مقالات خاصة

طفح الكيل .. إرحموا طرابلس فهي تستحق الحياة

الشيخ مظهر الحموي

لبنان اليوم يمر بدوامة أزمات على مختلف الصعد الأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية لم تمر عليه مجتمعة في تاريخه مما يفرض على الجميع وبخاصة العقلاء والحكماء أن يبادروا الى تطويق الفتن التي لا تبقي ولا تذر وخاصة التي تدبر بليل لمدينة طرابلس دون غيرها.
هل هو قدر طرابلس عاصمة المسلمين (السنة) في لبنان أن يخطط أعداؤها الحاقدين على إثارة الفتنة وزعزعة أمنها وإستقرارها.
و دائما يتساءل أبناء طرابلس والشمال عند كل منعطف أمني يعصف بالعاصمة الثانية وعن سر هذا التوقيت ، وبالتالي ما كُنه الرسائل التي يودون تمريرها عبر عاصمة الشمال ؟ ومن هم المستفيدون منها؟
لأنه منذ حوالي أربعة عقود جعلوا طرابلس صندوق بريد لإيصال رسائل خاصة يتحمل وزر حممها الطرابلسيون، وهم في معظمهم غير مستوعبين سبب إعتماد مدينتهم هذه المهمة.. والتي تتغير عناوينها من فترة إلى أخرى، إلا أن المرسل هو نفسه وإن إلتبس على البعض أهداف رسالته وأسبابها والجهة المرسلة إليه.
وسؤال آخر لا يقل أهمية عن غيره، ولماذا طرابلس بالذات ؟
وهل تنفرد هذه المدينة عن سائر المناطق اللبنانية بميزات خاصة تؤهلها لإيصال رسائل “مضمونة ” وعلى وجه السرعة والدقة ؟
ولماذا كتب على عاصمة الشمال أن تظل صندوق بريد لغيرها ؟ ومن يا ترى يحمل رسائلها المفعمة بالشكوى والحرمان والظلم إلى من يهمهم الأمر ؟
بحت حناجرنا ومزقت شرايننا ونحن نكتب ونقول : كفى… إن بريد طرابلس لم يعد يتسع للمزيد  من الرسائل الظالمة الحاقدة المكدسة منذ عقود من الزمن والتي توجه الى سمة هذه المدينة المنفتحة التي ترفض إفتراءات الحاقدين وإدعاءهم بتطرف هذه المدينة، وإتهامهم لها بالإرهاب لكي يثيروا النقمة عليها، وهم يعلمون يقينا أنها أبعد ما تكون عن الإتهامات التي لصقت بها ..
فمتى ترتاح طرابلس من هذه المراسلات المغفلة من أسماء المرسلين ؟ فلم يعد بريد طرابلس يحتمل المزيد من الرسائل !.
أما عن واقع مدينتنا المحرومة المظلومة فإننا نقول والكل يعلم هذه الحقيقة اننا لا نعتقد أنه يستطيع أحد أن يقنعنا بأن مبدأ الإنماء المتوازن والذي هو بند من بنود وثيقة الطائف قد طبق في مدينتنا طرابلس والشمال في الأمور الإقتصادية والإنمائية وغيرها.
فإن مجرد الحديث عن واقع مدينتنا المحرومة المظلومة عبر عقود من الزمن يبعث فينا الشعور بمقدار الظلم والغبن والحرمان، والذل…
وقد أعرب أهل المدينة دائما عن معاناتهم في كافة وسائل الإعلام وأوضحوا عن إستياءهم من إهمال الدولة لهم.
أسألكم أجيبوني : أليست طرابلس مرسومة على خارطة لبنان،  وهي مثال الحرمان من خطط الإنماء المتوازن، فتقف الدولة عند أبوابها ولا تدقها، وتدور المشاريع والإنجازات من حولها ولا تسلك الطريق إليها.
أليست طرابلس مصب المحرومين ، وملجأ المحتاجين ، حتى سميت أم الفقير ، ووصفت بأنها بلد الغريب ، أبوابها مشرعة لكل وافد، ويدها مبسوطة لكل قاصد، وعيناها دامعتين لكل بائس..
حتى تكافأ طرابلس بأنها أصبحت مطمع المستغلين لا المستثمرين، فضربت الأطواق التجارية من حولها، وإختطفت المقاولات والتعهدات من أبنائها، وحرمت أسواقها من التعامل معها، وحرم أهلها من التوظيف والعمل في مشروعات هي جزء من دين لها في ذمة الدولة ؟
وأي مشروع فيها قد أكتمل ؟ وأي مرفق لها قد أهّل ؟ وأي خطط وضعت لتنميتها قد أبصرت النور؟
فلو ان الدولة كانت قد بادرت الى الإنماء المتوازن بإقامة المشاريع المختلفة وتأمين فرص العمل للشباب لكان هذا قد أسهم فعلا في تعزيز الأمن الإجتماعي في طرابلس.
حمى الله طرابلس من المتربصين بها والحاقدين عليها ، ولن تفلح أي مؤامرة أو فتنة أو مزاعم مغرضة تفتري عليها وتتهمها بأنها مدينة الإرهاب ، ولقد ثبت أنها مدينة السلام والتقوى والحكمة والإعتدال ..
وهكذا كانت عبر تاريخها المجيد ، وهكذا ستبقى بإذن الله.
حمى الله طرابلس وأهلها من أي مكروه ، ولن ينجح أي متآمر في ضرب قيمها وأصالتها..
وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى