مقالات خاصة

من يحمي حقوق المسيحيين من أطماعهم؟!

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد،

الفراغ هو سيد الموقف لذاك الكرسي القابع في بعبدا، والذي يمثل حقوق “المسيحيين”.
بينما على نقيض نظم الامتحانات الرسمية، فاللبنانيون اليوم ينتظرون الدورة الثامنة لامتحانات الرئاسة التي ستجري في المجلس النيابي والتي من المؤكد أنها لن تأتي بناجح حصل على المجموع المطلوب، ولا بناجح بأصوات الإستدراك.

حاميها حراميها
بين من ينتظر الفرج وهو يخوض الدورة الثامنة كمرشح معلن ويعد أصواته بالقلم والورقة، وما بين المرشح الفعلي الذي لم يذكر اسمه بعد على أوراق التصويت بانتظار التسوية المنتظرة من حلفائه، ومن يدعي حماية حقوق المسيحيين ويتطاول على الجميع معتبراً نفسه رجل الدولة المختار ولكن بانتظار حصول المعجزة ورفع العقوبات عنه مستغلاً كل الوقت الذي سيتاح له فيما المسيحيون الذين هم أبناء دينه لا يملكون رفاهية الوقت، في ظل غرق لبنان أكثر فأكثر في مستنقعات الفقر والبطالة.
وها هو يجول في قطر سائحاً رياضياً تُغنى له الهيلا هو على مدرجات الملاعب.

هل من رئيس قريب؟
ان أعظم المتفائلين المطلعين على الشأن اللبناني يعلمون أن لا رئيس جمهورية يلوح في الأفق القريب، فالحرب الباردة التي تدور رحاها في معسكر الثامن من آذار بين كل من باسيل وفرنجية لا يبدو أنها ستنتهي قريباً، والحزب لا يزال يقف في موقع المشاهد الناصح ويحاول تقريب وجهات النظر، ولكن ألا يجدر بمن يدعي أنه الوعد الصادق أن يصدق بوعده لحليفه فرنجية ويمنحه الرئاسة التي كان قد ضحى بها منذ ست سنوات خلت؟ أم أنه يحاول أن يستغل الخلاف الحاصل بين أبناء الطائفة الواحدة قبل أن يدلي بدلوه ليثبت أن حقوق المسيحيين ومنصب المسيحيين بيده هو فقط؟

نحو الرئيس العسكري در
لا تزال العديد من الشخصيات السياسية تطرح اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح فعلي ومحتمل لمنصب الرئاسة، فهم يعتبرونه شخصية وطنية استطاعت ضبط الأمن في أخطر الظروف التي مر بها البلد خلال “العهد القوي” كما استطاع الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية التي كادت تنهار بانهيار الليرة، بالاضافة لكونه يحوز على الرضى الدولي المطلوب في كل سيرة ذاتية لكل مرشح يرغب في التقدم للرئاسة.

ومن خلال ما تقدم نجد أن الزعماء المسيحيين هم أبعد ما يكونوا عن حمل هموم أبناء طائفتهم، ناهيك عن عدم اهتمامهم بتاتاً بهموم شركائهم في الوطن، فالكرسي مغري والمنصب مغري، وجميعهم يدمرون هذا المنصب وهذا الوطن تحت شعار “أنا أو لا أحد”!

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى