مقالات خاصة

صفعة جديدة من الحزب لباسيل… بنكهة الترهيب والتأديب

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد،

توالت بيانات الاعتذار مساء الأحد لتعلن عدم حضور أصحابها من الوزراء إلى جلسة مجلس الوزراء، بيانات اعتذار كانت أقبح من ذنب الاهمال والتلاعب بحياة المواطنين، بيانات تسترت بالدستور والميثاقية والقوانين لتخفي تبعية أصحابها لرئيس تيار أبعد ما يكون عن الوطنية والإصلاح والاحساس بالمواطن، لرئيس تيار لا يرى من لبنان إلا كرسي يحلم به لتدمير ما تبقى من لبنان إن كان شيء قد تبقى أصلاً.

ولكن بالرغم من كل ما حاول باسيل القيام به، واستمتاعه ببيانات اعتذار أتباعه من الوزراء، واحتفاله المبكر بالانتصار على ميقاتي، جاءته صفعة من الحزب لتبيد انتصاره وتوقظه من سباته ومن ظنونه بأنه هو المسيطر على قرار الدولة، تأمن نصاب الجلسة من وزراء الحزب وحلفائه وانعقدت وصدرت القرارات بتوقيعين لميقاتي، وكل ذلك تحت أنظار باسيل عراب العهد الفاشل.

واللافت في الأمر أنه لو أراد الحزب تطيير الجلسة وإرضاء باسيل، لكان قادراً على تطييرها وإلغائها، ولكنه فضل أن يؤدب باسيل ويعيده إلى حجمه الطبيعي في التحالف الحاصل بين أطراف الثامن من آذار، فهو بالنهاية وكما ثبت بالوقائع مجرد تابع وليس صاحب قرار أو حليف.

وفي ظل كل هذه البلبلة التي حصلت، استطاع ميقاتي تحقيق الفوز على باسيل، مع العلم بأن ميقاتي لم يكن ليدعو لجلسة لمجلس الوزراء لو لم يأخذ الضوء الأخضر من الرئيس بري ومن خلفه الحزب بالسماح بانعقادها، فما كان ميقاتي ليغامر بالخسارة لصالح عدوه اللدود صهر العهد الفاشل الذي لم يفهم بعد بأن عهده قد انتهى إلى غير رجعة.

الأمر المؤكد أن كل هذه الأحداث لن تمر مرور الكرام على واقع تحالف الثامن من آذار، فباسيل ولو كان يعلم يقيناً بأنه محكوم من الحزب وليس حليفاً له، سيحاول القيام بمسرحية أمام أنصاره لحفظ ماء الوجه، ولكن هل سيسمح الحزب بحصول ذلك؟ أم أن الحزب لم يعد قادراً على تغطية فساد واستهتار وتمادي باسيل وتياره؟ ومتى سيقوم الحزب بإعلان الوزير فرنجية مرشحه الرسمي لرئاسة الجمهورية؟

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى