سياسة

الصايغ : لا بد من الحوار بعد إنتخابات الرئيس و لن نقاطع الجلسات…


أكد نائب رئيس حزب الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ أن على اللبنانيين أن يعرفوا أننا نحمّل حزب الله المسؤولية الأولى عن الفراغ في البلد، لأنه الحزب المسيطر قبل الانتخابات على القرار السياسي في لبنان، مشددًا على أننا من خلال الانتخابات أعدنا التوازن وحرّرنا القرار السياسي وما من رئيس جمهورية وحكومة مكتملة المواصفات، ومن هنا يحاول الحزب استبدال هذا القرار بسياسة الفراغ أي تفريغ المؤسسات.
وعمّا نشرته صحيفة “الأخبار” عن لقاء بين الكتائب وحزب الله في الضاحية، قال الصايغ في حديث لبرنامج “30 دقيقة بالسياسة ” عبر موقع ليبانون فايلز: “اسم الكتائب ما يزال لديه نكهة مختلفة ولا شيء نخفيه، فعندما نتحدث مع أي فريق نتحدث فوق السطح وما أقوله أهم من اي تسريبات”.
أضاف: “اليوم أمين عام الكتائب بشكل دوري وعفوي واجتماعي من دون تكليف سياسي يلتقي الكثير من الفاعليات ومن بينهم التيار الوطني الحر ومن كل الأطراف ومنها أيضًا حزب الله”، وتابع: “هناك زيارات وأخذ وعطاء على المستوى الاجتماعي والشخصي وهذا لا يعني تكليفًا سياسيًا لبحث أي ملف سياسي مع ممثل عن حزب الله”.
واشار إلى أنه حتى عند وجود قطيعة سياسية نحاول الابقاء على علاقات اجتماعية مع الناس في الأفراح والأتراح، لافتا الى أنه حتى في القرية وعند حصول خلاف سياسي تبقى الزيارات قائمة ولا تقطع شعرة معاوية ولكن لا تعني ترجمة سياسية”.
وتابع: “أنا واتحدث باسمي الشخصي كمواطن ينتمي إلى حضارة الأخوة الإنسانية التي علّمنا إياها ديننا المبني على المحبة والتسامح أن من الخطأ ألّا تتواصل الناس مع بعضها البعض للبحث عن حلول، ومن الخطأ ألا يكون هناك حوار دائم ولو لم يصل الى نتيجة، مشددًا على أن الحوار ليس دائما يكون هادفًا بل لاستكشاف ما عند الآخر لقراءته البحث إن كنا نتحدّث اللغة نفسها فربما يقصد كل واحد معنى مختلفًا عن الآخر بالمفردة نفسها التي يستخدمها، مُنبهًا من انه في عصرالاعلام اصبح البعض يعتقد ان الحوار يتم عبر الشاشات والتي توصل رسائل سياسية لكن هذا لا يكفي وحده، فعلى اللبنانيين ان يعرفوا أننا نحمّل حزب الله المسؤولية الأولى بالفراغ في البلد، لأنه الحزب المسيطر قبل الانتخابات على القرار السياسي في لبنان وبالانتخابات أعدنا التوازن وحرّرنا القرار السياسي انما حزب الله يحاول استبدال هذا القرار بسياسة الفراغ أي تفريغ المؤسسات.

ولفت الصايغ إلى أننا داخل اللجان نجتمع وهناك اشخاص محترمون مثقفون ومتعلّمون ونظيفو الكف وأوادم داخل كتلة الوفاء للمقاومة، مضيفًا: “هناك اختلاف سياسي وخيارات سياسية واضحة وهم المسؤولون عن ضرب لبنان وتغيير وجهه الذي نعرف، ولكننا بالمجلس نفسه ونوقّع على اقتراحات ومشاريع قوانين وعرائض سويًا وهذا الموضوع قائم وطبيعي، ولكن ما نقوله بالسياسة وهذا ما يجب ان تعرفه الناس: هل يريد الحزب الاستمرار بالنهج الذي مارسه سابقًا؟” وأجاب: “إن كان كذلك فمعنى ذلك سنبقى عبر التواصل في حدود العلاقات العامة أو نتحدث عن قضايا تقنية مركزة ولا إمكانية للتلاقي لإنقاذ لبنان، أما إن اخذ حزب الله دروسًا من الظرف الذي نعيشه في لبنان والعالم فسيختلف الأمر.
وتوقف الصايغ عند الكلام الأخير لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والذي يمكن أن يكون جديًا أو إنشائيًا ولكن من واجبنا أن نسأل هذا عبر الاعلام وليس همسًا لأن أحدًا لن يربح إن خسرنا لبنان ولن يبقى من يُخبِّر، عندما يقول الشيخ نعيم قاسم نريد رئيسًا يترك جانبا المواضيع الخلافية الكبرى وإن كان موضوع المقاومة خلافيًا فلنتحدّث عنه مع الرئيس المقبل ويكون محل حوار بين اللبنانيين، ففي هذا الموقف تطور نوعي إن كان هناك جدية في هذا الكلام وأتصور أن كلامه ليس من قبيل المزاح وهو مختلف عما كنا نسمعه بالماضي، من اننا نريد رئيسًا حاملًا المقاومة ويتبناها بالكامل ويحميها ومؤتمنًا على المعادلة الثلاثية جيش شعب مقاومة، وهذا الكلام شيء وما سمعناه مؤخرا شيء آخر، من هنا نركز على الموقف والمبنى الذي يرتكز عليه هذا الموقف، فإن كان حقيقيًا وجديًا يجب التعامل معه بجدية وهذا الكلام لا يقال في الغرف المغلقة وحزب الله يعرف كيف يظهّر الجدية، فلننطلق فورا لانتخاب رئيس.
وعن اعتبار حزب الله ميشال معوض رئيس تحدٍّ، قال: “الحزب يبرّر موقفه ويقول ان الورقة البيضاء تعني كي لا نرد على التحدي بآخر ولكن هذا لا يؤدي الى أي تقدّم، ورأينا ان الديمقراطية تستحق المنافسة الشريفة وعلى الكل ان يقتنع اي الحزب وحلفاؤه ان الكباش بين فريق وآخر لن يؤدي الى نتيجة والتفتيش عن اسم يلبي طموحاتنا كفريق سيادي كما يجب وفي الوقت نفسه لا يعتبر الاسم موجها ضده وعندها نقرّب على أسماء اخرى”.
وعن رئيس لا يطعن بظهر المقاومة قال الصايغ: “الرئيس ميشال سليمان أتى بعد اتفاق الدوحة وفي 7 أيار لم ينزل الجيش على الأرض وكان معروفًا أن معه ميزان الجوهرجي وفي الوسط ليحافظ على التوازن وهو اساس أي تفاهم وكان الوضع جيدًا بين وبين الحزب، الى حين ولحسابات خاصة به او بإيران طيّر الوزير الملك الذي يمون عليه الرئيس سليمان وصار بحفلة كباش معه، وتابع: “إذًا موقف الحزب لا يكون متماسكًا دائمًا ويتعرض لتغيير بموقفه حسب الأجندات الخاصة به في لبنان أو سوريا او العراق واليمن وغزة،” وسأل: “ما معنى رئيس يطمئن له الحزب؟ اكثر من الرئيس عون الذي اتى به من خلال التسوية الرئاسية؟”
وتابع: “هل ان عهد عون اعطى للحزب ما كان يتمناه في لبنان؟” وأردف: ” لقد أتى بالرئيس الحلم بالنسبة إليه، وبالنتيجة المحصلة ما كانت؟ خراب بخراب وتدمير كامل والحزب الآن لا يعرف ماذا يفعل وهو الذي اتى بالتسوية فيما الآخرون حاولوا التعامل معها وهو فرض الفراغ ولكن ماذا نعطيه؟ هو في مأزق اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا ماذا سيفعل بهذه الورقة التي سيعطيها لإيران؟ هي ورقة محروقة لا احد يريدها والحزب صار ورقة لا أحد يعبّرها، ولن يقف أحد إلى جانبه إلا أخوه اللبناني.

واعتبر الصايغ ردًا على سؤال ان الحوار امر لا بد منه انما بعد انتخاب الرئيس لان الرئيس هو من سيكون القيّم على الحوار، مؤكدًا أن همّنا الاتيان برئيس لديه مهمة واضحة وهي إنقاذ لبنان على أسس واضحة، وأهمها اشاعة مناخ للحوار بين الاطراف، وسنكون حينها أول من يساعد الرئيس للقيام بهذا الحوار.
اضاف: “المطلوب التركيز لأن اولوية الاولويات هي انتخاب الرئيس، ستقول لي كيف إن كان الافرقاء لا يتكلمون مع بعضهم البعض”، وانا اتكلم معهم من خلالك بطريقة واضحة وهي “اعلنوا موقفا واضحا وهو اننا ذاهبون يوم الخميس لانتخاب فلان الفلاني” واما ان الورقة البيضاء هي فلان الفلاني ونحن حاضرون للتكلم وعندها نحن حزب الكتائب سنقوم بالمبادرات التي يجب القيام بها.
واعتبر ان هناك نضوجًا معينًا وحرام تضييع الفرصة، لان نافذة الفرصة موجودة ولكن قد تقفل، لذا فلنذهب الى وضع لائحة أسماء مقبولة ونذهب الى الانتخاب لا ان نفاوض ونعمل على التوافق على شخصية نختصر فيها المجلس، مشددا على ان المجلس يستطيع التعبير وعندما نذهب الى المجلس ب3 اسماء او اكثر ومن بينها ميشال معوض ونصوت بدورة أولى وثانية وثالثة الى أن ننتخب الرئيس.
ولفت الى ان الحوار يأتي بعد ان نكون قد استكشفنا كي لا ندخل في متاهة الاختيار وعند توسيع الخيارات يطمئن اللبنانيون ويصبح من السهل الذهاب لانتخاب الرئيس بغض النظر عن الاجندات الخارجية.
وعن ترك المجال للخارج للتدخل بشؤوننا قال: “ان لم نستطع وأحد لا يتكلم مع الاخر، وداخلون بحرب اهلية بادرة في لبنان، وهذه ليست المرة الاولى منذ 15 سنة ندخل بحرب اهلية بادرة وبحرب الغاء باردة وبحرب تخوين، واصبحنا غير قادرين على حكم هذا البلد واصبحنا دولة فاشلة وهذا الكلام ليس لي بل قاله البنك الدولي والمؤسسات الدولية التي تعتبر ان لبنان انتهى، من هنا علينا الاجابة على كلام غبطة البطريرك الراعي الذي قال فلنذهب الى مؤتمر دولي بحيث تصبح القضية اللبنانية مدولة، فالقضية اللبنانية مدولة بعض الشيء من خلال القرارت الدولية ، وعندما تستعطي الممانعة او تستدرج الاميركيين والفرنسيين والقطريين للتدخل، فهم يجرون التدويل على ذوقهم، عندها فليكن التدويل واضحًا من دون مشاركة اللبنانيين ونعرف عندها الى اين ذاهبون وهذا ليس تهويلا” مردفا: “القضية لن يكون لها معنى ان استمرينا باعطاء هذه المشهدية للناس، فقضيتنا هي الحرية وان يعيش الانسان بكرامته وان يعيش بخصوصيته الثقافية والتفاعل والتفاهم مع الاخرين”،
وعن المتاريس النفسية التي تقول اننا نريد الدولة، قال: “هذا الامر هو موضوع حوار مع رئيس الجمهورية الذي سينتخب الذي عليه الدعوة للعمل وللقول اي لبنان نريد وتثبيت التوازنات التي وضعها اتفاق الطائف ومناقشة التعددية، فهل انا اقبل بالشكاوى في قهمز او مجدل العاقورة بقيام اشخاص بوضع رسائل ترهيب للناس، فهل نحن نرغب بهذا الامر؟ فكيف اذا سنجعل الناس تؤمن بالدولة بعد كل ما يحدث؟
اضاف: “نحن ندفعهم الى خلق امن ذاتي تساعده قضية النازحين والامن المتلفت المرتبط بالنازحين، فهذه بيروت قد بدأت الترتيبات المحلية والامنية لحماية نفسها وهناك الكثير من البلديات تقوم بهذا الامر ايضا وهذا بالتعاون مع الدولة، مشيرا الى ان القضاء لا يقوم بعمله والقوى الأمنية والجيش معروف ما هو وضعهم، فماذا اقول لمن قرر البقاء في لبنان؟ اقول له اننا نجرب ان ننتخب لك رئيسا الا أن “الشباب” لا يسمحون لنا؟”
وتابع نائب رئيس حزب الكتائب علينا ان نقتحم بقوة الموقف كل المؤسسات وان نقول انه لا يجوز ان يستمر هذا الامر ونعلّي الصوت، مشيرا الى صرخة رئيس الكتائب سامي الجميّل في مجلس النواب ومفادها ما معنى الاستمرار بحضور الجلسات إن كنا لن ننتخب رئيسًا والكثير ظن اننا سنقاطع الجلسات والعكس صحيح، الا ان الصرخة هي للحث على الانتخاب لأن الامر اصبح معيبًا..
وعن علاقة الكتائب مع باقي الافرقاء، اجاب: “عن العلاقة مع القوات هناك حوار سياسي هدفه انتخاب الرئيس بالمواصفات المعروفة وبعد انتخاب الرئيس العلاقة تتطلب مصالحة ومصارحة، ولا نريد لقاء تبويس لحى لان الجرح ليس سهلا فهو ليس دمويا انما جرح الوطن ليس سهلا، والعلاقة تحتاج الى اعادة ترميم للثقة وللعلاقة وعلينا صعود السلم درجة درجة ولا عودة الى الوراء، فموقفنا واضح بان الخلاف مع القوات ليس ثقافيًا او على مستوى القيم بل على مستوى الخيارات السياسية التي اخذتها القوات بقضية التسوية وهذا ما نقول انه يتطلب مصارحة ومصالحة، واليوم نتكلم عن اتفاق سياسي ينتج رئيسا ونتمنى ان ينسحب الى توسيع وتعميق مع الوقت ويجب ان يتم هذا الشيء”.

اما عن العلاقة مع التيار الوطني الحر فقال لقد عقد لقاء في الصيفي مع وفد من التيار والمبادرة التي قام بها التيار لم نعط رأينا السياسي فيها، وتسارع الاحداث جعلها متأخرة جدا، ونحن ندعو الى حوار بين التيار والكتائب يكون سياسيًا بامتياز فالتيار هل اخذ الدروس والعبر مما مر معه؟ ولفت الى أننا في كل 4 سنوات نعقد مؤتمرًا وسيعقد في شباط، مشيرًا إلى ان نقاشًا حصل داخل الحزب حول وقت انعقاد المؤتمر، فكان جواب الرئيس بأن هناك نظامًا علينا تطبيقه، فان توقفنا لظروف استثنائية فان هذا سيصبح عادة وانا كنت مع فكرة ان ليس الوقت وقت انعقاد المؤتمر لأن البلد “خربان”، لكن اصرار الشيخ سامي اتى من ضمن السياق واصراره لتقييم السياسة والخيارات وتنشيط المشاركة الواسعة في القرارات والتوصيات ومن هنا ندعو الاحزاب الى الاعتبار من هذه التجربة وندعو خاصة التيار الوطني بكل محبة وليس من باب التشف الى مراجعة صادقة لتجربته السياسية لعل في ذلك افادة له وللوطن ولحسن الحوار.
وعن نجل الشهيد بيار الجميّل قال: “هو كتائبي مثل بقية الكتائبيين وكما فهمنا انه اعطى الاولوية للجامعة واليوم يدرك انه يستطيع اعطاء الوقت مع الرفاق وعليه تثبيت نفسه بغض النظر انه ابن الشهيد بيار، فعليه الانتباه إلى انه موضوع تحت المجهر، وخياراته هو من يقوم بها ونحن نبحث عن عنصر الشباب وحتما ان رغب امين بيار الجميّل التقدم في الحزب فسيكون موضع مساءلة اكثر من غيره، ومن المؤكد سيكون لديه محبة الكتائب لوالده ولكن لا افضلية لكتائبي على اخر الا بالنضال والتضحية واذا بيار لمع فلانه كان صادقا فعرّض حياته للخطر حتى الشهادة.
وختم الصايغ حديثه بالقول ان مواصفات الرئيس المنتخب تبدأ من عند ميشال معوض، كاشفا عن سر وهو ان قائد الجيش جوزاف عون تعرف عليه طالبًا في الجامعة عندما كان رائدا يدرس العلوم السياسية، وانا كنت استاذًا زائرًا في الجامعة اللبنانية الاميركية لمدة سنتين، وكان عون طالبا خلوقا ومنضبطا ولديه شغف المعرفة حتى انه لم يدرك يومها المركز الذي سيتبوّأه، وكان لديه دورة اركان بالخارج ومن حينها اعجبت فيه ولا ازال، مشيرا الى ان من مر في هذه الاختبارات التي مر بها القائد جوزاف عون يكون من السخافة تقييمه ان كان لديه مؤهلات، وهذه سياسة وعلينا معرفة اراء الافرقاء الاخرين، ونريد رئيسا لا يأتمر للاخرين فالقائد جوزاف عون لم يجعل من الجيش ميليشيا لانه “لم يعط وجهًا” لاحد وكان على قدر المساواة مع الجميع ويعرف ما هي المناقبية، وعلينا معرفة كيف ستتعاطى العملية السياسية مع هذا الامر.

المصدر
الكتائب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى