مقالات خاصة

الايرانيون يستأصلون السرطان بينما اللبنانيون لم يقدروا على “حبة فواكه معفنة”

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد:

في السابق لم يكن أحد ليتخيل أن تقوم ثورة تنهي حكم حسني مبارك، ولم يستطع أي عرّاف أن يتنبأ بثورة تهز تهز سوريا فتقطع أوصالها وتدمر مدنها وتكلف الكثير والكثير من الدماء والألم والمأساة، ولكن المستحيل تخيله سابقاً بل والذي كان يستطيع أن ينهي مهنة أي محلل سياسي أو عرّاف هو توقع أن تقوم ثورة في إيران وأن تمزق صور قاسم سليماني وأن يهتفوا في الشوارع لسقوط نظام ولاية الفقيه وسادته.

الصدمة أنه في بلد منشأ السرطان الذي يغزو البلاد العربية ويهدد أمنها ويقطع أوصالها انتفض الشرفاء الشجعان من شعب إيران ليقفوا في وجه الظالم ويهددوا أمنه ويرفضوا الخضوع للخوف والظلم والذل، وها هم يقدمون دماءهم في سبيل استئصال هذا المرض الخبيث وهم يعلمون أن الطريق طويلة والتضحيات ستكون كبيرة ولكن قرروا أن يثوروا لكرامتهم ولأولادهم ولوطنهم، لا يهم كم شهيد سيسقط ولا الدماء التي ستراق منهم لقمعهم ولكن سيستمرون.

أما في لبنان لم يستطيعوا أن يتحلوا بهذه القوة والشجاعة وما قاموا به لم يتعدى توصيف السهرات الراقصة على أنغام ثورية في الساحات العامة، لم تتعدى الثورة منطق الحفلات في الساحات العامة والكرنفالات، لم يتجرأ أحد على إسقاط نظام ولا تهديد أمن الفاسدين ولا محاسبة المسؤولين عن كل الدمار الذي يتخبط اللبنانيون فيه، بل وأعادوا انتخابهم.

ربما هنالك خطأ مدرسي أو تربوي في نظام اللبناني المواطن، ولكن الأكيد أن الثورة لا تعني أبداً أغاني ولا حفلات راقصة، والأكيد أن ما حصل في لبنان في تشرين ٢٠١٩ لم يكن سوى أنه قد تمخض شعبٌ فولد حفلة مشوهة بقناع ثورة، والأكيد أيضاً أن المستحيل يحصل وإيران تنتفض وتثور علّ اللبنانيون الخائفون ممن يسكنون باطن الأرض، يتعلمون الثورة والشجاعة والقوة من الشعب الثائر بوجه ولاية الفقيه بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى