شربل الياس بو صعب حسين الحاج حسن واليوم غسان حاصباني كلٌّ مِنهُم لهُ إنتماؤه السياسي ولكن جَمعهُم شيئ واحِد الجدارة والنجاح في وزاراتِهم .فلننسى ألم الماضي ولننتمي للوطن لا للحِزب وإن تحزَّبنا فالوطَن وبناؤهُ ونجاحُهُ مسؤوليتنا كأفراد وكمجتمع