مقاومة الأهالي مستمرة في ظِلّ المناورات العسكرية وإطلاق الرصاص الحي في إيران..
بعد إرسال النظام الإيراني معدات وقوات حربية إلى المدن الكردية، غربي البلاد، تعرض أهالي هذه المدن لأشد حالات القمع وتحولت شوارعها إلى ساحة حرب، فيما أفادت الأنباء الواردة إلى استمرار الانتفاضة الشعبية في جوانرود وبيرانشهر ومهاباد وسنندج وغيرها.
وأشارت التقارير إلى منع النظام الإيراني إيصال الدم إلى المستشفيات في مدينتي جوانرود وبيرانشهر.
وأظهرت الصور والتقارير الواردة من جوانرود بمحافظة كرمانشاه، غربي إيران، بإطلاق نار متقطع ومداهمات على منازل الأهالي من قبل قوات القمع، من أجل اعتقال المحتجين في هذه المدينة وغيرها من المدن الكردية، اليوم الثلاثاء 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، كما حالت الإجراءات الأمنية عند مداخل هذه المدن دون إيصال المساعدات للجرحى.
وعقب هجوم القوات الأمنية الإيرانية على الأهالي في جوانرود وبيرانشهر توجهت مجموعة كبيرة من المواطنين في كرمانشاه إلى المراكز العلاجية للتبرع بالدم، لكن التقارير تفيد بأن القوات منعت إيصال الدم إلى مستشفيات المدينتين، وإنقاذ أرواح المصابين.
وأمس الاثنين، فتحت قوات الأمن الإيرانية النار على المشاركين في مراسم تشييع 3 أشخاص قتلوا في انتفاضة الشعب الإيراني في جوانرود وبيرانشهر، وبحسب التقارير، فقد قُتل في هذا الحادث شخصان، وأصيب أكثر من 10 أشخاص.
وأكدت وكالات أنباء تابعة للنظام والحرس الثوري الإيراني، بما فيها “فارس”، إطلاق قوات الشرطة الرصاص الحي على المحتجين في جوانرود.
وتأتي إشارة وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية إلى “عملية تطهير مهاباد”، و”الاعتقال الواسع لمثيري أعمال الشغب”، بعد أعلن الحرس الثوري الإيراني، يوم الجمعة الماضي، عن تعزيز قواته في شمال غربي البلاد.
ووردت منذ أمس حتى الآن العديد من التقارير تظهر تحليق مروحيات عسكرية في سماء مدينة جوانرود بكرمانشاه ومدينة سقز بمحافظة كردستان.
قتلى جوانرود
وتم قتل بهاء الدين ويسي، الشاب البالغ من العمر 16 عامًا، وعرفان كاكايي، مدرس الرياضة البالغ من العمر 50 عامًا، بنيران مباشرة من عناصر الأمن في جوانرود، مساء الأحد، وتم تشييع جنازتيهما، أمس الاثنين.
وبعد هذه المراسم أطلقت القوات الأمنية النار على المشاركين في التشييع في جوانرود، وتظهر مقاطع الفيديو وقوع اشتباك عنيف في هذه المدينة.
كما فتحت القوات الأمنية أمس النار على المشاركين في جنازة كاروان قادري، المراهق البالغ من العمر 16 عامًا في بيرانشهر.
وأعلنت منظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان، مساء أمس الاثنين، عن هجوم قوات الحرس الثوري على منازل الأهالي في بوكان وإطلاق النار عليهم.
وفي بيرانشهر أيضا فتحت قوات القمع النار على منازل الأهالي.
يذكر أن الاحتجاجات الشعبية اتسعت في مدن أذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه بعد أن هاجمت قوات الأمن المواطنين في مهاباد، يوم السبت، بشكل عنيف.
وتزامنا مع الهجوم الدامي للحرس الثوري والقوات القمعية على المدن الكردية في إيران، أصدر علماء الدين والمدرسون وأئمة الجمعة من أهل السنة في مدينتي سنندج ودهقلان والقرى التابعة لهما بمحافظة كردستان، غربي إيران، أصدروا بيانا طالبوا فيه بإجراء استفتاء بحضور قيادات دينية ووطنية، فضلا عن إشراف مؤسسات دولية.
كما طالب علماء الدين السنة في إيران بمحاكمة آمري ومنفذي والمتورطين في القمع من خلال إقامة محاكم شعبية برئاسة قضاة يختارهم الشعب.
وكان رجال الدين السنة في مدينة سقز، غربي إيران، قد أصدروا بيانا، يوم الجمعة الماضي، أعلنوا عن دعمهم للاحتجاجات العارمة في إيران.